مخاوف أميركية من بيتكوين.. ترامب يخشى من تأثيرها على مكانة الدولار

مخاوف أميركية من بيتكوين.. ترامب يخشى من تأثيرها على مكانة الدولار

06 أكتوبر 2021
الولايات المتحدة تتجه نحو أزمة مالية إذا لم تفرض قواعد تنظيمية للعملات الرقمية (فرانس برس)
+ الخط -

تزايدت المخاوف الأميركية من العملات الرقمية وتداعياتها على الاقتصاد الأميركي، في ظل عدم وجود رؤية واضحة حتى الآن بإصدار دولار رقمي يواجه تمدد تلك العملات، حيث تخطت بيتكوين في الأسواق الدولية 50 ألف دولار.

وأبدى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مخاوفه على مكانة الدولار في احتياطات النقد الأجنبي لدول دول العالم بعد أن عاودت العملات الرقمية الارتفاع.
وزادت العملة الرقمية الكبرى بيتكوين مكاسبها إلى أكثر من 4% وسجلت مستوى مرتفعاً جديداً في 4 أسابيع أمس الثلاثاء، عند 51 ألفاً و294.53 دولاراً.
وأضاف ترامب في مقابلة مع "ياهو فاينانس" أنه يعتقد أن تحرك الصين الأخير نحو حظر العملات الرقمية يعد بمثابة تحذير للولايات المتحدة لحماية عملتها كعملة رائدة في العالم. 

وأعرب "ترامب" في تصريحات سابقة عن شكوكه بشأن استدامة العملات الرقمية المشفرة، وقال إنها تضر بالدولار الأميركي وهي كارثة تنتظر الحدوث. 

أزمة مالية
وقال القائم بأعمال المراقب المالي للعملة مايكل هسو الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة تتجه نحو أزمة مالية إذا لم يفرض المسؤولون لوائح على العملات الرقمية قريباً.
كذلك حذّر رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات غاري جينسلر الأسبوع الماضي من أن المستثمرين في مجال العملات المشفرة من المحتمل أن يتضرروا إذا لم يتم تنظيم الفضاء بقواعد تحمي من الاحتيال والتلاعب.
ولكنه أكد في الوقت ذاته، في شهادة أمام مجلس النواب الأميركي، أنه لا توجد نية لحظر تعاملات العملات الرقمية في الولايات المتحدة.
وأضاف أن التركيز حالياً ينصب على مدى التزام العملات الرقمية بالقواعد التي تكفل حماية المستثمرين والمستهلكين وأنظمة مكافحة غسل الأموال وقوانين الضرائب.

زادت العملة الرقمية الكبرى بيتكوين  مكاسبها إلى أكثر من 4% وسجلت مستوى مرتفعاً جديداً في 4 أسابيع عند 51 ألفاً و294.53 دولاراً

كان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" قد أكد الأسبوع الماضي أنه ليست هناك نية لحظر العملات المشفرة.

الدولار الرقمي
ويتجه الدولار الأميركي لدخول عالم العملات الرقمية قريباً، وسط خلافات داخل البنوك المركزية الأميركية الفرعية حول أهمية تلك الخطوة وخطورتها.
ووفقاً لوكالة "بلومبيرغ" في تقرير حول مستقبل الدولار الرقمي، فإن ما كان يُنظر إليه في السابق على أنَّه مشروع بعيد، اكتسب إحساساً متزايداً بالإلحاح بعد أن ارتفعت قيمة الأصول الرقمية إلى حوالي تريليوني دولار، ومع مضي دول أخرى، مثل الصين، قدماً بسرعة في خططها الخاصة بعملاتها الرقمية السيادية.
ومن المتوقَّع أن يركِّز تقرير مرتقب للاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) على نظام المدفوعات الأميركي، بالإضافة إلى الآفاق المحتملة لعملة رقمية صادرة عنه.

ووصف نائب رئيس الفيدرالي لشؤون الإشراف، راندال كوارلز، فوائده بأنَّها "غير واضحة"، فضلاً عن أنَّ مخاطره "كبيرة وملموسة".
وقد يستغرق الإصدار النهائي لعملة رقمية مدعومة من بنك مركزي سنوات، وقد يفضِّل الفيدرالي أن يمرر الكونغرس تشريعاً يصرح بإصدارها، بحسب ما قال رئيس الفيدرالي، جيروم باول.
وأحاط المسؤولون في وزارة الخزانة الكونغرس بعملهم الأسبوع الماضي، وقالوا، إنَّهم يستهدفون إصدار تقريرهم في الأسابيع المقبلة، وفقاً لمصادر نقلت عنها الوكالة.
وقال بنك "باركليز" في تقرير بحثي صدر في سبتمبر/ أيلول الماضي، إنَّ الفيدرالي ستكون لديه "ميزة تنافسية هائلة" إذا أطلق الدولار الرقمي الخاص به.
من جانبها توقعت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا إن أكثر من نصف جميع البنوك المركزية في العالم تستكشف كيفية إطلاق العملات الرقمية.

مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا : أكثر من نصف جميع البنوك المركزية في العالم تستكشف كيفية إطلاق العملات الرقمية

وقالت في كلمة عبر الإنترنت لمؤتمر أمس إن عملات البنوك المركزية الرقمية هي الأكثر موثوقية للعملة الرقمية نظراً لأنها تتمتع "بدعم الدولة" وكانت متوافقة بشكل عام مع اللوائح التنظيمية.
وأشارت إلى أن 110 دول في مرحلة ما من مراحل البحث في العملة الرقمية للبنك المركزي.
وحذّر صندوق النقد الدولي في يونيو/ حزيران الماضي من مخاطر استخدام "بيتكوين" في المعاملات اليومية وذلك رداً على إقرار السلفادور لاستخدامها، مؤكداً أن "اعتبار بيتكوين عملة قانونية يطرح جملة مسائل مالية وقانونية وذات صلة بالاقتصاد الكلي تتطلّب تحليلاً بالغ الدقة".
وتابع متحدث باسم الصندوق إننا "قلنا سابقاً إن الأصول المشفرة يمكن أن تشكل مخاطر كبيرة، والتدابير التنظيمية الفاعلة تعد بغاية الأهمية لدى التعامل بها".
حظر صيني
وفرضت الصين الشهر الماضي حظراً شاملاً على جميع معاملات العملات المشفرة وعمليات التعدين لاستخراجها.
وتعهدت عشر جهات، منها البنك المركزي وجهات منظمة للشؤون والأوراق المالية والنقد الأجنبي، بالعمل معاً لاستئصال نشاط العملات المشفرة "غير القانوني"، وهي المرة الأولى التي تتحد فيها الجهات التنظيمية في بكين لحظر جميع الأنشطة المتعلقة بالعملات المشفرة صراحة.

وحظرت الصين في مايو/ أيار الماضي المؤسسات المالية وشركات المدفوعات من تقديم خدمات ترتبط بمعاملات العملات المشفرة، وأصدرت حظرين مماثلين في 2013 و2017.
كذلك فرضت الولايات المتحدة الشهر الماضي أيضاً أول عقوبات من نوعها على منصة "سوكس" لتداول العملات المشفرة لارتباطها بعمليات ابتزاز وطلب فديات مالية.
وقال بيان لوزارة الخزانة "يتم استغلال بعض عمليات تداول العملات الافتراضية من قبل جهات خبيثة، لكن البعض الآخر في حالة سوكس يسهل الأنشطة غير المشروعة لتحقيق مكاسب غير مشروعة"، مضيفاً أن هذه العقوبات هي الأولى من نوعها ضد منصة لتبادل العملات المشفرة.

المساهمون