استمع إلى الملخص
- شهد ميناء بربرة تطوراً كبيراً بفضل الاستثمارات في البنية التحتية، مما يعزز دوره كمركز محوري في سلاسل الإمداد ويدعم رؤية "دي بي ورلد" لجعله منصة لوجستية متكاملة.
- يتمتع ميناء بربرة بموقع استراتيجي على الممرات البحرية العالمية، مما يجعله منطقة جذب دولية ويعزز مكانته كنقطة ارتكاز للتجارة الإقليمية والعالمية.
أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أمس الخميس، في منشور على موقع فيسبوك، أن موانئ دبي العالمية أطلقت خطاً ملاحياً استراتيجياً جديداً يربط بين ميناء جبل علي في دولة الإمارات وميناء بربرة في أرض الصومال، على أن تسير الرحلات بمعدل رحلة واحدة كل تسعة أيام. ووفقاً لحكومة دبي، يهدف الخط الجديد إلى تعزيز الترابط ضمن شبكة "دي بي ورلد" العالمية، وتوسيع حركة التجارة والخدمات اللوجستية بين دول الخليج والقرن الأفريقي.
ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود المستمرة لتطوير ميناء بربرة، الذي تحول خلال السنوات الأخيرة إلى ثاني أفضل ميناء في شرق أفريقيا بعد ميناء مقديشو، بفضل الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية والتقنيات الحديثة التي أدخلتها موانئ دبي العالمية. كذلك يسهم الخط الجديد في دعم دور الميناء كبوابة بحرية رئيسية لخدمة أسواق إثيوبيا ودول القرن الأفريقي غير الساحلية، وتعزيز موقعه كمركز محوري في سلاسل الإمداد الإقليمية والعالمية. ويمثل هذا التطور خطوة إضافية في رؤية "دي بي ورلد" لجعل ميناء بربرة منصة لوجستية متكاملة تدعم النمو الاقتصادي الإقليمي، وتوفر بديلاً تنافسياً في حركة التجارة البحرية عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي.
بدوره، قال سعيد حسن عبد الله، مدير موانئ أرض الصومال، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن هناك مشاريع جديدة لتوسعة ميناء بربرة، وقد انتهت المرحلة الأولى من هذا المشروع بالتعاون مع مجموعة موانئ دبي العالمية التي وقعت اتفاقية مع حكومة أرض الصومال. وأوضح أن شركة محلية تدير الميناء حالياً، إلى جانب الهيئة الوطنية لإدارة الموانئ في أرض الصومال التي تشرف أيضاً على العمليات التشغيلية للميناء.
وأضاف أن موقع ميناء بربرة على أحد أهم الممرات البحرية في العالم يجعله منطقة ذات جذب عالمي، إذ تمر أمامه نحو 30% من حركة التجارة العالمية. ولهذا فإن بربرة تُعد منطقة حيوية واستراتيجية في القرن الأفريقي، كما أن حكومة أرض الصومال تحافظ على أمن البحر الأحمر، ولا يُسجّل فيها نشاط يُذكر للقراصنة، وهو ما منح الميناء مكانة مرموقة بين أهم الموانئ في دول الساحل والصحراء بالقارة الأفريقية.
وأشار سعيد عبد الله إلى أن الميناء شهد تطوراً ملحوظاً في العامين الأخيرين، إذ بات يستقبل سفناً وبواخر عملاقة، وتقوم السفن المحلية بنقل البضائع إلى المناطق الأخرى في الإقليم، بفضل الاستقرار والأمن في المنطقة. كما يجري العمل حالياً على مشاريع توسعة جديدة لرفع الطاقة الاستيعابية للميناء إلى نحو مليوني حاوية سنوياً، فيما ستبدأ قريباً عملية تشييد مرافق إضافية ليتلاءم الميناء مع الطموحات الاقتصادية لأرض الصومال.
وحول التنافس الدولي والخليجي على ميناء بربرة، قال سعيد حسن إن الموقع الاستراتيجي للميناء جعل القوى الكبرى تتنافس على الوجود فيه من حين لآخر. فقد كان الميناء مركزاً استراتيجياً للاتحاد السوفييتي في السبعينيات من القرن الماضي، ولاحقاً أنشأت الولايات المتحدة مرافق خاصة بها هناك. وأضاف أن سياسة الحكومة الحالية تقوم على الاستفادة من هذا التنافس، إذ يشرف ميناء بربرة على البحر الأحمر وباب المندب، ويتمتع بجاذبية كبيرة للقوى التقليدية والصاعدة على حد سواء، وتسعى حكومة أرض الصومال إلى توظيف هذا الاهتمام الدولي لتعزيز التنمية وجعل بربرة نقطة ارتكاز رئيسية للتجارة الإقليمية والعالمية.