مقترح عراقي بتحويل ميناء "الفاو" إلى بديل لقناة السويس

مقترح عراقي بتحويل ميناء "الفاو" إلى بديل لقناة السويس... اتساع سباق الممرات

04 ابريل 2021
حركة الملاحة في قناة السويس تعطلت ستة أيام بسبب جنوح سفينة الحاويات العملاقة (Getty)
+ الخط -

اقترحت صحيفة حكومية في العراق، تحويل ميناء "الفاو" على الخليج العربي جنوبيّ البلاد إلى بديل ملاحي لقناة السويس، ليُعَدّ ذلك أحدث دعوة إلى إيجاد ممرات بديلة للقناة التي تعطلت لمدة ستة أيام نهاية مارس/ آذار الماضي، بسبب جنوح سفينة حاويات عملاقة وتوقف حركة مرور السفن في الاتجاهين.

وقالت صحيفة الصباح، في تحليل نشرته في عددها الصادر، اليوم الأحد، إن الأزمة التي شهدتها قناة السويس، تفتح الباب أم بدائل ملاحية تمرّ عبر ميناء "الفاو" في مدينة البصرة.

ووفق الصحيفة، فإن ميناء الفاو قادر على استيعاب 100 مليون طن من البضائع سنوياً، مضيفة: "من الممكن أن يكون بديلاً للناقلات. إنها أفضل طريق بين المحيط الهندي والبحر المتوسط".

وتابعت: "من خلال قناة الفاو، ومنها براً إلى ميناء العقبة على البحر الأحمر أو موانئ سورية ولبنان على البحر المتوسط، سيستغرق الشحن يوماً واحداً، مقارنة بأكثر من أسبوعين في حال حدوث ازدحام أو توقف في قناة السويس".

وكانت حركة الملاحة بين آسيا وأوروبا قد تعطلت ستة أيام، بسبب جنوح سفينة الحاويات العملاقة " إيفرغيفن"، في الفترة من 23 مارس/ آذار حتى 29 من الشهر ذاته.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

بينما أعلنت هيئة قناة السويس، أمس السبت، انتهاء أزمة الملاحة، مشيرة إلى اكتمال عبور السفن المنتظرة منذ الحادث. ووفق رئيس الهيئة، الفريق أسامة ربيع، فإنّ إجمالي السفن التي انتظرت بالقناة منذ جنوح سفينة "إيفرغيفن" بلغ 422، بإجمالي حمولات صافية تُقدَّربـ26 مليون طن.

وبدأ الحديث عن مقترحات ملاحية بديلة لقناة السويس، حيث أطلقت إيران أولى الدعوات الرسمية، لتفعيل ما يعرف بممر "شمال – جنوب"، أعقبتها روسيا بطرح الممر ذاته.

والأحد الماضي، اقترح السفير الإيراني لدى موسكو، كاظم جلالي، تفعيل الخط الملاحي "شمال – جنوب" ويمرّ من بلاده، ليكون بديلاً لقناة السويس.

وكتب جلالي في تغريدة على تويتر آنذاك: "الإسراع في إكمال البنى التحتية وتفعيل ممر شمال – جنوب بديلاً لممر قناة السويس يحظى بالأهمية أكثر مما مضى"، مشيراً إلى أن الممر يختصر الزمن حتى 20 يوماً، والتكاليف حتى 30%، ويُعَدّ خياراً أفضل.

وتابع السفير الإيراني قائلاً إن "الحادث الأخير مؤشر على ضرورة البحث عن بديل أقل خطورة من قناة السويس، التي يعبر منها أكثر من مليار طن من السلع سنوياً".

وهذا الممر مطروح من عدة سنوات، إلا أنه لم يكتمل، بينما تجدد الحديث عنه وفق محللين في ضوء أزمة تعطل قناة السويس أخيراً. كذلك قد تستخدمه إيران كورقة ضغط في مواجهة مصر التي تسعى إلى تطوير علاقاتها مع العراق بتحالف مع الأردن، بينما لدى طهران نفوذ واسع داخل العراق.

وبحسب وسائل إعلام إيرانية وروسية، يبدأ الخط من الهند وصولاً إلى ميناء "جابهار" الواقع جنوبيّ إيران على المحيط الهندي، ثم تُشحَن البضائع براً، وصولاً إلى ميناء "بندر إنزلي" شمالي إيران على ساحل بحر قزوين. يتبع ذلك نقل السلع بحراً إلى أستراخان جنوب غربي روسيا، ومنها إلى شمال روسيا، أو إلى دول أوروبا عبر خطوط السكك الحديدية.

وبينما ظهرت مقترحات رسمية من بعض الدول المستفيدة من خلق ممرات بديلة لقناة السويس، لم تصدر تعليقات من دول شهدت خلال الأشهر الماضية تحركات لطرح مشروعات يراها محللون بمثابة تهديد لقناة السويس.

أجرى مسؤولون في حكومة الاحتلال الإسرائيلي مباحثات في الإمارات، لإقامة خط أنابيب نفط ومشتقات، يمتد من السعودية إلى ميناء إيلات على البحر الأحمر

وبحسب تقرير نشره موقع "غلوبس" المختص في الاقتصاد الإسرائيلي، في سبتمبر/ أيلول الماضي، أجرى مسؤولون في حكومة الاحتلال الإسرائيلي مباحثات في الإمارات، لإقامة خط أنابيب نفط ومشتقات، يمتد من السعودية إلى ميناء إيلات على البحر الأحمر.

ومن إيلات حتى عسقلان على البحر المتوسط، يملك الاحتلال الإسرائيلي خط أنابيب نفطياً، قال موقع "غلوبس" إنه سيكون ملائماً لنقل الخام نحو الأسواق في أوروبا على وجه الخصوص.

وتمرّ ناقلات النفط الخليجية حالياً المتجهة إلى الغرب، من خلال مضيق هرمز بالخليج، ومنه إلى مضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر، وصولاً إلى قناة السويس ومنها إلى أسواق أوروبا والأميركتين.

وفي هذه الأثناء، أصدر مركز الإمارات للسياسات (حكومي) دراسة، يوم الاثنين الماضي، وفق وكالة الأناضول، قال فيها إن ترويجاً جرى خلال أزمة السفينة الجانحة، لطريق أقصر عبر القطب الشمالي، يُعرف باسم الممر الشمالي الشرقي، الذي يمر عبر روسيا.

ويزداد عدد السفن التي تستخدمه عدة مئات سنوياً، بحسب المركز، "ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى الاحتباس الحراري الذي أدى إلى انخفاض كثافة الجليد القطبي".

المساهمون