مهن تحرق أصحابها... 15 وظيفة تقود إلى أقصى درجات الإرهاق

30 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 17:48 (توقيت القدس)
صحافيون داخل غرفة تحرير حديثة في صربيا، 23 فبراير 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الإرهاق في المهن المختلفة: يشكل الإرهاق تهديدًا للصحة النفسية والجسدية في مهن مثل الرعاية الصحية، التعليم، والقانون، حيث يواجه المهنيون ضغوطًا نفسية وجسدية كبيرة بسبب التعامل مع الأزمات واتخاذ القرارات المصيرية.

- تحديات مهنية وضغوط: تشمل المهن المرهقة المديرين التنفيذيين، الصحافيين، والعاملين في التكنولوجيا، حيث يواجهون ضغوطًا من المسؤوليات الكبيرة والمواعيد النهائية، مما يؤدي إلى الإرهاق.

- تضحيات شخصية في العمل: تتطلب مهن مثل التجزئة، ريادة الأعمال، والبحث العلمي تضحيات شخصية كبيرة، مما يزيد من صعوبة الحفاظ على التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.

في عالم العمل الحديث، لم يعد الإرهاق مجرد حالة عابرة أو تعب يومي، بل أصبح ظاهرة متفشية تهدد الصحة النفسية والجسدية على حد سواء. كثير من المهن تحمل كل وظيفة من وظائفها مستويات غير عادية من الضغط النفسي والجسدي، نتيجة ساعات العمل الطويلة، المسؤوليات الثقيلة، أو الاحتكاك المباشر والمستمر مع مشكلات الناس وأزماتهم.

ويعرض هذا التقرير 15 وظيفة تُصنَّف من بين الأكثر إنهاكاً للموظفين، استناداً إلى تجارب من يعيشون تفاصيلها يومياً، ليكشف عن الوجه المجهول لمهن تبدو للبعض عادية، لكنها في الواقع ساحات صراع يومي مع التوتر والإرهاق، وذلك بحسب خدمة "كاريرز دوت ألوت".

1 - الاختصاصيون الاجتماعيون (Social Workers)

الاختصاصي الاجتماعي جسر بين الأزمات الإنسانية والحلول الممكنة، لكن طريقه محفوف بالضغوط. يعمل هؤلاء في مواجهة مستمرة مع قضايا العائلات والأفراد، بين الفقر والعنف الأسري والتفكك المجتمعي. وإلى جانب الثقل العاطفي، عليهم التعامل مع ركام من المعاملات الورقية والإجراءات البيروقراطية المرهقة. ورغم ذلك، يواصل هؤلاء أداء وظيفة رسالية إنسانية، مؤكدين أن التعاطف قد يكون سلاحاً منقذاً، وإن كلف صاحبه استنزافاً دائماً.

2 - العاملون في الرعاية الصحية (Healthcare Professionals)

من الأطباء إلى الممرضين والمسعفين، يعيش العاملون في القطاع الصحي بين ضغط الساعات الطويلة والقرارات المصيرية والتعرض المستمر لمعاناة المرضى. جائحة كورونا كشفت حجم التحدي، مع نقص المعدات وتضاعف أعداد المرضى، حيث بات الإرهاق النفسي والجسدي جزءاً من يومياتهم. التعامل مع الموت، العمل بلا نوم كافٍ، وتحمّل مسؤوليات تفوق الطاقة، تجعل هذه المهنة في صدارة مشهد الإرهاق العالمي.

3 - المستجيبون للطوارئ (Emergency Responders)

رجال الإطفاء، ضباط الشرطة، والمسعفون في غرف الطوارئ يقفون دوماً على خط النار. وظيفتهم لا تحتمل التردد، بل قرارات لحظية قد تفصل بين الحياة والموت. وعلى الرغم من أن الأدرينالين يمدهم بطاقة لحظية، إلا أن تراكم الصدمات والاحتكاك اليومي بالمآسي يخلّف ما يسمى بـ"إرهاق التعاطف". إنها مهنة تحرق قلوب أصحابها بقدر ما تتطلب شجاعة أجسادهم.

4 - المعلمون والمربون (Teachers and Educators)

المدرس ليس ناقلاً للمعرفة فحسب، بل يلعب دور المستشار والقدوة والحَكم أحياناً. لكن كثافة المسؤوليات، وتصحيح الواجبات، وضغوط المناهج والامتحانات، تجعل هذه المهنة من الأكثر استنزافاً. وبجانب المرتبات غير المجزية، يواجه المعلم تحديات التعامل مع طلاب من خلفيات متنوعة، إضافة إلى ضغط أولياء الأمور وإدارات المدارس، ما يجعل مهنة التعليم عملاً يومياً مضنياً يفوق التصورات.

5 - المحامون (Lawyers)

عالم المحاماة محكوم بساعات طويلة وضغط لا ينتهي. المحامي يعيش وسط ملفات معقدة، مهل قانونية صارمة، وتوقعات مرتفعة من العملاء. الثقافة السائدة في كبرى المكاتب، حيث "العمل حتى الإنهاك"، تجعل من الإرهاق القاعدة لا الاستثناء. إنها مهنة تتطلب يقظة ذهنية دائمة، وقدرة على مواجهة تحديات نفسية ثقيلة مرتبطة بمصائر الناس وأموالهم.

