استمع إلى الملخص
- أسباب محاولة الاندماج: سعت نيسان وهوندا لتحقيق اقتصاديات الحجم لتعزيز البحث والتطوير في التقنيات المتقدمة مثل الكهربة، حيث تأخرت الشركات اليابانية مقارنة بالصينية.
- فشل الاندماج والسيناريوهات المستقبلية: فشلت المحادثات بسبب خلافات حول الهيكلة والقيادة. قد تبحث الشركتان عن شركاء بديلين، مثل فوكسكون لنيسان، أو تعاون أعمق لهوندا وربما استحواذ عدائي.
ألغت نيسان وهوندا، اليوم الخميس، محادثات اندماج كانت ستُفضي إلى إنشاء ثالث أكبر شركة سيارات في العالم من حيث المبيعات بعد تويوتا وفولكسفاغن. فما السيناريو المنتظر بعد هذا الإعلان؟ في ما يلي بعض النقاط الرئيسية حول سبب استكشاف الشركات اليابانية للتحالف، وأسباب فشلها، وأين يتركها هذا في صناعة السيارات العالمية الصعبة، وفقاً لتقرير أوردته وكالة فرانس برس حول هذا التطور.
1 - ماذا عن تاريخ نيسان وهوندا؟
لكن التوترات نشأت بسبب زيادة الدولة الفرنسية حصتها في رينو عام 2015، وتلا ذلك اعتقال رئيس نيسان كارلوس غصن في اليابان عام 2018، للاشتباه في سوء السلوك المالي وهروبه اللاحق من البلاد. وفي عام 2023، باعت رينو جزءاً من حصتها في نيسان كجزء من إصلاح التحالف الذي شهد احتفاظهما بنسبة 15% من الحيازات المشتركة.
2 - لماذا حاولتا الاندماج؟
تواجه نيسان صعوبات، حيث أعلنت العام الماضي عن انخفاض بنسبة 93% في صافي الربح في النصف الأول، وإلغاء 9000 وظيفة في نوفمبر/تشرين الثاني. كما أنها مثقلة بديون بمليارات الدولارات. وقال كبير محللي السيارات في بلومبيرغ إنتليجنس، تاتسو يوشيدا، إن تحقيق اقتصاديات الحجم بالنسبة للشركتين كان ليخدم "تعزيز قدرات البحث والتطوير، والتنافس بشكل أفضل" في مجالات "التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الكهربة والمركبات المحددة بالبرمجيات".
وقد تأخرت شركات صناعة السيارات اليابانية لفترة طويلة في قطاع المركبات الكهربائية، وخاصة ضد الشركات الصينية، حيث باعت شركة بي واي دي، الشركة الرائدة في صناعة المركبات الكهربائية في البلاد، العام الماضي، عدداً أكبر من المركبات على مستوى العالم، مقارنة بشركتي نيسان وهوندا. واتفق الثنائي بالفعل على محادثات بشأن الشراكة في تقنيات الكهربة وتطوير البرمجيات، وانضمت إليهما لاحقاً ميتسوبيشي موتورز.
3 - لماذا فشلت محادثات الاندماج؟
عندما جرى الإعلان عن محادثات الاندماج في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كانت الخطة أن تقوم شركتا صناعة السيارات جنباً إلى جنب مع ميتسوبيشي موتورز بدمج أعمالهما تحت شركة قابضة جديدة. لكن تقارير إعلامية محلية قالت إن هوندا المحبطة من بطء اتخاذ القرار من جانب منافستها بشأن إعادة الهيكلة، أرادت جعلها شركة تابعة، وهو ما وجدته قيادة نيسان غير مقبول.
وقال المحلل في ميزوهو للأوراق المالية يوشيتاكا إيشياما: "يبدو أن نيسان تؤكد استقلالها وحرية (اتخاذ القرار) بشأن استراتيجيتها"، وهو ما "قد لا يحقق في نظر هوندا أقصى استفادة من اقتصاديات الحجم".
4 - ماذا سيحدث بعد ذلك؟
يقول المحللون إن الشركتين ستحتاجان في الأمد البعيد على الأقل إلى البحث عن شركاء بديلين في سعيهما إلى الحصول على ميزة في سباق التكنولوجيا. وفي هذا الصدد، قال محلل السيارات في مختبر توكاي طوكيو للاستعلامات، سيجي سوجيورا: "بالنسبة لهوندا، لا يزال هناك قلق بشأن كيفية تعزيز أعمال المركبات ذات الأربع عجلات". وأضاف: "إن حقيقة أن المسؤولين التنفيذيين في هوندا أرادوا الاندماج مع نيسان تعني أنهم كانوا بحاجة إلى تعاون وثيق في البحث والتطوير على مستوى أعمق من التحالف الذي ينطوي على تبادل معلومات سرية عن الشركة".
واعتبر يوشيدا من بلومبيرغ، أن موقف نيسان أسوأ، حيث "تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك عدم الاستقرار المالي، والحاجة إلى تعزيز مكانتها في ساحة معركة التكنولوجيا المتقدمة". وأضاف سوجيورا أن شركة فوكسكون للتكنولوجيا "تظل خياراً لنيسان". وأفادت تقارير حديثة أن الشركة العملاقة التايوانية، المعروفة أيضاً باسم هون هاي، كانت في محادثات مع رينو بشأن شراء حصة شركة صناعة السيارات الفرنسية في الشركة اليابانية.
ومع ذلك، أضاف سوجيورا أن التحالف بين فوكسكون وهوندا ممكن أيضاً "لأنها تمتلك تقنيات تريدها هوندا". وأردف أنه "إذا كانت هوندا تريد حقاً تكنولوجيا نيسان، فيمكنها إطلاق عرض استحواذ عدائي على نيسان".
(فرانس برس/ العربي الجديد)