مشاورات أردنية سورية تركية لإعادة فتح معبر باب الهوى

17 مارس 2025
معبر باب الهوى بين سورية وتركيا، إدلب، 1 يونيو 2024 (رامي السيد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يسعى الأردن لإعادة فتح معبر باب الهوى لتعزيز الصادرات الأردنية، خاصة الخضار والفواكه، إلى الأسواق الأوروبية، بالتعاون مع تركيا وسورية لضمان سلامة الإجراءات.
- تأثرت التجارة الأردنية بسبب إغلاق المعبر، حيث انخفضت من 550 مليون دولار إلى أقل من 70 مليون دولار، ويُتوقع أن يسهم فتحه في تعزيز الصادرات وتقليل العجز التجاري.
- يلعب المعبر دوراً مهماً في التعاون الاقتصادي والسياحة والاستثمارات، ويُعتبر جزءاً من مبادرة الحزام والطريق، مع خطوات لتسهيل حركة الشاحنات بين الأردن وسورية.

يواصل الأردن اتصالاته لإعادة فتح معبر باب الهوى الحدودي بين سورية وتركيا بأسرع ما يمكن، وضمن ترتيبات تضمن سلامة الإجراءات والعمل فيه، باعتباره عاملاً مهماً لدفع تدفق الصادرات الأردنية إلى الأسواق الأوروبية وغيرها، وخاصة الخضار والفواكه.

وقال وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني يعرب القضاة إن هناك مشاورات مع تركيا وسورية للإشراف على المعبر والاستمرار في تصدير الخضار والفواكه التي كانت بلاده تصدرها إلى أوروبا وتقدر بنحو 500 مليون دولار سنوياً.

ومعبر باب الهوى هو معبر حدودي دولي بين سورية وتركيا، يقع على الطريق الرئيسي السوري وعلى الطريق الرئيسي التركي بين مدينتي إسكندرون وحلب، وهو معروف بطوابيره الطويلة من الشاحنات والحافلات. وأقرب مدينة على الجانب التركي من الحدود هي ريحانلي في محافظة هاتاي، وأقرب المدن على الجانب السوري هي الدانا والأتارب.

وتُعدّ سورية خط الترانزيت البري الوحيد للأردن في تعاملاته التجارية مع الدول الأوروبية، وقد تأثرت صادراته إلى تلك الأسواق بشكل كبير بسبب إغلاق المعبر، حيث تلقى المنتجات الزراعية الأردنية من الخضار والفواكه رواجاً كبيراً في تلك البلدان. ومن المتوقع اتخاذ الترتيبات اللازمة لإعادة فتح معبر باب الهوى الدولي خلال الشهرين المقبلين، إذ يعد شريان النقل البري بين أوروبا وسورية والأردن ودول الخليج العربي.

وسارع الأردن، منذ تغيير النظام السوري واستلام الإدارة الجديدة، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الجانب السوري لتنشيط حركة التجارة البينية وإزالة المعيقات التي كانت تواجهها، بما يضمن تزويد السوق السوري باحتياجاته وتمكين الصادرات السورية من النفاذ من خلال الأردن إلى بلدان أخرى.

وكان حجم التجارة بين البلدين يتجاوز 550 مليون دولار قبل الأزمة السورية، لكنه تدنى إلى مستويات تقل عن 70 مليون دولار، ما أفقد اقتصاد البلدين مزايا مهمة وعوامل دافعة للنمو وتلبية احتياجات السوقين من السلع، خاصة الغذائية منها. وعادت حركة التجارة والنقل والشحن البري للعمل تدريجياً كالمعتاد بين البلدين منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويُقدّر عدد الشاحنات الأردنية التي تدخل إلى الأراضي السورية يومياً بحوالي 450 شاحنة محملة بسلع مختلفة.

وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش، لـ"العربي الجديد"، إن المعبر له أهمية استراتيجية وهو شريان للنقل البري بين أوروبا وسورية والأردن ودول الخليج. وأوضح أن المعبر خرج عن السيطرة منذ سنوات طويلة، حيث كان الأردن يصدر من خلاله كميات كبيرة من السلع المختلفة من خضار وفواكه، وبالتالي، فإن إغلاقه أثّر كثيراً على الصادرات الوطنية ونمو التجارة الأردنية مع تركيا ودول أوروبية بشكل كبير.

وأضاف أن عودة المعبر للنشاط ستنعكس إيجاباً على وتيرة الأداء الاقتصادي الأردني من خلال ارتفاع حجم الصادرات وتخفيض عجز الميزان التجاري وانخفاض كلفة السلع المصدرة، ما يعزز تنافسيتها، وكذلك الواردات التي ستدخل بكلف أقل، ما سيخفض أسعارها في السوق الأردنية.

ومن جهة أخرى، قال عايش إن للمعبر دوراً مهماً في تطوير التعاون الاقتصادي بين الأردن وسورية ودول أوروبية وتركيا، ويتيح المجال لتعزيز ليس فقط التجارة، وإنما السياحة والاستثمارات، لا سيما أنه يخدم أيضاً دول الخليج العربي. وأكد عايش أن الأردن حريص على إعادة فتح المعبر وتشغيله بالسرعة الممكنة لما له من عوائد اقتصادية متعددة ستنعكس عليه، وتعزز علاقاته الاقتصادية مع العديد من البلدان، فيما ستنتعش تجارة الترانزيت في كل من الأردن وسورية بشكل خاص.

وبيّن أن المعبر ما زال جزءاً من طريق الحرير ويلعب دوراً فاعلاً في مبادرة الحزام والطريق، ما يستدعي من الدول المعنية المضي قدماً لاستخدامه لتحسين وتطوير الاستفادة من تلك المبادرة. وقال إن تشغيل المعبر المتوقع أن يحصل قريباً يعطي مؤشرات إيجابية على قدرة سورية على الخروج تدريجياً من أزمتها الاقتصادية، وأن تصبح على طريق مرحلة التعافي.

وقد أعفى الأردن مؤخراً الشاحنات السورية من الرسوم والضرائب لدى دخولها الأراضي الأردنية، وقابله قرار مماثل من قبل سورية بإعفاء الشاحنات الأردنية أيضاً. وتعهّد الأردن بالعمل على مساعدة سورية في مختلف المجالات، بما فيها إعادة الإعمار.

المساهمون