مطاعم في لبنان تتقاضى "بدل المازوت" لمواجهة الأزمة

مطاعم في لبنان تتقاضى "بدل المازوت" لمواجهة الأزمة

22 اغسطس 2021
ركود المطاعم بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية (حسن بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت مطاعم لبنانية تتقاضى من روّادها "بدل المازوت"، في خطوة تسعى من خلالها إلى تأمين شراء المادة من السوق السوداء حيث تباع بأسعار مرتفعة جداً تفوق قدرة المؤسسات السياحية التي تعيش أسوأ فترة اقتصادية في تاريخها على تحمّلها.

وتختلف تسعيرة بدل المازوت بحسب كل مطعم، فهناك من يعتمدها على الفاتورة بسعرٍ يتراوح بين خمسين إلى ستّين ألف ليرة لبنانية على الطاولة الواحدة، ومطاعم تسعّر على الشخص الواحد بين 20 إلى 30 ألف ليرة لبنانية، شارحةً للزبائن قبل الجلوس وتناول الطعام الإضافات التي ستحصل على الفاتورة.

في المقابل، تفضّل مطاعم أخرى التريث في اعتماد إجراءات من هذا النوع وتحاول قدر الإمكان الحفاظ على روّادها وعدم تكليفهم أعباء إضافية، خصوصاً أنها رفعت أسعار قائمة الطعام لديها تبعاً للغلاء الحاصل وارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء.

يقول صاحب مطعم في جونية شمال بيروت لـ"العربي الجديد" إنه "يتقاضى 50 ألفاً بدل مازوت على الطاولة الواحدة، في خطوةٍ تهدف إلى الاستمرار في تأمين شراء المازوت من السوق السوداء حيث تباع الصفيحة الواحدة بما يزيد عن مليون ليرة أحياناً، لتوفير الكهرباء في ظلّ التقنين الحاد المعتمد من قبل شركة كهرباء لبنان الذي يتخطى 20 ساعة يومياً".

ويضيف: "تلقينا انتقادات كثيرة عند اعتماد بدل المازوت، ونحن طبعاً لم نكن نحبّذ هذه الفكرة، لكن للضرورة أحكاماً". ويأمل صاحب المطعم أن "تنتهي الأزمة قريباً، لأن الموسم السياحي لم يتبقَّ منه إلا القليل، وللأسف اعتقدنا أن السنة الماضية كانت أصعب نظراً لتدابير كورونا والتعبئة العامة، ليتبين لنا أن هذا العام كان دماراً شاملاً، فما الفائدة من السياح إذا لم يتوفر لدينا المازوت والكهرباء؟".

ويقول نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري، خالد نزهة، لـ"العربي الجديد"، إننا "كنقابة لا نشرّع مثل هذه الحالات ونعلم أن المطاعم المنتسبة إلى النقابة تعتمد تسعيرة أقل بكثير من السوق السوداء، أي بين 8 إلى 10 آلاف ليرة فيما الدولار يتجاوز 20 ألفاً في السوق السوداء، ولديها تكاليف عالية جداً على مختلف المستويات، لكن في المقابل هناك حرية لتحديد الأسعار، وللمواطن أن يختار المكان الذي يقصده، والأهم أن يطلع على لائحة الأسعار وأن يصار إلى اعلامه بأن هناك بدل مازوت ويتخذ قراره على هذا الأساس".

ويفضّل نزهة لو اعتمدت هذه المطاعم رفع لائحة أسعار الطعام لديها عوضاً عن تحديد بدل للمازوت، فهي طريقة تبقى أفضل، ولا ينكر في المقابل أن هناك قسماً من المطاعم، ولا سيما غير المنتسبة إلى النقابة، يعمد إلى استغلال الأزمة والتسعير عبر الدولار واعتماد أسعار مرتفعة جداً. ويشير نزهة إلى أن "قسماً كبيراً من المطاعم والمؤسسات السياحية أقفل أبوابه ربطاً بأزمة المازوت وانقطاع التيار الكهربائي، ولا سياحة من دون كهرباء ومازوت، للأسف الحالة لا تُطاق ووصلنا إلى مكان صعبٍ جداً".

ويلفت نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري إلى أن القسم الأكبر من السياح هذا الموسم كانوا من العراق ومصر والأردن وساهموا كثيراً في تنشيط القطاع السياحي في لبنان، خصوصاً في ظلّ الأوضاع التي تمرّ بها البلاد، والمطاعم تسعى بكل جهدها للصمود بوجه الأزمة، لأن الإقفال سيكون بمثابة إعدام لها في الظروف الراهنة".

المساهمون