مصر تتفاهم على نقل الغاز إلى أوروبا وتحظى بدعم قيمته 100 مليون دولار

مصر تتفاهم على نقل الغاز إلى أوروبا وتحظى بدعم قيمته 100 مليون دولار

15 يونيو 2022
السيسي مستقبلاً الوفد الأوروبي في القاهرة (صفحة الرئاسة المصرية على فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، من القاهرة، توقيع مذكرة تفاهم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لنقل الغاز الوارد من دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى أوروبا عبر مصر، حيث توجد محطتا إسالة للغاز في إدكو ودمياط، وقالت إن أوروبا ستدعم مصر فوراً بمبلغ 100 مليون دولار، كذلك ستقدم 3 مليارات يورو للمنطقة في الأعوام المقبلة لمواجهة تضرر إمدادات الغذاء بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وأعلنت فون دير لاين أيضاً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع السيسي عقد ظهر اليوم بمقر رئاسة الجمهورية في القاهرة، عقب جلسة مباحثات جمعت الطرفين، تقديم حزمة من المساعدات الأوروبية إلى مصر، لمواجهة أزمة نقص الحبوب، وهي عبارة عن 100 مليون يورو بشكل عاجل لتعزيز مخزون الحبوب في مصر، و3 مليارات يورو، عبارة عن استثمارات في مجال الإنتاج الغذائي محلياً على مدار السنوات المقبلة.

وبعد حديثها عن موضوع الغذاء والمساعدات الأوروبية لمصر، جاء الحديث عن الموضوع الرئيس في زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية، وهو موضوع الطاقة.

وقالت فون دير لاين إن موضوع الطاقة أساسي، أوروبا تريد أن تستغني عن الغاز الطبيعي الروسي، وتعويضه من خلال شركاء موثوقين، ومنهم مصر.

وأوضحت المسؤولة الأوروبية أنه تمّ الاتفاق على استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل، بعد تسييله في مصر، وقالت إن مصر بذلك ستتحول إلى مركز عالمي للطاقة.

وبينما تجاهلت فون دير لاين الحديث في ملف حقوق الإنسان، خلال المؤتمر الصحافي المشترك، حرص الرئيس السيسي على ذكر الموضوع، مشيراً إلى "إطلاق استراتيجية حقوق الإنسان"، وقال إنها "تتضمن رؤية طموحة وخطوات يجري العمل على تنفيذها لتعزيز حرية المواطنة والحريات الدينية ومكافحة التطرف، انطلاقاً من إيمانها بأهمية تناول حقوق الإنسان من خلال منظور شامل".

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته بالمؤتمر الصحافي إن مباحثاته البناءة مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، "تناولت الخطوات التي اتخذتها الدولة تجاه هدفها الأسمى، وهو تعزيز ضمان ظروف العيش الكريم لمواطنيها".

وأضاف أن الخطوات "يأتي على رأسها مشروعات التنمية الاقتصادية الكبرى والمبادرات الاجتماعية الشاملة؛ لتحسين جودة الحياة على أرض مصر ولأهلها".

وفي 24 فبراير/شباط الماضي أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا تبعه رفضٌ دوليّ وعقوبات اقتصادية ضد موسكو، وسط أزمة عالمية بإمدادات الغذاء، ولا سيما القمح الذي تعتبر أوكرانيا وروسيا من أكبر المصدّرين له.

وقالت فون دير لاين: "ناقشنا بكثافة أمن الغذاء بعد الحرب (..) وسنقف بجانب مصر وسنوفر لها إغاثة فورية بأكثر من 100 مليون دولار لتعزيز مخزون الحبوب لديها في المدى القصير".

وأضافت: "ناقشنا أيضاً على المستوى المتوسط والبعيد تعزيز وتجديد إنتاج الغذاء محلياً عبر استثمارات للاتحاد الأوروبيّ، وسنكرّس 3 مليارات يورو في الزراعة والري والمياه في المنطقة على مدار الأعوام المقبلة".

وأشارت فون دير لاين إلى أنها ناقشت مع الرئيس السيسي أمن الطاقة وأهمية توسيع إمداداته، بعد "تحركٍ أوروبيّ للتخلص من الاعتماد على روسيا بعد نشوب الحرب، وإيجاد شركاء آخرين".

ولفتت إلى أن الاتحاد "وقّع اليوم مذكرة تفاهم (لمدة 3 سنوات تجدد تلقائياً لعامين) في القاهرة، لنقل الغاز من إسرائيل إلى مصر لتسييله ثم نقله إلى الاتحاد الأوروبي".

وثمّنت فون دير لاين الاتفاقية الجديدة بالقول: "هذه خطوة عملاقة".

من جانبه قال السيسي إنه جرت "مناقشة ملفات الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وأهمية التوصل إلى اتفاق ملزم قانونياً في قضية سد النهضة" الإثيوبي، فيما لا تزال قضية السد تشكل أزمةً بين إثيوبيا ومصر والسودان منذ نحو عقد من الزمن، بسبب خلافات حول التشييد والملء والتشغيل.

وفي وقت لاحق، أفاد بيان للرئاسة المصرية، بأن السيسي عقد اجتماعاً مع رئيسة المفوضية الأوروبية، والمفوضة الأوروبية للطاقة كادري سيمسون، وبحثوا أمن الطاقة والغذاء ونقل الغاز وقضية السلام بالشرق الأوسط و" سد النهضة" وقمة المناخ الأممية في مصر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأكدت فون دير لاين، بحسب البيان، "اهتمام الجانب الأوروبي بتعزيز التعاون مع مصر بمجال الغاز، في ظل تمتع مصر بمحطتي تسييل في إدكو ودمياط (شمال) اللتين تتيحان تصديره إلى أوروبا".