موظفو المطاعم في أميركا يعانون من تبعات كورونا

موظفو المطاعم في أميركا يعانون من تبعات كورونا

06 يونيو 2021
الأزمة الصحية ألغت أكثر من مليوني وظيفة في مطاعم أميركا (Getty)
+ الخط -

حين شهدت مدينة واشنطن موجة من الإصابات بفيروس كورونا الجديد في الخريف والشتاء الماضيين، كان تيزوك زاراتي الذي يعمل نادلاً في مطعم، يكافح لتأمين لقمة العيش له ولرفيقته.

وينتقد الشاب الأميركي من أصل مكسيكي البالغ من العمر 22 عاماً، المخاطر الصحية التي واجهها في عمله، لا سيما على ضوء راتبه المتدني وقلة اكتراث رب عمله.

وأوضح زاراتي لوكالة فرانس برس "كنت أشعر بأنه لا يمكنني قول أي شيء للإدارة" مشيرا إلى أنه كان في تلك الفترة ممتنا لمجرد أن لديه وظيفة، على غرار زملائه جميعهم.

بينما نظم مئات الناشطين والعاملين في قطاع المطاعم أخيراً إضرابا في فترة الغداء عبر أنحاء الولايات المتحدة، مطالبين بأجور أكثر عدلاً.

ويعوّل العديد من موظفي المطاعم وقطاع الخدمات عموماً في الولايات المتحدة على البقشيش إذ يتقاضون أجوراً أقل من الحد الأدنى المعتمد. لكن مع تفشي الوباء وما واكبه من تدابير حجر وإغلاق، خلت المطاعم من الرواد، ما أدى إلى تدني مداخيل موظفي المطاعم.

وقالت ياميلا رويز، من جمعية "وان فير وايج" التي دعت إلى الإضراب :"في ظل الوباء، تدنى البقشيش بنسبة 60% إلى 70% فيما ازداد الزبائن عدائية وازدادت الهجمات".

وفي واشنطن، تجمع عدد ضئيل من موظفي قطاع المطاعم أواخر مايو/ أيار الماضي أمام مطعم "أولد إيبيت غريل" الذي يرتاده الكثير من السياسيين والسياح قرب البيت الأبيض، رافعين لافتات كتب عليها "الأجور المتدنية تقوض الانتعاش (الاقتصادي) في أميركا".

وألغيت أكثر من 2.5 مليون وظيفة في هذا القطاع عبر أنحاء الولايات المتحدة خلال تفشي الوباء، وأغلقت أكثر من 110 آلاف مؤسسة أبوابها، وفق أرقام الجمعية الوطنية للمطاعم.

ومع رفع تدابير الإغلاق في الولايات المتحدة وإعادة فتح المحلات والمؤسسات، يجد العديد من أصحاب المطاعم صعوبات في العثور على موظفين، وهو ما يفسره ناشطو القطاع بمستوى الأجور المتدني. وأفاد أكثر من نصف موظفي المطاعم الذين التقتهم "وان فير وايج"، أنهم يسعون لتغيير وظيفتهم بسبب تدني أجورهم.

أما ثاني سبب تردد، فهو المخاطر الصحية المرتبطة بكورونا. وكلما كان زاراتي يعود من عمله، كان يتملكه الخوف من أن يكون أصيب بالعدوى أو نقل فيروس كورونا إلى شخص آخر من غير أن يدري.

ويروي أن "نصف الناس تقريبا لم يكونوا يضعون كمامات حين كنت أقترب منهم، والبعض لم يكونوا يحترمون القواعد المتعلقة بعدد الأشخاص المسموح به حول كل طاولة، وكانت الإدارة تغض الطرف عن مثل هذه الأمور".

وحين فرضت واشنطن قواعد تباعد أكثر صرامة في يناير/ كانون الأول الماضي، أغلق المطعم حيث كان تيزوك يعمل وتم تسريحه. ومع معاودة النشاط، أعلنت عدة مطاعم للوجبات السريعة مثل ماكدونالدز وتشيبوتلي أنها ستعمد إلى زيادة الأجور لاجتذاب الموظفين مجددا.

لكن نائب رئيس الجمعية الوطنية للمطاعم هادسون ريلي، أشار إلى أن الشروط قد تتفاوت بشكل كبير بحسب الموقع الجغرافي للمطعم. وقال إن "قوى السوق المحلية سيكون لها تأثير لا يقتصر على زياد اليد العاملة الضرورية، إنما كذلك على الحوافز الخاصة الضرورية للتوظيف".

ويعزو بعض النواب الجمهوريين النقص في اليد العاملة إلى مساعدات البطالة التي يتم توزيعها في إطار خطة الإنعاش الاجتماعي الضخم التي وضعها الرئيس جو بايدن، وهم ينتقدون هذه الإعانات باعتبارها مرتفعة جدا.

غير أن ياميلا رويز، وجدت أن هذا التبرير يصب الزيت على النار، معتبرة أنها "أزمة أجور وليست أزمة عمال". وبعدما حاول تيزوك زاراتي على مدى أشهر من دون جدوى أن يفهم كيف يمكنه تقاضي مساعدات البطالة هذه، وجد أخيراً وظيفة جديدة في دار حضانة. وقال "تلقيت عرضاً هذا الأسبوع، وافقت عليه الثلاثاء".

المساهمون