استمع إلى الملخص
- شهدت منطقتا الغرب والجنوب زيادة ملحوظة في المبيعات بعد تأثرهما بحرائق الغابات والعواصف الشتوية، بينما ارتفع معروض المنازل بنسبة 17% مقارنة بالعام الماضي.
- رغم ارتفاع متوسط سعر البيع بنسبة 3.8% ليصل إلى 398,400 دولار، إلا أن زيادة المعروض وتنوع الخيارات ساهمت في إطلاق الطلب المكبوت على المنازل.
ارتفعت مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع خلال فبراير/ شباط الماضي، مدعومة بزيادة المعروض من المنازل وتحسن الأحوال الجوية مع دخول موسم الربيع، الذي يُعدّ فترة حيوية في السوق العقارية. وأظهرت البيانات الصادرة عن الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين، اليوم الخميس، أنّ إتمام عقود البيع ارتفع بنسبة 4.2% في فبراير، ليصل المعدل السنوي إلى 4.26 ملايين منزل، متجاوزاً جميع توقعات خبراء الاقتصاد في استطلاع أجرته وكالة بلومبيرغ.
وجاءت الزيادة الأكبر في المبيعات في منطقتي الغرب والجنوب، اللتين تأثرتا في بداية العام بحرائق الغابات المدمرة في لوس أنجليس، والعواصف الشتوية القاسية على التوالي. وكان لورانس يون، كبير الاقتصاديين لدى الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين، قد ذكر، الشهر الماضي، أنّ أي مبيعات تأثرت سلباً بأحوال الطقس في يناير/ كانون الثاني سيتم استكمالها على الأرجح خلال فبراير.
وارتفع معروض المنازل القائمة بنسبة 17% مقارنةً بالعام الماضي ليصل إلى 1.24 مليون منزل، وهو أعلى مستوى لمعروض المنازل في شهر فبراير منذ عام 2020. ومع ذلك، ارتفع متوسط سعر البيع بنسبة 3.8% مقارنةً بفبراير من العام الماضي، ليصل إلى 398,400 دولار، وهو رقم قياسي لشهر فبراير، ليواصل بذلك سلسلة من الارتفاعات السنوية في الأسعار بدأت منتصف عام 2023.
وقال يون في بيان له: "بدأ مشترو المنازل يعودون تدريجياً إلى السوق، وعلى الرغم من عدم تغير أسعار الفائدة المطبقة على القروض العقارية بشكل كبير، لكن زيادة المعروض والخيارات وتنوعها بدأت تساهم في إطلاق الطلب المكبوت على المنازل".
وكان سوق الإسكان في الولايات المتحدة قد دخل عام 2025 ببعض الزخم، حيث بدأ المشترون والبائعون في التكيف مع أسعار الفائدة المرتفعة على القروض العقارية، ما ساعد على توفير مزيد من المعروض وأدى إلى تخفيف نسبي في الأسعار. ومع ذلك، لا تزال أسعار المنازل مرتفعة وتبقى المنازل صعبة المنال لكثير من الأميركيين.
وتراجعت أسعار الفائدة على القروض العقارية لمدة 30 عاماً تدريجياً منذ منتصف يناير وحتى بداية مارس/ آذار الحالي، وهو ما ساعد على تعزيز الطلب على شراء المنازل، وفقاً لجمعية مصرفيي الرهون العقارية. لكن من المرجح ألا يكون لهذا الانخفاض الأخير في أسعار الفائدة أثرٌ على مبيعات فبراير، لأن المنازل القائمة عادة ما يُتعاقَد على بيعها قبل شهر أو شهرين من إتمام البيع.
وكانت أسعار الفائدة المرتفعة على القروض العقارية قد دفعت العديد من مالكي المنازل خلال العامين الماضيين إلى التردد في عرض منازلهم للبيع، لأنهم لم يرغبوا في التخلي عن أسعار الفائدة المنخفضة التي يتمتعون بها حالياً مقابل أسعار فائدة مرتفعة إذا اشتروا منزلاً جديداً. لكن هذا التأثير، المعروف باسم "تأثير التمسك بالأسعار المنخفضة"، بدأ يتلاشى تدريجياً مع تعود المشترين والبائعين على ارتفاع تكاليف التمويل.
جدير بالذكر أن مبيعات المنازل القائمة تمثل الغالبية العظمى من إجمالي مبيعات المنازل في الولايات المتحدة، ويتم احتسابها عند إتمام العقد. ومن المقرر أن تعلن الحكومة يوم الثلاثاء المقبل أرقام مبيعات المنازل الجديدة.