استمع إلى الملخص
- الدعم الحالي لغاز الطهو يستفيد منه بشكل غير متوازن الفئات الغنية والفقيرة، حيث تحصل الفئات الأكثر غنى على نسبة دعم أكبر من الفئات الأكثر فقراً، مما يدفع الحكومة للتفكير في دعم مباشر للأسر المستحقة.
- تحرير سعر غاز الطهو قد يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج الزراعي والحيواني، مما يفاقم معاناة الفئات الفقيرة، ويستدعي تسقيف الأسعار وفرض ضريبة على الثروة لدعم صندوق المقاصة.
لم تستأصل التصريحات المطمئنة للحكومة المغربية حول سعر غاز الطهو رغم مخاوف الأسر من الزيادة التي يمكن أن تطاوله، بعدما كانت الحكومة عبرت في فترة سابقة عن المضي في رفع الدعم عن تلك السلعة.
سئل الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، بمجلس النواب حول تأثير سعر الغاز بالمغرب، فأجاب بأن الزيادة في ثمن غاز البوتان "غير مطروحة على طاولة الحكومة". ليست تلك المرة الأولى التي يسأل فيها وزير حول نيات الحكومة تجاه غاز الطهور. فقد سئل الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات بالبرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، من قبل وسائل إعلام، حول ذلك الموضوع.
و يذكي احتمال لجوء الحكومة إلى خفض الدعم وزيادة سعر غاز الطهو، المخاوف من تداعيات ذلك على القدرة الشرائية للأسر، خاصة في ظل ترقب زيادة تكاليف بعض السلع التي يستعمل الغاز في إعدادها، حيث يستحضر البعض قطاعات المخابز والمطاعم وتربية الدواجن. وعاد لقجع أول من أمس الاثنين، للتذكير بأن الحكومة ترصد في كل عام أزيد من 1.5 مليار دولار لدعم استهلاك غاز الطهو، مشددا على أنه يفترض أن تستفيد الأسر الفقيرة من ذلك.
واعتبر أن الفئات الأكثر هشاشة، أي 20% من المجتمع الأكثر فقرا، لا تستفيد إلا من 14% من هذا الدعم، بينما تستفيد الفئات الأكثر يسرا، أي 20% الأكثر غنى، من 27% من الدعم، أي ضعف ما تحصل عليه الفئات الأكثر فقرا". وترنو الحكومة عبر خطة شاملة تحظى بدعم صندوق النقد الدولي إلى تقليص الدعم الذي توفره لغاز البوتان والسكر والدقيق عبر صندوق المقاصة، حيث دأبت على التأكيد أن هذا الدعم تستفيد منه الأسر الفقيرة والغنية على حد سواء، ما يقتضي اللجوء للدعم المباشر من أجل استهداف الأسر المستحقة.
ويؤكد الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، الحسين اليماني، أن الزيادة في سعر غاز الطهو بعد تحرير سعر السولار والبنزين، عاملان حاسمان في رفع الأسعار التي تعاني منها الفئات المعوزة. ويضيف في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الزيادة في سعر غاز الطهو تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج في القطاع الزراعي والحيواني، حيث إن المزارعين يعتمدون على غاز الطهو من أجل ضخ مياه السقي كما يسعملونه في ضيعات تربية الدواجن.
ويتصور اليماني أن الفئات الفقيرة لا يمكنها مواجهة الغلاء عبر الدعم المباشر والزيادة في الأجور التي لا تستوعب التضخم المتراكم، مؤكدا ضروة تسقيف الأسعار وسن ضريبة على الثروة لتوفير إيرادات تضخ في صندوق المقاصة.