6 - المديرون التنفيذيون (Corporate Executives)

أن تكون في موقع القيادة العليا يعني أن تتحمل مسؤولية نجاح أو فشل المؤسسة كاملة. القرارات الحساسة، ضغوط المساهمين، وحسابات الأسواق تجعل حياة المدير التنفيذي سلسلة متواصلة من التوتر. وغالباً ما يعيش هؤلاء عزلة عاطفية، إذ يُتوقع منهم أن يبدوا أقوياء لا يتأثرون. لكنها قوة ظاهرية تُخفي داخلاً مثقلاً بإرهاق مزمن.

7 - الصحافيون (Journalists)

الصحافة سباق دائم مع الزمن، حيث الخبر لا ينتظر. يعمل الصحافيون في بيئة مليئة بالمواعيد النهائية الضاغطة، ساعات العمل المتقلبة، وأحياناً المخاطر الميدانية. تغطية الكوارث أو الحروب تجعلهم عرضة لصدمات نفسية متراكمة، فيما يُطلب منهم صياغة هذه المآسي بموضوعية مهنية. المفارقة أنهم يوثقون معاناة الآخرين فيما يعجزون عن معالجة معاناتهم الشخصية.

8 - المستشارون (Consultants)

المستشارون الإداريون يشبهون فرق التدخل السريع للشركات. حياتهم بين الطائرات والفنادق وغرف الاجتماعات، تحت ضغط دائم لتقديم حلول "مبتكرة" خلال وقت قياسي. توقعات العملاء المرتفعة لا تترك مجالاً للخطأ، ما يجعل حياتهم سلسلة من الإجهاد المتواصل. إنها وظيفة عنوانها: عمل بلا استقرار، ونجاح يقابله استنزاف دائم.

9 - وظيفة العاملين في قطاع التكنولوجيا (Tech Industry Professionals)

المبرمجون ومطورو البرمجيات يعيشون سباقاً دائماً مع وظيفة تصل بهم إلى التطوّر التقني الذي يطمحون إليه، لأن لغة برمجة تتقادم وأُخرى تظهر، ومشروعات تُدار تحت شعار "العمل المكثف" (Crunch Time) حيث يُكافأ الإفراط في العمل وكأنه إنجاز. هذا الضغط المستمر يدفع بالكثيرين إلى فقدان الشغف، إذ تشير الإحصاءات إلى أن الغالبية الساحقة من مطوري البرمجيات تعاني من مستويات متفاوتة من الإرهاق النفسي.

10 - الطهاة والعاملون في المطاعم (Chefs and Restaurant Workers)

المطبخ عالم سريع الإيقاع، حيث الحرارة المرتفعة، الضجيج المستمر، والزمن الذي لا يرحم. الطهاة يعملون ساعات طويلة في ظروف منهكة، يتعاملون مع زبائن متطلبين ونقص دائم في الأيدي العاملة. رغم شغفهم بالطعام، تنتهي المسيرة المهنية للكثيرين في وظيفة من هذا النوع بانطفاء هذا الشغف أمام ضغط لا يُحتمل.

11 - موظفو التجزئة (Retail Workers)

موظفو المبيعات في المتاجر يواجهون يومياً عالماً من الطلبات المستمرة والزبائن المتقلبين. مع أجور منخفضة وفرص محدودة للنمو، يصبح الحفاظ على الابتسامة مهمة شاقة. الإرهاق العاطفي يتفاقم مع ساعات عمل غير مستقرة، حيث يُتوقع منهم البقاء ودودين مهما كانت الضغوط.

12 - روّاد الأعمال (Entrepreneurs)

العمل الحر قد يبدو حلماً، لكنه يتحول سريعاً إلى جحيم عمل متواصل. رائد الأعمال هو المدير والموظف والمحاسب والمسوّق في آن واحد، مع غياب شبه تام للفصل بين حياته الشخصية والعملية. الضغوط المالية ومخاطر الفشل تجعل النسبة الكبرى منهم يعانون من مشاكل نفسية، إذ يتحول الحلم إلى مصدر قلق دائم.

13 - العسكريون (Military Personnel)

الخدمة العسكرية تعني حياة محفوفة بالمخاطر، مع تدريب شاق، انضباط صارم، واستعداد دائم للانتشار. الضغوط لا تقتصر على ساحة القتال، بل تمتد إلى الفقدان المستمر للحياة الاجتماعية والعائلية. حتى بعد انتهاء الخدمة، يبقى الإرهاق النفسي ملازماً للكثير من الجنود، نتيجة صعوبة التكيف مع الحياة المدنية.

14 - الباحثون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM Researchers)

البحث العلمي مهنة نبيلة، لكنها مُنهكة. بين التجارب الفاشلة وطلبات التمويل المرهقة، يعيش الباحثون تحت شعار "انشر أو تنقرض". ساعات طويلة في المختبر، مع دخل محدود وفرص غير مستقرة، تجعل كثيرين يعيشون على أمل اختراق علمي قد لا يأتي أبداً.

15 - المحاسبون (Accountants)

المحاسبة عالم الأرقام الدقيقة والمواعيد النهائية التي لا ترحم. موسم الضرائب مثلاً يحوّل حياة المحاسبين إلى سباق مع الزمن، حيث يختفي أي أثر للتوازن بين العمل والحياة. التكرار الذهني المرهق مع التركيز العالي المطلوب يؤدي إلى إنهاك عقلي شديد، يجعل الإرهاق الوجه الآخر لنجاح هذه المهنة.

المساهمون