مهرجان الزيتون في الأردن: فوائد اقتصادية وانعكاسات اجتماعية

28 نوفمبر 2024
من فعاليات مهرجان الزيتون في العاصمة الأردنية عمّان، 28 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مهرجان الزيتون الوطني في عمّان يُعد منصة هامة للأسر الريفية لتسويق منتجاتها الزراعية والحرفية، بمشاركة 900 مشارك على مساحة 11 ألف متر مربع، ويعزز قيم التضامن من خلال حملة تبرعات لدعم فلسطين ولبنان.

- قطاع الزيتون يُعتبر دعامة أساسية للاقتصاد الأردني، حيث يغطي 600 ألف دونم ويُنتج 170 ألف طن من ثمار الزيتون سنوياً، مما يؤمن الدخل لأكثر من 80 ألف أسرة، ويسلط المهرجان الضوء على جهود المرأة الريفية وصغار المزارعين.

- يتيح المهرجان للمشاركين فرص التشبيك مع المستهلكين والتجار، مما يعزز جودة العمل والإنتاج، ويستقطب زواراً من مختلف الفئات، مساهماً في تحسين دخل الأسر الريفية وتعزيز الاقتصاد المحلي.

تشكل فعاليات مهرجان الزيتون الوطني 24، التي انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الخميس، فرصة تسويق للأسر الريفية الأردنية من خلال المعرض الزراعي الذي يساهم في تعريف المجتمع بهذه الأسر المنتجة، ومنحها فرصة بيع منتجاتها. ويتيح مهرجان الزيتون فرصة للمستهلكين للاطلاع على منتجات مميزة للمرأة الريفية والجمعيات الخيرية، وبينها الصناعات التقليدية المتعلقة بالزيتون مثل الصابون والزيوت، كما يستضيف الفريق الوطني للتذوق الحسي للزيتون لفحص أي عينة يرغب المتسوق في فحصها أو التأكد من جودتها.

ويزيد عدد اشجار الزيتون في الأردن على 11 مليون شجرة زيتون، تنتشر على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وهو قطاع فاعل يؤمن الدخل لأكثر من 80 ألف أسرة أردنية. وقال وزير الزراعة الأردني خالد حنيفات، خلال افتتاح المهرجان اليوم، إنّ قطاع الزيتون يغطي أكثر من 600 ألف دونم من أراضي المملكة، ويعمل به آلاف المزارعين، ويمثل دعامة أساسية في اقتصادنا الوطني.

وأضاف أنّ الأردن يحقق إنتاجاً سنوياً يصل إلى نحو 170 ألف طن من ثمار الزيتون، ونحو 26  ألف طن من زيت الزيتون يتم إنتاجها في 149 معصرة زيتون تصل طاقتها الإنتاجية إلى نحو 408 أطنان ساعيّة، ويتميز الإنتاج بجودة عالمية أهلته للفوز بجوائز دولية مرموقة. وبيّن أن "معرض المنتجات الريفية يسلط الضوء على جهود المرأة الريفية وصغار المزارعين والمنتجين في تقديم منتجات تجمع بين التراث والابتكار. وهذه المنتجات تشمل الأطعمة التقليدية والحرف اليدوية التي تمثل جزءاً من إرثنا الحضاري، وتسهم في تحسين دخل الأسر الريفية وتعزيز سبل العيش والاقتصاد المحلي في مختلف محافظات المملكة".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

كما أكد أنّ المهرجان "منصة للتضامن الوطني والإقليمي، حيث تتزامن فعالياته مع حملة وطنية لجمع التبرعات للأشقاء في فلسطين ولبنان بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية"، مشيراً إلى أنّ هذا النهج "يعكس قيم التكافل والتعاون التي يتميز بها الشعب الأردني".

حملة لدعم غزة على هامش مهرجان الزيتون

وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة الأردنية لورانس المجالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ مهرجان الزيتون الوطني "من أكبر المهرجانات التي يتم التعويل عليها طوال العام  لتمكين الأسر الريفية، وتحويلها من أسر مستهلكة إلى منتجة". وأضاف: "يشارك في المهرجان، 900 مشارك ومشاركة من المحافظات كافة من منتجي زيت الزيتون ومنتجات المرأة الريفية، و50 جمعية خيرية وتعاونية و70 منشآة زراعية و70 معصرة زيتون، حيث يقام على مساحة 11 ألف متر مربع"، مشيراً إلى أنّ "كل ما يدخل إلى المهرجان يخضع لفحوصات واختبارات خاصة، للتأكد من صلاحيته وجودته".

وأضاف على هامش المهرجان أنّ "هناك حملة لدعم الأهل في غزة بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية،  فيما لم تجر احتفالات كما في السابق تضامناً مع الأهل في فلسطين ولبنان". وأوضح أنّ حجم مبيعات المهرجان بلغت 2.8 مليون دينار (نحو 4 ملايين دولار)، متوقعاً أن يتجاوز حجم المبيعات هذا العام ثلاثة ملايين دينار (4.2 ملايين دولار).

بدورها، قالت المشاركة سوسن بشارات من شطنا في محافظة إربد، والتي تعرض منتجات غذائية تقليدية، إنها تشارك للمرة الأولى بعد أن نصحها العديد من النساء المشاركات في المهرجان لعوائده الجيدة، بهدف التشبيك من المستهلكين والتجار. كما قالت مديرة مؤسسة "عبق الماضي الحياكة" هديل الصبيحي، وهي مدربة على صناعة السلال من ورق الموز وأدوات القش والمطرزات، لـ"العربي الجديد" إنّ المهرجان يضم تشكيلة متنوعة ومميزة من كل المنتجات التقليدية والتراثية. وأضافت أنّ المشاركة في المهرجان تفتح آفاقاً جديدة للمشاركين وأبواباً كثيرة، خاصة أن أعداد مرتادي المهرجان كبيرة.

في السياق، أفاد الشاب مصطفى الشناق "العربي الجديد" بأنّ شركته تنخرط في المهرجان منذ ثماني سنوات، بما يساعد الأسر الريفية على تحسين الدخل، ويمنح الشباب فرصاً للعمل، مضيفاً أن المشاركة تنعكس عليهم مادياً، كما تساعدهم على التعرف على العاملين في القطاع والتجار، ما يؤثر إيجاباً على جودة العمل وكمية الإنتاج.

أما غادة الغويري وهي صاحبة مشروع "تلال بيرين" فأوضحت لـ"العربي الجديد" أنّ مشروعها منزلي، انطلقت فيه بشكل موسع بعد المشاركة في مهرجان الزيتون سابقاً، مشيرة إلى أنّ المهرجان "ساهم كثيراً في تسويق منتجاتنا الزراعية والغذائية البيتية التقليدية، لأنه يستقطب زواراً ومشترين من مختلف الفئات، إضافة إلى حضور العرب والأجانب".

المساهمون