ميقاتي يتابع أزمة كهرباء لبنان... وعقد استيرادها من الأردن خلال أيام

أزمة كهرباء لبنان على طاولة ميقاتي وتوقيع عقد استيرادها من الأردن "خلال أيام"

08 ديسمبر 2021
الاجتماع منعقداً في مقر رئاسة مجلس الوزراء بالسراي الكبير الأربعاء (دالاتي نهرا)
+ الخط -

ترأس رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء، اجتماعاً خُصّص لقطاع الكهرباء، شارك فيه وزير المالية يوسف الخليل، ووزير الطاقة والمياه وليد فياض، وحاكم البنك المركزي رياض سلامة، ورئيس مجلس الإدارة، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، فيما أعلن فياض أن توقيع اتفاق استيراد الطاقة من الأردن سيتم خلال أيام.

ولا يزال اللبنانيون يعانون من أزمة حادة في الكهرباء، بحيث إنّ ما يعرف بـ"كهرباء الدولة" بالكاد تأتي ساعتين في اليوم أو ثلاثاً بالحدّ الأقصى، وليس في المناطق اللبنانية كلها، في حين أنّ أصحاب المولدات الخاصة يستمرون في إجراءات التقنين بنسب مختلفة في كل منطقة ورفع أسعارهم بطريقة تفوق قدرة المواطنين على التحمّل.

وقال وزير الطاقة في ختام الاجتماع: "بحثنا في الشق المالي آلية الدفع لمزودي الخدمات ولمزودينا بالغاز والكهرباء بالعملة الصعبة، وفي تحويل ما نجبيه بالليرة اللبنانية إلى دولار وفق سعر معين. لقد بحثنا بالآلية، وهي شرط من شروط البنك الدولي للتمويل، كذلك فإنها ضرورة ملحّة لكهرباء لبنان من أجل دفع الحقوق وصيانة وتشغيل المحطات".

وأضاف فياض: "كذلك تطرقنا إلى موضوع إصلاح خط الغاز في لبنان وسبل تمويله، ولدينا موافقة من البنك المركزي حول هذا الموضوع. أما في الشق العام، فوضعت الرئيس ميقاتي في أجواء الزيارة الرسمية التي سأقوم بها لفرنسا، للبحث مع الشركات المعنية، ومنها شركة (توتال)، في موضوع التنقيب عن النفط والغاز، ومع شركة كهرباء فرنسا التي تلعب دوراً كبيراً بالتعاون مع الوزارة ومع مؤسسة كهرباء لبنان لوضع المخطط الرئيسي لقطاع الكهرباء".

ولفت وزير الطاقة إلى أنّ "هناك أفكاراً كثيرة وجيدة لتمويل محطات الكهرباء والإنتاج، ولكن يجب وضع هذه الأفكار ضمن الخطة العامة التي تلحظ المخطط العام الفني والاقتصادي والمالي للمحطات وحجمها وتكلفتها وجدواها، وهذا ما تعمل عليه شركة كهرباء فرنسا، ومن المهم متابعة هذا الموضوع وإعطاؤه الأولوية من أجل النهوض بقطاع الكهرباء"، مضيفاً: "هناك عقود قائمة مع شركة (توتال) من أجل التنقيب عن الغاز ومن الضروري التباحث معها على أعلى المستويات لحثّها على العمل بها".

من جهته، قال حايك: "ننتج منذ 4 أشهر في المؤسسة نحو 600 ميغاوات من الكهرباء من أجل الاستمرار بإعطاء التغذية أطول فترة ممكنة، فإذا أردنا زيادة الإنتاج إلى 900 ميغاوات، فستكون فترات انقطاع الكهرباء طويلة، ما يؤثر بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني، ونحن من خلال الـ 600 ميغاوات نزود المرافق الأساسية في البلد من مرفأ ومطار، ومضخات المياه، ومحطات الصرف الصحي، ونزود المواطنين بحدود 3 إلى 4 ساعات تغذية".

أضاف: "حصل انفصال وعدم استقرار على الشبكة في اليومين الماضيين، فكل إنتاج تحت 900 ميغاوات يضعنا في دائرة عدم الاستقرار على الشبكة، لأن ثبات الشبكة يلزمه 1000 ميغاوات. نحن الآن بحاجة إلى مبالغ إضافية بالدولار من أجل استيراد الفيول والمازوت لزيادة طاقتنا الإنتاجية ودفع مستحقات المشغّلين، أو علينا الاستمرار بالعمل بقدرة 600 ميغاوات للشهرين المقبلين مع تأمين دولارات للمشغّلين، ولقد وصلنا بناءً على توجيهات الرئيس ميقاتي إلى حل للفترة قصيرة المدى، أي لمدة شهرين، من أجل تأمين حد أدنى من الاستقرار على الشبكة الكهربائية وتأمين المرافق الأساسية وبعض ساعات التغذية الكهربائية للمواطنين".

