موجة بيع تهوي بالعملات المشفرة... والسلفادور أوّل من يشرّع "بيتكوين"

موجة بيع تهوي بالعملات المشفرة... والسلفادور أوّل دولة تشرّع "بيتكوين"

07 سبتمبر 2021
السلفادور اتخذت قرارها بتشريع "بيتكوين" رغم الانتقادات والشكوك (فرانس برس)
+ الخط -

فيما تتسبب موجة بيع واسعة النطاق بهبوط لافت للعملات المشفرة في الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء، أصبحت السلفادور أول بلد في العالم يشرّع عملة "بيتكوين" إلى جانب الدولار، رغم التردّد الشديد بين السكان وانتقادات اقتصاديين ومنظمات مالية دولية.

فقد اتسعت عمليات بيع العملات المشفرة خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، فيما تراجعت "بيتكوين" نحو 4%، ونزلت قيمة منافستها الأصغر "إيثر" ما يزيد عن 6%، وفقاً لبيانات "رويترز".

وفي المقابل جذبت عملات رقمية غير معروفة أنظار المستثمرين، فقد ارتفعت العملة المشفرة المرتبطة بشبكة سولانا Solana إلى المرتبة السابعة بين أكبر 10 عملات مشفرة حول العالم، وسط تفاؤل بشأن قدرة الشبكة على منافسة إيثريوم.

في التفاصيل، تراجعت أكبر العملات المشفرة في العالم وأكثرها شهرة، "بيتكوين"، 4% إلى 50516 دولاراً، بعدما صعدت إلى أعلى مستوى منذ منتصف مايو/أيار فوق 52 ألف دولار، في وقت سابق، في التعاملات الآسيوية. كما تراجعت "إيثر" بأكثر من 6%‭ ‬إلى 3666 دولاراً.

تزامناً، نقلت "فرانس برس" عن الرئيس السفادوري نجيب أبو كيلة، في تغريدة نشرها أمس الاثنين، قوله: "غدا (الثلاثاء)، ولأول مرة في التاريخ، ستتجه كل الأنظار نحو السلفادور"، معلناً عقب ذلك أن البلاد اشترت أول 400 عملة "بيتكوين" قبل يوم من اعتمادها العملة المشفرة رسميا كأداة قانونية للدفع بجانب الدولار.

وبالنسبة إلى الرئيس وحكومته، ستسمح "بيتكوين" للسلفادوريين بتوفير 400 مليون دولار من الرسوم المصرفية عند استلام أموال المغتربين، خصوصاً من الولايات المتحدة، التي تمثل 22% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

أسواق
التحديثات الحية

ومن المنتظر أن تضفي السلفادور الصبغة القانونية على بيتكوين في 7 سبتمبر/ أيلول، وهي خطوة قال أبو كيلة إنها ستوفر لمواطني البلاد الذين يعيشون في الخارج ملايين الدولارات التي يدفعونها في عمولات على الأموال التي يرسلونها إلى البلاد.
لكن استطلاعات للرأي تظهر أن مواطني السلفادور يتشككون في استخدام بيتكوين ويخشون تقلبات العملة المشفرة التي يقول منتقدون إنها قد تزيد المخاطر التنظيمية والمالية على المؤسسات المالية.
وعارض أكثر من ثلثي سكان السلفادور، البالغ عددهم 6.5 ملايين، للمرة الأولى قرار الرئيس أبو كيلة الذي يتمتع بشعبية كبيرة، وقالوا في استفتاءين منفصلين إنهم يريدون الاستمرار في استخدام الدولار الأميركي حصراً، وهو العملة القانونية للسلفادور منذ 20 عاماً.

وقال خوسيه سانتوس ميلارا، وهو محارب سابق في الحرب الأهلية التي مزقت السلفادور بين عامي 1980 و1992 وشارك الجمعة في احتجاج ضد استخدام العملة الرقمية، إنّ "عملة بيتكوين هذه غير موجودة، ولن تفيد الأكثر فقراً بل الأغنى. مَن مِن الفقراء يمكنه الاستثمار عندما بالكاد يستطيع تأمين لقمة عيشه؟"، حسب ما قال لوكالة "فرانس برس".

"من دون استشارة"

وقالت مديرة استطلاعات الرأي في جامعة "أونيفيرسيداد سنتروأميريكانا" "إنها قرارات (اتخذت) من دون استشارة الحكومة والبرلمانيين (...) الناس لا يرون كيف سيكون لها تأثير إيجابي لتغيير ظروفهم المعيشية بشكل كبير".

وبحسب الجامعة، لا يهتم 65.2% من السكان بتنزيل المحفظة الإلكترونية "تشيفو" اللازمة لتعاملات "بيتكوين" اليومية.

وقبل أسبوع من دخول القرار حيز التنفيذ، تظاهر المئات في العاصمة لمطالبة البرلمان بالتخلي عن "بتكوين".

لكن هذه العملة الرقمية لها مؤيدوها أيضاً، إذ إن خورخي غارسيا، وهو مصفف شعر يبلغ 34 عاماً، يستخدم "بيتكوين" منذ 3 سنوات، ويعتقد أنها عملة "المستقبل" ويأمل أن "ترتفع قيمتها".

