مدير الطيران الفيدرالي الأميركي يستقيل: "حان وقت العودة إلى الوطن"

مدير الطيران الفيدرالي الأميركي يستقيل: "حان وقت العودة إلى الوطن"

17 فبراير 2022
واجه ديكسون انتقادات من إدارة بايدن (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن مدير إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية ستيف ديكسون استقالته، اليوم الخميس. وواجه ديكسون، الذي تولى المنصب في أغسطس/ آب 2019، انتقادات بشأن المواجهة بين قطاع الطيران وقطاع الاتصالات حول نشر الجيل الخامس 5G في المطارات.

تم تعيين ديكسون (64 عاماً)، وهو تنفيذي وطيار سابق لشركة "دلتا إيرلاينز"، من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو في منتصف فترة ولايته الخامسة كرئيس لوكالة تضم 45000 موظف تشرف على المجال الجوي للولايات المتحدة.

في أواخر عام 2020، طار ديكسون شخصيًا بالطائرة "737 ماكس" بعد أن طلب من شركة "بوينغ" إجراء تحسينات على البرامج والتدريب، قبل أن يسمح لها بالعودة إلى العمليات، وقال مرارًا وتكرارًا إنّ على شركة "بوينغ" بذل المزيد من الجهد للتحسين.

كما اتخذ موقفًا صارمًا من شركة "بوينغ" بشأن عدد من قضايا السلامة حيث تنفذ إدارة الطيران إصلاحات لشهادة الطائرات التي أقرها الكونغرس بعد تحطم طائرة "737 ماكس" الذي أسفر عن مقتل 346 شخصًا.

قال النائب سام جريفز، العضو الجمهوري الأعلى في لجنة النقل بمجلس النواب، إنّ ديكسون عمل "على استعادة ثقة الجمهور في نظام الطيران لدينا".

وشرح ديكسون، الذي خدم سابقًا في القوات الجوية الأميركية، أنّ قراره كان لأسباب عائلية، مضيفاً أنه "حان وقت العودة إلى الوطن". ويعيش ديكسون في واشنطن العاصمة، فيما عائلته في جورجيا.

وكتب ديكسون، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين: "بعد فترات طويلة لا يمكن تجنبها في بعض الأحيان من الانفصال عن أحبائي أثناء الوباء، حان الوقت لتكريس وقتي الكامل لهم والاهتمام بهم".

لكن ديكسون واجه انتقادات من أشخاص داخل إدارة بايدن بشأن مواجهة قطاع الطيران لوضع الجيل الخامس في المطارات الأميركية، وكذلك من شركات الاتصالات اللاسلكية. وحذر الرؤساء التنفيذيون لشركات الطيران في 17 يناير/ كانون الثاني من أزمة طيران "كارثية"، كان من الممكن أن تؤدي إلى توقف جميع حركة الطيران تقريبًا بسبب نشر شبكة الجيل الخامس.

الشركات الكبرى الأميركية والدولية ألغت رحلاتها إلى مطارات الولايات المتحدة، وأخرى تحذر من كارثة تحدق بسلامة المسافرين. الأزمة تدور حول مشروع إطلاق خدمة الجيل الخامس في غالبية الولايات الأميركية وضمناً في أبراج حول عدد من المطارات الرئيسية.

وبدأت حملة تشكيكية ضخمة أدت إلى تأجيل شركتي الاتصالات "آي تي أند تي" و"فيريزون" توفير الخدمة حول المطارات، فيما أطلق الجيل الخامس لحوالي 90 مليون أميركي في غالبية الولايات.

وبادرت شركات طيران أميركية كبرى إلى الإعلان عن مخاوفها من مشروع شركتي الاتصالات، وانتقل القلق إلى الدول الأخرى، وسط تدافع نحو تأجيل آلاف الرحلات الجوية أو تأخيرها.

وقال الرؤساء التنفيذيون لأكبر شركات الطيران في الولايات المتحدة إن التداخل من الخدمة اللاسلكية الجديدة على أداة رئيسية على متن الطائرات أسوأ مما كانوا يعتقدون في الأصل ويهدد سلامة الطيران والركاب.

وكانت الشركتان تخططان لتنشيط الخدمة اللاسلكية الجديدة 5G بعد تأجيلين سابقين لإطلاق الخدمة في أوائل ديسمبر/ كانون الأول. وتستخدم خدمة 5G الجديدة عالية السرعة جزءاً من الطيف الراديوي قريباً من ذلك المستخدم بواسطة أجهزة قياس الارتفاع، وهي أجهزة تقيس ارتفاع الطائرات فوق الأرض. وتخطط الشبكات الخلوية لنقل العمليات إلى نطاق جديد من ترددات الراديو يسمى النطاق C.

أقر ديكسون، هذا الشهر أمام لجنة مجلس النواب الأميركي، بأنّ عملية الجيل الخامس  "لم تخدم أي شخص بشكل جيد. لم تخدم مجتمع الطيران جيدًا، كما أنها لم تخدم صناعة الاتصالات".

اتخذ ديكسون موقفًا متشددًا في مواجهة الارتفاع الكبير في حالات الركاب المشاغبين منذ أوائل عام 2021، وظهر في رسائل فيديو في المطارات حول الولايات المتحدة تحث الركاب على حسن التصرف.

في عهد ديكسون، أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية قواعد جديدة للطائرات بدون طيار وأشرفت على قفزة دراماتيكية في رحلات الفضاء التجارية حيث شدد على العمليات الآمنة. وقالت إدارة الطيران الفيدرالية، يوم الاثنين، إنها تمدد مراجعتها البيئية لبرنامج "سبايس إكس" المقترح في تكساس.

ليس من الواضح من الذي ستعينه إدارة بايدن بدلاً من ديكسون، لكن بعض مسؤولي الكونغرس وشركات الطيران يقولون إنّ أحد الاحتمالات هو سولي سولينبرغر، الذي تم تعيينه في ديسمبر/ كانون الأول ليكون ممثل الولايات المتحدة في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو).

اشتهر سولينبرغر في عام 2009 كطيار هبط بأمان بطائرة "إيرباص A320" على نهر هدسون في نيويورك بعد اصطدامه بسرب من الأوز.

المساهمون