معارضة شعبية واسعة بالولايات المتحدة لرسوم ترامب على كندا والمكسيك
استمع إلى الملخص
- هناك انقسامات حزبية كبيرة، حيث يميل أنصار ترامب لدعم سياساته الجمركية، بينما يعارضها ناخبو كامالا هاريس، و41% يعتقدون أن التعرفات ستضر بالاقتصاد.
- تتباين مواقف الناخبين تجاه التعرفات بناءً على العلاقات الدولية، حيث تحظى الرسوم على الصين بدعم أكبر مقارنةً بكندا والمكسيك وبريطانيا.
توصلت استطلاعات الرأي الجديدة في الولايات المتحدة إلى أن عدد الأميركيين الذين يعارضون الرسوم الجمركية التي هدد بها الرئيس دونالد ترامب ضد كندا والمكسيك أكبر من عدد المؤيدين لها، حتى مع انقسام الجمهور حول سياسة الرسوم الجمركية بشكل عام. كما أن التعرفات الجمركية المفروضة على المملكة المتحدة لن تحظى بشعبية كبيرة، وفقاً لاستطلاع أجرته شركة Public First البريطانية تمت مشاركته حصريًا مع صحيفة POLITICO.
ووجد الاستطلاع أن الناخبين الأميركيين لديهم آراء متباينة، وغير متسقة في بعض الأحيان، بشأن استخدام التعرفات الجمركية. كما أن هناك انقسامات حزبية كبيرة، ومن المرجح أن يذعن أنصار ترامب لحكمه. لكن تفاصيل التنفيذ مهمة للناخبين عبر الطيف السياسي. ووفق تقرير بوليتيكو، قال جيمس فراين، الشريك المؤسس لشركة Public First: "الأميركيون لا يعرفون حقاً ما يمكن توقعه من التعرفات الجمركية". وأضاف: "من الواضح أنها ليست أداة اقتصادية تم استخدامها على نطاق واسع للغاية في الآونة الأخيرة، وبالتالي فإنك تحصل على ما يبدو أنه تناقضات في الرأي العام".
وتابع التقرير، في الملخص، ينقسم الأميركيون بالتساوي تقريباً: قال 35% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يؤيدون استخدام التعرفات الجمركية، بينما عارض 33% منهم، وكانت النسبة نفسها تقريبًا من الذين قالوا إنهم غير متأكدين. وجاء ذلك على الرغم من أن 41% ممن شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يعتقدون أن التعرفات الجمركية ستضر بالاقتصاد، مقارنة بـ33% فقط قالوا إنها ستحسن الاقتصاد. وكانت هناك أيضاً انقسامات حزبية حادة. ويؤيد 61% من ناخبي ترامب خطته للتعرفات الجمركية مقارنة بـ16% فقط من ناخبي كامالا هاريس.
وتأتي هذه الخلافات السياسية بعدما جعل ترامب من التعرفات الجمركية وعدًا رئيسيًا في حملته لعام 2024. وفي وقت مبكر من إدارته، طرح ترامب فرض رسوم جمركية على حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء، بما في ذلك الرسوم الجمركية المخطط لها بنسبة 25% على كندا والمكسيك، إلى جانب تعرفة بنسبة 10% مفروضة على البضائع القادمة من الصين. وأرجأ ترامب خطته الخاصة لكندا والمكسيك في وقت سابق من هذا الشهر بعد التوصل إلى اتفاقات مع قادتهما السياسيين، لكنه قال هذا الأسبوع إن رسوم الاستيراد على البضائع من كلا البلدين ستظل سارية في أوائل مارس/ آذار.
قد لا تحظى هذه التعرفات المحددة بشعبية كبيرة: فقد وجد استطلاع Public First أن 28% فقط من البالغين الأميركيين يؤيدون تطبيق التعرفات الجمركية على كندا على وجه التحديد، بينما عارض 43%. وقال أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع إن التعرفات الجمركية ستضر بالعلاقة بين الولايات المتحدة وكندا. وكان المشاركون في الاستطلاع أكثر معارضة لاستخدام التعرفات الجمركية ضد بريطانيا العظمى، وهي حليف رئيسي آخر للولايات المتحدة.
ومع ذلك، لا تزال الانقسامات الحزبية قائمة: فلا يزال ناخبو ترامب يؤيدون بشكل عام الرسوم الجمركية على كل من كندا وبريطانيا العظمى. ومن بين المشاركين المؤيدين للتعرفات الجمركية على البلدين كان السبب الأكثر شيوعًا هو ثقتهم في قدرة ترامب على اتخاذ القرارات الصحيحة، وأشاروا أيضًا إلى أسباب أخرى لدعم التعرفات - مثل أنها ستعزز التصنيع الأميركي - والتي رددت إلى حد كبير نقاط الحديث التي طرحها ترامب.
كما لم تحظ التعرفات الجمركية على المكسيك بشعبية، وفق الاستفتاء، إذ أيدها 35% من البالغين وعارضها 39%. وكانت الرسوم الجمركية على الصين فقط هي التي تم النظر إليها إيجابياً بشكل عام، حيث أيدها 45% من المشاركين مقابل 30% عارضوها. كان ذلك على الرغم من قول أولئك الذين شملهم الاستطلاع إن الولايات المتحدة تستفيد من التجارة مع الصين أكثر من أي دولة أخرى.
ووفق التقرير، تشير النتائج مجتمعة إلى أن مواقف الناخبين تجاه التعرفات لا تتحدد فقط من خلال الدوافع الاقتصادية وما إذا كانت التعرفات ستؤثر على جيوبهم الخاصة، ولكن من خلال شعورهم تجاه الدول ووضعهم بصفتهم حلفاء للولايات المتحدة. كما أظهر الاستطلاع الجديد انقسامات حادة حول من يعتبرهم الأميركيون أعظم حلفاء البلاد، وما هو دور البلاد في العالم. وشملت هذه الانقسامات كل الخطوط الحزبية وجميع الأجيال.