مخاوف من انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية

مخاوف من انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية

02 اغسطس 2021
انضمام السودان لمنظمة التجارة يضغط على أسواق السودان(أشرف شاذلي/فرانس برس)
+ الخط -

يسارع السودان الخطى للانضمام لمنظمة التجارة العالمية بهدف الانفتاح على العالم وتحفيز النمو الاقتصادي وتنويع وتحديث قطاع الصناعة وتعزيز جذب الاستثمارات.
ووفق مصادر سودانية فقد ارتفعت حظوظ السودان بالانضمام إلى المنظمة الدولية، داخل الأجهزة الرسمية، ما جعل البلد الأفريقي يتوقع أن ينضم للمنظمة قريباً في حال استيفاء الشروط والمتطلبات المتعلقة بالانضمام كافة.
وفي سباق الانضمام لمنظمة التجارة جهز السودان وثائق ميزان نظام التجارة الخارجية، والخطة القانونية المتعلقة بالقوانين، والصحة، والعوائق الفنية، والزراعة والدعم المحلي المقدم لها تمهيدا لتقديمها لأمانة المنظمة.
ورغم الحماس الرسمي للانضمام، إلا أن اقتصاديين وصناعيين سودانيين يتخوفون من أنّ انضمام بلادهم لمنظمة التجارة سيفرض على المنتجات السودانية الدخول في منافسة غير عادلة مع المنتجات الأجنبية، وأن التنافس الخارجي ربما يؤدي إلى تهديد الصناعة المحلية وتوقف بعض أنشطتها أو تقليل الإيرادات، إلّا أنّ آخرين يرون أهمية الاعتماد على الجمارك والضرائب في الإيرادات العامة للدولة.

وفي حال الانضمام لمنظمة التجارة فإن على السودان تحرير أسواقه وعدم فرض قيود على وارداته الخارجية وتطبيق سياسة المعاملة بالمثل. ولذا فقد تباينت آراء المراقبين حول جدوى طلب السودان الانضمام للمنظمة.

إذ يقول العضو السابق في لجنة التجارة والخدمات التابعة للأمانة العامة للانضمام للمنظمة الدولية، عبد الله البشير، لـ"العربى الجديد": "ما زالت هناك فرصة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والانفتاح نحو العالم الخارجي عبر بوابة المنظمة" لكنّه يشترط تهيئة البنية الاقتصادية قبل الشروع في مراحل عملية، مؤكداً أنّ الأوضاع الحالية لا تحتمل المنافسة الخارجية، خصوصاً الصناعة المحلية التي ظلت تعانى منذ دخول السودان إلى السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا).
ويطالب البشير بتغير كثير من المفاهيم المحلية وإدارة الاقتصاد بعقلية التجارة العالمية، والتفكير في الموارد المتاحة، خصوصاً الزراعة، والثروة الحيوانية، والمعادن، وكيفية رفع كفاءتها خلال المرحلة المقبلة.

اقتصاديون وصناعيون يتخوفون من أنّ انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية سيفرض على المنتجات المحلية الدخول في منافسة غير عادلة مع السلع الأجنبية

أما الاقتصادي آدم الزين، فيطالب بالبحث عن حلول لمشاكل الاقتصاد قبل الشروع في الانضمام للمنظمة، مبيناً أنّ البلاد غير مهيأة الآن. واعتبر البحث عن الانضمام ما هو إلّا "مضيعة للوقت" في وقت تعاني منه البلاد من تدهور القطاعات الاقتصادية كافة.
ويقول الزين لـ"العربى الجديد": "حتى الآن، لم يستطع السودان الاستفادة من الخصائص النسبية التي يتميز بها" مؤكداً وجود فرص، يمكن أن تضاعف من انضمامه، لكن، نتيجة لضعف السياسات "سيظلّ يبحث عن الانضمام في كلّ جولة ولن يجده".
من جانبه، يقول وزير المالية الأسبق، عز الدين إبراهيم، إنّه "لا بدّ من النظر إلى ما يريده السوق، فالآن نحن نستورد ولا ننفذ إحلالاً للواردات بثمن ينافس المستورد".
يتابع إبراهيم لـ"العربي الجديد": "إذا كانت السلعة الواردة من الخارج أرخص من التي تنتج محلياً، فلماذا إذاً، نصرّ على الإنتاج المحلي للسلعة نفسها؟ لذلك، يجب العمل وفقاً للميزة النسبية لأنّ أسواق العالم تقوم على التنافس".

موقف
التحديثات الحية

وشارك فريق العمل الخاص بانضمام السودان إلى منظمة التجارة العالمية في اجتماع، عقد مؤخراً، وناقش الوثائق المحدّثة التي قدمتها الخرطوم خلال الفترة فبراير/ شباط – يونيو/ حزيران 2021، والخاصة بالانضمام في مجال السياسات المالية والنقدية، والسياسات التجارية ذات الصلة بالتجارة في السلع والخدمات، والسياسات الجمركية، إضافة للمسائل القانونية والتشريعات والمعايير الخاصة بالتجارة في السلع.
وقدمت بعض دول العالم والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية أسئلة حول مجالات المستندات المقدمة، وقام السودان بالرد والإجابة على الأسئلة التي وردت في الاجتماع، في حين سيرد على بعض الأسئلة التي سوف ترسل لاحقاً عبر سكرتاريا منظمة التجارة العالمية بجنيف إلى السودان.
وتم الاتفاق على أن ترسل الدول باقي أسئلتها خلال فترة أقصاها 23 أغسطس/ آب الحالي ليتم الرد عليها من السودان وإرجاعها إلى تلك الدول حتى يتم الاستعداد المبكر للتحضير للجولة المقبلة.
وكانت اليابان التي ترأست محادثات انضمام السودان في الاجتماع الأخير، قد وافقت على تولى ملف انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية، واعتبرت انضمامه جزءاً لا يتجزأ من الإصلاحات الاقتصادية للبلاد.

المساهمون