و في يوليو/تموز، أقر البرلمان السلفادوري، الذي يهيمن عليه أنصار الرئيس أبو كيلة بأغلبية ساحقة منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة، القانون الذي من شأنه تشريع "بيتكوين" في السلفادور وإلزام "قبول بيتكوين وسيلةً للدفع". وينص القانون على أن قيمتها "سيحددها السوق".

واستمراراً في تنفيذ القانون، وافق النواب، الثلاثاء، بناء على طلب أبو كيلة، على إنشاء صندوق بقيمة 150 مليون دولار لضمان التحويل التلقائي لـ"بيتكوين" إلى دولار.

بالإضافة إلى ذلك، يُركّب حاليا 200 جهاز صراف آلي لتبادل "بيتكوين"، وبعضها محروس من الجيش لمنع المعارضين من إفسادها.

شكوك  المؤسسات الدولية

من جهة ثانية، أعرب اقتصاديون والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي و"مصرف التنمية للبلدان الأميركية" عن شكوكهم.

وسيكون لهذا الإجراء "تأثير سلبي" على الظروف المعيشية للسلفادوريين بسبب "التقلب الكبير في سعر صرف" عملة "بيتكوين"، وسيكون له تأثير "على أسعار السلع والخدمات"، وفقاً للخبير الاقتصادي في "جامعة السلفادور" أوسكار كابريرا.

وأشارت "المؤسسة السلفادورية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية" (فوساديس) إلى أنّ حقيقة أن قيمة العملة الرقمية تحدّد "حصراً من السوق" تجعلها عملة "شديدة التقلب". كما أنها اعتبرت أنّ فرض "إلزامية قبول بيتكوين وسيلة للدفع" هو أمر "غير دستوري".

واتهم أبو كيلة، الذي انتُقد لنزعته السلطوية وازدرائه فصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، المعارضة بالرغبة في "تخويف" السكان من خلال انتقاد "بيتكوين".

وخوفاً من غسل الأموال من جانب شبكات إجرامية، لا سيما شبكات الاتجار بالمخدرات، دعت الولايات المتحدة السلفادور إلى "حماية نفسها من الجهات الخبيثة" باستخدام هذه العملة "بشكل منظم وشفاف ومسؤول".

كيم كارداشيان تروج لعملة رقمية

وأمس الاثنين، طلبت "الهيئة البريطانية المنظمة للأسواق" (إف.سي.إيه) وضع أطر قانونية أكثر تشددا على صعيد إعلانات العملات المشفرة، حتى عبر الإنترنت، متوقفة خصوصا عند منشور حديث للنجمة كيم كارداشيان عبر "إنستغرام".

وتتأثر شهية المشترين بالإعلانات عبر الشبكات الاجتماعية، على غرار ما نشرته كيم كارداشيان في يونيو/حزيران ترويجا لعملة "إتيريوم ماكس" المشفرة، "والتي تختلف عن عملة إتيريوم"، ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم بعد البتكوين، وفق ما أعلن رئيس الهيئة البريطانية الناظمة للأسواق تشارلز رانديل الاثنين.

وتعرضت نجمة تلفزيون الواقع وسيدة الأعمال الأميركية، كيم كارداشيان، لانتقادات من راندل، بسبب الترويج لعملة رقمية غير مختبرة على تطبيق إنستغرام. 
وقال راندل إن كارداشيان طلبت من متابعيها البالغ عددهم 250 مليونًا المضاربة على العملات الافتراضية من خلال إعلان لـ "إيثريوم ماكس"، والتي أطلق عليها عملة رقمية تم إنشاؤه قبل شهر عن طريق مطورين مجهولين. 
واتهم راندل خلال ندوة في منتدى كامبريدج الدولي للجريمة الإلكترونية المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي بالترويج لأوهام الثراء السريع. كما أكد أن إيثريوم ماكس التي روج لها حساب كارداشيان على إنستغرام ليست هي عملة إيثريوم المشفرة المعروفة.

سولانا تقفز للمرتبة السابعة
على مستوى جديد العملات الرقمية فقد ارتفعت العملة المشفرة المرتبطة بشبكة سولانا Solana إلى المرتبة السابعة بين أكبر 10 عملات مشفرة حول العالم، وسط تفاؤل بشأن قدرة الشبكة على منافسة إيثريوم.
وشهدت العملة المشفرة ارتفاعًا بثلاثة أمثال قيمتها خلال آخر ثلاثة أسابيع، لتصل قيمتها السوقية إلى 42.5 مليار دولار، بحسب بيانات "كوين ماركت كاب".

ووفق مستثمرين مؤيدين لعملة سولانا فإنها تتمتع بسرعة في تنفيذ العمليات مع تكلفة منخفضة للتمويل اللامركزي، ما قد يجعلها منافساً قوياً لشبكة إيثريوم على المدى الطويل.
واستفادت سولانا المشفرة من الطلب المتزايد مؤخرًا على الرموز غير القابلة للاستبدال حول العالم. وصعدت العملة غير المعروفة بنسبة 7.6% عند 146.70 دولار مساء الأثنين، لترتفع بأكثر من 40% في آخر سبعة أيام.

المساهمون