وأشار المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان إلى أنه "في ما يخص المدى الطويل للتغذية، يجب وضع آلية لتحويل الاعتمادات من الليرة اللبنانية إلى الدولار، وهذا مطلبنا ومطلب البنك الدولي أيضاً من أجل معرفة كيفية العمل خلال السنتين المقبلتين".

ولفت إلى أننا "راسلنا مصرف لبنان ووزارة المالية سابقاً عدة مرات ولم نحصل على إجابات، وكان الاتفاق اليوم على أن نعقد اجتماعاً في بداية الأسبوع المقبل مع وزير المالية للنظر في الآلية التي تتوافق مع القوانين مرعية الإجراء ومع رأي هيئة التشريع والاستشارات ونأمل لدى وصول الغاز المصري والكهرباء الأردنية وقرض البنك الدولي أن ننطلق لوضع أفضل على صعيد التغذية".

توقيع عقد استيراد لبنان كهرباء الأردن "خلال أيام"

هذا وأعلن وزير الطاقة، في بيان بعد الاجتماع، إنجاز مسودة عقد لاستيراد الكهرباء من الأردن عبر سورية، على أن يُوقع خلال أيام. وقال فياض إنّ "عقد الكهرباء مع الأردن وسورية أصبح جاهزاً، وسيتم توقيعه في الأيام المقبلة".

وأضاف أنّ الاجتماع في مقر مجلس الوزراء "بحث أيضاً آلية الدفع بالعملة الصعبة لمزودي الخدمات ولمزوّدينا بالغاز والكهرباء، وتحويل ما نجبيه بالليرة إلى دولار وفق سعر معين".

وأوضح أنّ هذه "الآلية شرط من شروط البنك الدولي للتمويل، كما أنها ضرورة ملحة (لمؤسسة) كهرباء لبنان، من أجل دفع الحقوق وصيانة وتشغيل المحطات".

وقال فياض: "ناقشنا خلال الاجتماع موضوع عقود استجرار الغاز والكهرباء من الأردن، وتحدثنا عن التوقيع مع الأردن ومع سورية على العقد الذي أصبح جاهزاً الآن".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، توصل لبنان والأردن والنظام السوري إلى الصيغة النهائية لعقد تزويد لبنان بالكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، وأعلن وزراء الطاقة بالدول الثلاث جاهزية الشبكة الأردنية لنقل الكهرباء.

ويرتبط الأردن وسورية كهربائياً من خلال خط نقل منذ عام 2001، إلا أنّ خط الربط خارج الخدمة حالياً منذ منتصف عام 2012 لأسباب فنية؛ في حين ترتبط سورية ولبنان كهربائياً من خلال عدة خطوط ربط.

مؤسسة كهرباء لبنان تعلن الإضراب ثلاثة أيام

في المقابل، أعلنت نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان، في بيان، "الإضراب وعدم الحضور إلى مراكز العمل التابعة للمؤسسة، وعدم إجراء المناورات على الشبكة العامة، وعدم تسلّم وتسليم المحروقات بما فيه تفريغ البواخر التزاماً لقراراتها ثلاثة أيام اعتباراً من يوم غد الخميس ولغاية 11 ديسمبر/كانون الأول ضمناً على أن تبقي اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة التطورات واتخاذ الموقف المناسب".

وأكدت النقابة، بعد اجتماع لها اليوم، أنها "لن تتساهل ولن تسمح بتوسيع صلاحيات شركات مقدمي الخدمات بعدما عانت ما عانته طوال السنوات الماضية من هذه الشركات على حساب العمال والمستخدمين والمواطنين على حد سواء من خلال عقود أبرمت بمعايير وتحفيزات مختلفة بين شركة وأخرى لم تعط للمؤسسة وعمالها من قبل وهذه الشركات أثبتت فشلها".

وذكرت النقابة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بـ"ضرورة تأليف لجنة وزارية مختصة للاطلاع والتحقق من الإخفاقات التي قامت بها شركات مقدمي الخدمات في مؤسسة كهرباء لبنان لتاريخه والجدوى من الأموال التي خصصت لهذه الشركات".

المساهمون