موريتانيا تعاني أشد موجة جفاف في نصف قرن: تهديدات للرعي وموجات نزوح

موريتانيا تعاني أشد موجة جفاف في نصف قرن: مربو الماشية مهددون وموجات نزوح من القرى

26 أكتوبر 2021
سوق للماشية في العاصمة نواكشوط (الأناضول)
+ الخط -

تواجه موريتانيا موجة جفاف هي الأشد في نحو نصف قرن، إذ شهدت مناطق واسعة نقصاً حاداً في الأمطار خلال العام الحالي، ما تسبب في نقص شديد بالمساحات الرعوية، واتساع دائرة التصحر في البلاد التي تعاني أصلاً انحساراً للغابات والغطاء النباتي.

وقال مشرفون على تربية المواشي إن ثروة البلاد الحيوانية مهددة بشكل كبير إن لم تتخذ السلطات إجراءات مستعجلة خلال الأشهر المقبلة، من أجل توفير الأعلاف.

وقال الخليفة ولد أحمد، أحد مربي الماشية في ولاية الحوض الغربي، إن مناطق واسعة شرقي البلاد مهددة بجفاف هو الأشد منذ سبعينيات القرن الماضي، وإن المساحات الرعوية تقلصت بشكل كبير.

وأوضح ولد أحمد لوكالة الأناضول أن "المواشي مهددة بشكل كبير إذا لم تسارع السلطات بتوفير الأعلاف خلال شهرين أو ثلاثة، نحن أمام موجة جفاف هي الأشد منذ سنوات".

كما تسبب نقص الأمطار في تضرر النشاط الزراعي، إذ خسر المزارعون بعض أراضيهم، ما ينذر بتضرر المزارع التي كانت تمثل مشاريع مدرّة للدخل لمئات الأسر التي تعتمد على زراعة السدود. وقال المزارع حماه ولد أحمد: "مزارعنا تضررت هذه السنة جراء نقص الأمطار، ونأمل أن تتنبه الحكومة لوضعنا وتقدم لنا دعما".

وبالتزامن مع الجفاف الشديد، شهدت مناطق عدة، منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، حرائق أتت على مساحات رعوية واسعة في البلاد، ما يزيد من مخاطر موجة الجفاف.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وبحسب وكالة الأنباء الموريتانية (رسمية)، أتى حريق هائل في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في منطقة باسكنو شرقي البلاد، على نحو 600 كيلومتر مربع من المراعي.

وقبل ذلك التاريخ بيوم واحد، شهدت منطقة المذرذرة، غربي البلاد، حريقا أتى على كيلومترين مربعين من المراعي، بالإضافة إلى حرائق في مناطق متفرقة أخرى من البلاد.

وتدمر الحرائق البرية بين 50 و200 ألف هكتار سنوياً من المراعي الطبيعية في البلاد، بحسب تصريحات سابقة لوزيرة البيئة مريم بكاي. (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع)

ويومياً، يلتهم التصحر مزيداً من المساحات الخضراء في موريتانيا بفعل موجات الجفاف والقطع الجائر لأشجار الغابات والحرائق، فيما تقول وزارة البيئة إن 84% من مساحة البلاد باتت تعاني من هذا الخطر البيئي. وتقول الحكومة إنها ستنفذ خطة تهدف إلى استعادة حوالي 30 ألف هكتار من الغابات في أفق 2030.

ويرى خبراء ومتابعون أن موجة الجفاف المتوقعة ستدفع الآلاف من سكان الريف للهجرة نحو المدن بحثاً عن فرص عمل أو مساعدات حكومية.

ويقول مدير "منتدى آوكار للتنمية والثقافة والإعلام " (غير حكومي) سيد أحمد ولد محمدو، إن كل المؤشرات تشير إلى أن الأشهر المقبلة ستشهد موجة نزوح كبيرة من القرى والأرياف نحو المدن الرئيسة، خصوصا العاصمة نواكشوط ومدينة نواذيبو التي تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد.

وأضاف ولد محمدو للأناضول: "نحن أمام موجة جفاف هي الأصعب منذ سبعينيات القرن الماضي، وسيزيد من حدتها الوضع الأمني والسياسي في الجارة مالي". وتابع أن "مربّي الماشية كانوا يلجؤون إلى مالي في فترات الجفاف، لكنهم قلقون هذه السنة نظراً إلى الظروف الأمنية والسياسية الصعبة في مالي".

وتعاني مالي أزمة سياسية وأمنية واقتتالا قبائليا منذ انقلاب عسكري جرى في مارس/ آذار 2012، أعقبته سيطرة مسلحين على مناطق في شمال البلاد.

وشدد ولد محمدو على ضرورة أن تتخذ الحكومة الموريتانية خطة مستعجلة من أجل تقديم الدعم لسكان القرى والأرياف، وتوفير الأعلاف للمواشي.

ويعتمد غالبية سكان موريتانيا على تربية المواشي، وتقدر الثروة الحيوانية بأكثر من 22 مليون رأس، وفق أرقام رسمية لوزارة الاقتصاد.

وفي هذا السياق، تمتلك البلاد 1.4 مليون رأس من الإبل و1.8 مليون رأس من الأبقار و19.3 مليون رأس من الماعز والضأن، وتتزايد هذه الثروة بشكل مستمر بنسبة تفوق 3.5% سنوياً.

(الأناضول)

المساهمون