مطار بن غوريون.. بوابة إسرائيل على العالم أغلقها صاروخ للحوثيين لأكثر من ساعة
استمع إلى الملخص
- تعرض المطار لاستهداف صاروخي من اليمن، مما أدى إلى تعليق رحلات جوية، رغم كونه من أكثر المطارات تحصينًا في العالم.
- اقتصاديًا، يُعد المطار بوابة رئيسية للتجارة والسياحة، حيث تعرض قطاع الطيران لخسائر كبيرة بسبب الحرب على غزة، وتسعى هيئة المطارات لاستعادة الثقة من خلال تطوير البنية التحتية.
يُعد مطار بن غوريون الدولي المطار الرئيسي في إسرائيل، وهو من أبرز منشآت البنية التحتية المدنية في البلاد وأكثرها حساسية من الناحية الأمنية والجيوسياسية والاقتصادية والسياحية، يقع المطار في منطقة اللد، على بُعد نحو 20 كيلومترًا جنوب شرق تل أبيب، ويخضع لإدارة هيئة المطارات الإسرائيلية، ما يجعل أي استهداف مباشر أو غير مباشر لهذا المرفق الحيوي إسرائيلياً ضربة قوية لحركة الاقتصاد، خصوصاً النقل والسياحة.
وبحسب وسائل إعلام عبرية اليوم الأحد، فقد سقط صاروخ أطلق من اليمن في منطقة مطار بن غوريون الواقع في العاصمة تل أبيب، وأعلنت شركات طيران أجنبية عدّة، اليوم الأحد، تعليق أو إلغاء رحلاتها الجوية إلى إسرائيل إثر ذلك، كما أن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع قال، في بيان، تبنى فيه استهداف المطار: "نجدّد تحذيرنا لشركات الطيران العالمية من مواصلة رحلاتها إلى مطار بن غوريون لكونه غير آمن".
تأسس مطار بن غوريون الدولي عام 1936 خلال فترة الانتداب البريطاني باسم "مطار اللد"، وكان يُستخدم حينها مطاراً عسكرياً ومدنياً. بعد نكبة 1948 وإعلان قيام إسرائيل، تغير اسمه إلى مطار بن غوريون نسبة إلى أول رئيس وزراء إسرائيلي ديفيد بن غوريون.
يُشكل المطار شريانًا حيويًّا لحركة السفر والتجارة الدولية في إسرائيل، حيث مرّ عبره أكثر من 24 مليون مسافر في عام 2019، وفقًا لبيانات هيئة الطيران المدني الإسرائيلية. كما أنه يستضيف أكثر من 70 شركة طيران دولية، ويشكّل مركز عمليات لشركة "العال" الإسرائيلية، بالإضافة إلى شركتي "يسرائير" و"أركيع".
وبسبب حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، تكبّد قطاع الطيران الإسرائيلي خسائر مالية كبيرة ومتواصلة بلغت 105 ملايين شيكل (28.8 مليون دولار) خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، وفقًا لبيانات وزارة المالية الإسرائيلية. وقد أكدت هيئة المطارات الإسرائيلية هذه الخسائر في بيان لها في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2024، مشيرة إلى تراجع كبير في عمليات شركات الطيران الدولية.
تمتد منشآت مطار بن غوريون على مساحة شاسعة تشمل ثلاثة مدارج رئيسية، ومبنييْ ركاب رئيسيين (الترمينال 1 و 3)، ويضم مرافق حديثة للخدمات اللوجستية والشحن الجوي، فضلًا عن كونه مركزًا لرحلات رجال الأعمال والسياح على حد سواء، بحسب موقع "فلايت غلوبال".
من الناحية الأمنية، يُصنّف مطار بن غوريون من بين أكثر المطارات تحصينًا في العالم، حيث يُخضَع المسافرون لمراحل متعددة من الفحوص الأمنية تشمل الاستجواب الفردي، والتصوير الإشعاعي المتقدم، ورقابة مكثفة على المركبات والمداخل. وتصف مجلة "كوندي ناست ترافيلر" الأميركية هذه الإجراءات بأنها "الأكثر صرامة في العالم"، وغالبًا ما تُقدَّم نموذجاً في مؤتمرات أمن الطيران المدني.
لا تقتصر أهمية مطار بن غوريون الدولي في كونه مرفقًا مدنيًّا لنقل الركاب والبضائع، بل يُعد ركيزة استراتيجية في بنية الأمن القومي والاقتصاد الإسرائيلي
ولا تقتصر أهمية مطار بن غوريون الدولي في كونه مرفقًا مدنيًّا لنقل الركاب والبضائع، بل يُعد ركيزة استراتيجية في بنية الأمن القومي والاقتصاد الإسرائيلي. كما أنه يوجد في موقع استراتيجي.
اقتصاديًّا، يشكّل المطار حلقة حيوية في حركة التجارة الخارجية لإسرائيل، إذ تمرّ عبره كميات ضخمة من الواردات والصادرات، خاصة المنتجات التكنولوجية والدوائية ذات القيمة العالية، إلى جانب كونه البوابة الأولى للسياحة الأجنبية، التي تمثل مصدرًا مهمًّا للنقد الأجنبي. وبحسب وزارة المالية الإسرائيلية، فإن كل يوم تعطيل في المطار يكلف الاقتصاد الإسرائيلي ملايين الدولارات من الخسائر المباشرة في قطاعات النقل، السياحة، وسلاسل الإمداد.
أما عسكريًّا، فرغم تصنيفه مطاراً مدنياً، يندرج بن غوريون ضمن قائمة البنية التحتية الحيوية التي توضع تحت حماية استثنائية خلال الحروب، ويُعتقد أن هناك تنسيقًا دائمًا بينه وبين الجيش الإسرائيلي لتأمين تشغيله حتى في أوقات التهديدات الكبرى، كما يُرجّح وجود مرافق احتياطية للطوارئ في محيطه تخدم الأغراض اللوجستية والأمنية.
ورغم هذه الإجراءات، يبقى مطار بن غوريون عرضة للاستهداف عند كل عدوان أو تصعيد إسرائيلي، كما حدث خلال حرب تموز 2006، وعدوان مايو/أيار 2021، ومؤخراً عند سقوط صاروخ في محيطه أُطلق من اليمن، ما أدى إلى إغلاقه مؤقتًا وتعليق عشرات الرحلات، وفقًا لتقارير القناة 12 الإسرائيلية.
ووفقًا لموقع الطيران "باسپورت نيوز"، كانت هيئة المطارات تستعد لفترة ما بعد الحرب، متوقعةً زيادة في حركة المسافرين وعودة شركات الطيران الأجنبية في عام 2025. وتشمل استراتيجية التعافي استثمارات في تطوير البنية التحتية وتحسين خدمات العملاء، بهدف استعادة ثقة المسافرين والشركاء التجاريين، ووضع صناعة الطيران الإسرائيلية على مسار انتعاش تدريجي بعد الحرب على غزة.