مخاوف التنافس على الحصص تخفّض أسعار النفط

مخاوف التنافس على الحصص تخفّض أسعار النفط

07 سبتمبر 2021
محطة وقود في الصين التي باتت أكبر مستهلك للخامات النفطية (Getty)
+ الخط -

تسيطر مخاوف التنافس على الحصص النفطية على كبار مشتري عقود الخامات النفطية في الأسواق الآجلة وتدفع أسعارها للتراجع. وشهدت السوق النفطية خلال الأسبوع حسومات وعلاوات على سعر الخامات رفعت من احتمالات حدوث تنافس بين كبار المنتجين على الأسواق المستوردة الرئيسية في آسيا وأوروبا، كما ارتفعت في ذات الوقت إيرادات شركات النفط الصخري إلى مستويات قياسية.

في هذا الصدد، قال وارن باترسون، رئيس وحدة استراتيجية السلع لدى "أي إن جي غروب" في سنغافورة لوكالة بلومبيرغ: "كان مستوى التخفيضات في السعودية لآسيا مفاجأة، لكنَّه لا يرسل إشارات كبيرة إلى السوق في ما يتعلَّق بديناميكيات الطلب الحالية".

وخفضت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أسعار جميع أنواع النفط الخام للعملاء الآسيويين في أكتوبر/تشرين الأول مقابل سبتمبر/أيلول، لكنها تركت أسعار بيع الخام لشمال غرب أوروبا والولايات المتحدة من دون تغيير.

خفضت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أسعار جميع أنواع النفط الخام للعملاء الآسيويين في أكتوبر/تشرين الأول

وحسب وثيقة تسعير رسمية اطَّلعت عليها "رويترز" فقد خفضت شركة "أرامكو" لأوَّل مرة منذ أربعة أشهر سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف للتسليم لآسيا في أكتوبر إلى علاوة قدرها 1.70 دولار للبرميل فوق متوسط سعر خامي عمان ودبي، وينظر خبراء إلى خفض السعر 1.30 دولار لشهر أكتوبر مقابل سبتمبر، إلى أنه أكبر خفض شهري خلال عام.

وقد فاجأ الخفض السعودي الأسواق العالمية، إذ كان المشترون يتوقَّعون انخفاض الأسعار بما يتراوح بين 20 و40 سنتاً فقط للبرميل، تماشياً مع التغيّرات في الأسعار المعيارية في دبي.

وقال تجار نفط في آسيا، إنَّه من المرجح أن تؤدي التخفيضات الكبيرة في الأسعار إلى تعزيز الطلب على الخام السعودي، فيما يرى تجار ومحللون أنَّ فرص دخول السعودية في حرب أسعار أخرى مع منتجين آخرين غير واردة، حيث يوجد تنسيق كبير بين السعودية وروسيا في أسواق الصين وأوروبا.

وتتوقَّع "أوبك" وحلفاؤها أن تستمر أسواق النفط العالمية في التشديد هذا العام حتى مع زيادة الإنتاج، قبل الانزلاق إلى فائض في المعروض مرَّة أخرى في عام 2022.

ومع ذلك توقع مصرف "ستاندرد تشارترد"، أن يعلق تحالف "أوبك+" زيادة الإنتاج الشهرية بحلول ديسمبر/كانون الأول، لكن مصرف "غولدمان ساكس" لا يستبعد ارتفاع الأسعار إلى أعلى سقف توقعه وهو 80 دولاراً للبرميل بنهاية العام الجاري.

تتوقَّع "أوبك" وحلفاؤها أن تستمر أسواق النفط في التشديد هذا العام حتى مع زيادة الإنتاج، قبل الانزلاق إلى فائض في المعروض مرَّة أخرى في 2022

وبدأ تحالف "أوبك+" اعتباراً من الخميس الماضي، تخفيف قيود خفض الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل إضافية، بعد تخفيف مماثل في أغسطس/آب.

ويعني ذلك، أن التحالف أضاف 400 ألف برميل للسوق العالمية، ليستقر إجمالي خفض الإنتاج الحالي عند 5 ملايين برميل، مقارنة مع 9.7 ملايين برميل في أول شهور الخفض خلال مايو/أيار 2020.
وحسب "الأناضول"، تراجعت أسعار النفط الخام في التعاملات الصباحية، اليوم  الإثنين، مدفوعة بمخاوف زيادة المعروض النفطي، أمام تذبذب الطلب العالمي على الخام واستمرار تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا.

لكن تجار النفط يترقبون بيانات الطلب الآسيوي على الخامات النفطية، حيث باتت كل من الصين ودول النمور الآسيوية والهند من كبار المؤثرين في مسار أسعار الطاقة خلال السنوات الأخيرة.

ومن العوامل التي يتخوف منها التجار كذلك ارتفاع ربحية شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة التي بلغت رقماً قياسياً حتى الآن، ومن المتوقع أن تبلغ 195 مليار دولار قبل التحوطات التي نفذتها الشركات خلال العام الجاري.

وفي استمرار أسعار خام غرب تكساس الخفيف فوق 60 دولارا خلال ما تبقى من العام فإن ذلك ربما يرفع من معدل إنتاجية النفط الصخري ويهدد حصص دول " أوبك" في آسيا.

المساهمون