وزارة الصناعة المصرية تدرس تحويل مصنع الحديد والصلب بحلوان إلى مجمع للنسيج
استمع إلى الملخص
- صناعة الملابس الجاهزة في مصر تُعتبر من الصناعات كثيفة العمالة وقليلة استهلاك الطاقة، وتتمتع مصر بمقومات قوية للنهوض بها، مثل المواد الخام والأيدي العاملة المدربة.
- تأسست شركة الحديد والصلب عام 1954، وكانت أول مجمع متكامل لإنتاج الصلب في العالم العربي، لكنها عانت من الخسائر بسبب عدم التطوير وارتفاع التكاليف.
قال وزير الصناعة والنقل المصري، الفريق كامل الوزير، إن هناك إمكانية لدراسة تحويل مصنع الحديد والصلب في حلوان جنوب القاهرة إلى مجمع للصناعات النسيجية والصناعات المغذية لصناعة الملابس الجاهزة وجذب استثمارات أجنبية. ووجه الوزير، وفقا لبيان مجلس الوزراء، اليوم الأحد، قيادات وزارة الصناعة بتحقيق التشبيك والتكامل بين حلقات الصناعة وتعميق الصناعات المكملة للملابس الجاهزة، لتقليل فاتورة استيراد مستلزمات الإنتاج.
وأشار وزير الصناعة والنقل المصري، خلال زيارته لأحد مصانع النسيج الخاصة بالمنطقة الصناعية الثانية بمدينة 15 مايو جنوبي القاهرة، إلى أن "صناعة الملابس الجاهزة تعتبر من الصناعات المستهدف زيادة القدرات الإنتاجية المحلية بها، باعتبارها من الصناعات كثيفة العمالة وقليلة استهلاك الطاقة"، مضيفا أن "مصر تشتهر فيها بسمعة رائجة، فضلا عن تمتّع مصر بكل المقومات للنهوض بهذه الصناعة، والتي تشمل توافر المواد الخام والأيدي العاملة المدربة والماهرة، وكذا الإمكانيات التكنولوجية والمعرفية اللازمة للارتقاء بجودة المنتجات لتلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير للأسواق الخارجية".
وقررت الجمعية العامة غير العادية لشركة الحديد والصلب المصرية، برئاسة محمد السعداوي، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام المصرية، في يناير/كانون الثاني 2021، تصفية شركة الحديد والصلب بعد 67 عاما من تأسيسها، وبناء عليه قرر مجلس إدارة شركة الحديد والصلب، في 30 مايو/أيار 2021 إغلاق الشركة وتعليق العمل بها، ومنع العمال من الحضور تمهيدا لاستلام المصفي لها.
بدأت قصة تأسيس الشركة، أول وأعرق شركة في المنطقة العربية، عام 1954، بمرسوم جمهوري في منطقة التبين بحلوان، جنوبي القاهرة، لتصبح باكورة إنشاء أكبر قاعدة صناعية في مصر. وبدأ إنتاج عملاق الحديد والصلب عام 1961 بطاقة إنتاجية تبلغ مليونا ومائتي ألف طن سنويا من الحديد مطابقة للمواصفات المحلية والعالمية، لتكون بذلك أول مجمع متكامل لإنتاج الصلب في العالم العربي، برأس مال 21 مليون جنيه (الجنيه كان يعادل 4.133 دولارات آنذاك).
كان المصنع هو الوحيد في مصر الذي ينتج الحديد من خام الحديد المستخرج من المحاجر بالواحات بعد صهره في الأفران العملاقة بالمصنع. بينما جميع مصانع الحديد العاملة في مصر تستخدم الخام المستورد (البيليت) وتكتفي بإعادة تشكيله، كما أنه المصنع الوحيد في مصر الذي ينتج قطاعات الحديد المختلفة، بينما تكتفي المصانع الأخرى بإعادة تشكيل خام الحديد المستورد وإنتاج حديد التسليح.
بدأت الشركة تعاني بسبب عدم التطوير، لتدخل الشركة في حالة من الفوضى وفي نفق مظلم من الخسائر، وزادت مديونيات الشركة وأعباؤها بعد قرار التعويم الأول في 2016 وانخفاض قيمة الجنيه، وزيادة أسعار الطاقة والغاز والخامات. ويقع مصنع الحديد والصلب على مساحة تبلغ 1700 فدان. وكان قوام الشركة 26 ألف عامل عندما بدأ العمل بها، قبل أن يتقلص عددهم في السنوات الأخيرة مع تدهور أوضاع الشركة.
كما تمتلك أراضي ضخمة ومساحات شاسعة بمنطقة التبين بحلوان، جنوب القاهرة، بالإضافة لـ654 فداناً بالواحات البحرية، و54 فداناً مشتراة من الشركة القومية للإسمنت منذ عام 1979، وقطعة أرض بمساحة 45 ألف متر مربع بأسوان، إحدى محافظات الصعيد، بالإضافة إلى كميات ضخمة من الخردة تصل إلى 600 ألف طن.