مصر ترفع سعر البنزين للمرة الخامسة في ظل ضغوط تضخمية حادة

مصر ترفع سعر البنزين للمرة الخامسة في ظل ضغوط تضخمية حادة

15 ابريل 2022
يأتي القرار في سياق موجة رفع أسعار المحروقات في العديد من الدول (فرانس برس)
+ الخط -

في مراجعة ربع سنوية وللمرة الخامسة على التوالي، قررت لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية التابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، اليوم الجمعة، رفع أسعار البنزين 0.25 جنيه، بينما قررت تثبيت سعر السولار، وسط ضغوط تضخمية عالية.

وفي تفاصيل القرار، أعلنت اللجنة الوزارية المعنية بمراجعة وتحديد أسعار بيع بعض أنواع الوقود في مصر بشكل ربع سنوي رفع أسعار جميع أنواع البنزين للمرة الخامسة توالياً خلال عام واحد، اعتباراً من الساعة التاسعة من صباح اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي، وذلك بزيادة 25 قرشاً (الجنيه = 100 قرش) على سعر الليتر حتى نهاية يونيو/حزيران المقبل، بإجمالي 1.25 جنيه مقارنة بسعر ليتر البنزين في إبريل/نيسان 2021، وبنسبة إجمالية بلغت 20%. (الدولار = 18.4311 جنيها).

وقررت اللجنة زيادة سعر ليتر بنزين (80 أوكتان) من 7.25 جنيهات إلى 7.5 جنيهات (0.4087 دولار)، وبنزين (92 أوكتان) من 8.50 جنيهات إلى 8.75 جنيهات لليتر، وبنزين (95 أوكتان) من 9.50 جنيهات إلى 9.75 جنيهات لليتر، مع ثبات سعر ليتر السولار (الديزل) عند 6.75 جنيهات، وأسعار المازوت المورد للصناعات الغذائية والكهرباء، وزيادة سعر طن المازوت المورد لباقي الصناعات من 4200 جنيه إلى 4600 جنيه بنسبة 9.5%.

وتقضي المعادلة السعرية لأسعار البنزين بتعديل الأسعار بما لا يتجاوز نسبة 10% (صعوداً وهبوطاً)، استناداً إلى ثلاثة عوامل رئيسية، هي السعر العالمي لبرميل النفط، وسعر صرف العملة المحلية (الجنيه) أمام الدولار، ومقدار التغير في عناصر الكلفة، مع الأخذ في الاعتبار أيضاً معدل التضخم في قطاع النقل.

ولجأت مصر مجدداً إلى خفض قيمة الجنيه مقابل الدولار بنسبة 16.5% استجابة لطلب صندوق النقد الدولي، من أجل الحصول على قرض جديد من الصندوق، الذي اقترضت منه سابقاً نحو 20.2 مليار دولار (تسدد 24 ملياراً بالفوائد)، ما يظهر عدم قدرة البلد على الخروج من دوامة القروض التي تمتد آجال استحقاقها لأجيال عدة مقبلة، من جراء سياسة التوسع في الاقتراض التي ينتهجها نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستكمال تنفيذ بعض المشروعات الكبرى.

وتوقعت موازنة مصر للعام المالي الجاري (2021-2022) أن يبلغ متوسط سعر البرميل من خام "برنت" 61 دولاراً، في وقت سجلت فيه أسعار النفط ارتفاعاً قياسياً خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث جرى تداول خام برنت في المتوسط فوق 100 دولار للبرميل، ما يُنذر بتفاقم العجز في بند دعم المواد البترولية في الموازنة المصرية.

وقلصت الحكومة مخصصات دعم المواد البترولية في موازنة العام 2021-2022 إلى 18.4 مليار جنيه، مقارنة بـ28.1 ملياراً في العام 2020-2021، و53 ملياراً في العام 2019-2020، و89 ملياراً في العام 2018-2019، و145 ملياراً في العام 2017-2018، أي أنه تراجع بنسبة تزيد على 87% خلال أربعة أعوام مالية فقط.

وتفرض وزارة المالية رسماً ثابتاً بقيمة 30 قرشاً على كل ليتر يباع من البنزين بأنواعه، و25 قرشاً على كل ليتر من السولار، ما يعد بمثابة "ضريبة مقتطعة" تفرضها الحكومة على المنتجات البترولية، بغرض تثبيت سعر البيع محلياً في حال تراجُع الأسعار العالمية للوقود عوضاً عن خفضه. وفي المقابل، رفع السعر على المواطنين مع كل زيادة في أسعار خام "برنت" عالمياً.

اتجاه عالمي تصاعدي لأسعار المحروقات

ويأتي القرار المصري في سياق عام من رفع أسعار المحروقات وأزمات وقود خانقة في عدد من الدول المستهلكة، لا سيما تلك التي أزالت الدعم أو خففته.

فقد أعلن مدير توزيع المحروقات في وزارة الطاقة التونسية عفيف المبروكي، أمس الخميس، رفع أسعار الوقود محليا كل شهر هذا العام بنسبة لا تقل عن 3%، ما يعني ارتفاعا نسبته التراكمية 30% على الأقل بحلول نهاية عام 2022.

وكانت تونس قد رفعت سعر الوقود 5%، الأربعاء الفائت، في ثالث زيادة من نوعها هذا العام بسبب الارتفاع الكبير في أسعار النفط بهدف الحد من عجز ميزانيتها، علما أن خفض دعم المحروقات هو إصلاح رئيسي يطالب به المقرضون.

وأوضح المبروكي أن قانون المالية أقر زيادة 3% شهريا هذا العام، فيما أعلنت وزارة الطاقة أن عجز ميزان الطاقة التجاري في البلاد قفز في أول شهرين من العام 62% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إذ بلغ 357.71 مليون دولار.

وأمس الخميس أيضا، نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن أكبر مسؤول في قطاع الكهرباء قوله إن فاتورة مشتريات الطاقة والمحروقات سترتفع بأكثر من 25 مليار درهم (2.56 مليار دولار) في عام 2022 مقارنة بعام 2021. وقال عبد الرحيم الحافيظي، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء، أمام البرلمان: "يقدر أن تبلغ فاتورة شراء المحروقات والكهرباء برسم سنة 2022 حوالي 47.7 مليار درهم". (الدولار = 9.7440 دراهم). 

وأضاف متحدثا أمام لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، أن هذا يأتي مقابل 21 مليار درهم (2.16 مليار دولار) في المتوسط خلال السنوات الأربع الماضية، وتابع قائلا إن المحروقات ستشكل نسبة كبيرة من كلفة إنتاج الكهرباء، إذ من المنتظر أن تصل إلى 64% في 2022 ارتفاعا من 44% في 2021.

وفي 19 مارس/آذار الفائت، نقلت رويترز عن شاهد قوله إن السودان رفع أسعار الوقود للمرة الثانية هذا الشهر، ليرتفع سعر البنزين إلى 672 جنيها (1.51 دولار) للتر من 542 جنيها، وفقا لأسعار معلنة في محطة وقود بالعاصمة. (الدولار = 445.3992 جنيها).

المساهمون