مبادرة شعبية لمساعدة الفقراء في الأردن

29 ابريل 2025
سوق في العاصمة الأردنية عمّان، 28 فبراير 2025 (أمين أحمد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلق ناشطون في الأردن مبادرة "حفظ النعمة" لجمع الأطعمة الزائدة من المناسبات وتوزيعها على الأسر الفقيرة، في ظل ارتفاع الأسعار وزيادة الفقر والبطالة.
- المبادرة تحظى بدعم المجتمع الأردني، وتتعاون مع فنادق لجمع الأطعمة النظيفة وتوزيعها في ثلاث مناطق، مع خطط للتوسع، بهدف تعزيز التكافل الاجتماعي والحد من هدر الطعام.
- منذ انطلاقها في رمضان 2022، وزعت المبادرة أكثر من 680 ألف وجبة بالتعاون مع جمعيات، مع توفير ثلاجات لحفظ الأطعمة قرب المساجد.

في خطوة نوعية وغير مسبوقة، أطلق ناشطون في العمل الاجتماعي داخل الأردن مبادرة تستهدف العائلات الفقيرة والتي تعاني من ضنك العيش، وخاصة مع ارتفاع الأسعار الذي طاول مختلف السلع والخدمات منذ سنوات، للمحافظة، على الأطعمة التي تقدم في المناسبات العامة والخاصة وعادة ما يتم إتلافها. وحملت المبادرة اسم "حفظ النعمة" وتقوم على توظيف الأطعمة الزائدة في المناسبات العامة والاجتماعية ونقلها بطريقة صحية وملائمة لعدد كبير من الأسر الفقيرة وخاصة من المناسبات التي تقام في الفنادق والصالات الكبرى.

وباتت هذه المبادرة ملاذا لكثير من الفقراء لتلبية احتياجاتهم من الأطعمة في غالب الأيام خاصة خلال فترة الصيف وشهر رمضان المبارك، حيث تكثر المناسبات والولائم ما يساهم في حفظ النعمة ومساعدة العائلات المعوزة بعد أن كانت كميات كبيرة من الأطعمة تلقى في الحاويات وعلى أطراف الطرق.
وقد ارتفعت نسبة الفقر في الأردن بنسبة كبيرة وخاصة بعد جائحة كورونا وتداعياتها وما نجم عنها من تراجع للأنشطة الاقتصادية وتسريح عدد كبير من العمل وارتفاع متطلبات الإنفاق على المجالات الأساسية.

ولا توجد تقديرات رسمية نهائية عن نسبة الفقر في الأردن، لكن المؤشرات تقول إنها تتجاوز 20%، وترى مؤسسات دولية أنها أكثر من ذلك بكثير، موضحة أن عددا كبيرا من الأفراد يقعون تحت خط الفقر المدقع فيما ما تزال البطالة على ارتفاع بتخطيها 22%، حسب بيانات رسمية، رغم الجهود الحكومية لاحتوائها. وحسب بيانات رسمية، سجل معدل البطالة في الأردن لعام 2024 نسبة 21.4%، ووصل عند الذكور إلى 18.2% خلال العام، مقابل 32.9% للإناث.

رئيس غرفة تجارة الأردن خليل الحاج توفيق قال لـ"العربي الجديد" إن هذه المبادرة في غاية الأهمية من ناحية حفظ النعمة والحد من الهدر الحاصل في الغذاء، فيما هنالك عدد كبير من العائلات تعاني أوضاعا معيشية صعبة للغاية، ومن خلال جمع الأطعمة النظيفة وإعدادها بطريقة مناسبة بحيث يتم تأمين بعض احتياجات العائلات في بعض الأوقات. وأضاف رئيس غرفة تجارة الأردن أنه تم الاتفاق مع عدد من الفنادق التي تقام فيه المناسبات، بحيث يتم الترتيب لجمع ما يتبقى من أطعمة مناسبة وتجهيزها بطرق لائقة ومن ثم توزيعها مباشرة على الفقراء بشكل مستمر، مشيراً إلى أنّ هذه المبادرة لاقت أصداء إيجابية في الشارع الأردني لأن الجميع لا يقبل بهدر الأطعمة والأهم مساعدة المعوزين.

وأضاف الحاج توفيق أن المبادرة تغطي حتى الآن 3 مناطق داخل الأردن في جبل الحسين وجبل النصر ومخيم البقعة، وقريباً في منطقة غور الصافي، وهذا المشروع يأتي لدعم التكافل الاجتماعي والأجر والثواب لما فيه من صون النعمة التي أنعم الله بها علينا.

استمرار المبادرة في الأردن

وكان رئيس الهيئة الادارية لجمعية بسمة حياة الخيرية، محمد البطهي، قد قال في تصريحات صحافية سابقة إن المبادرة بدأت منذ رمضان عام 2022 وما زالت متواصلة، حيث يتم جمع الطعام بمركبات مخصصة ثم توزع بشكل يحفظ كرامة العائلات العفيفة، بالتعاون مع جمعيات متخصصة لتوفر المبادرة كميات كبيرة من الطعام للأسر المحتاجة على مدار العام وفي مختلف المناسبات.

وأضاف أنّ الطعام يُجمع من فنادق الخمس نجوم بطريقة آمنة ضمن مواصفات ومعايير المؤسسة العامة للغذاء والدواء لتوزيعها على العائلات المستورة، منوها إلى أن المبادرة قدمت أكثر من 680 ألف وجبة طعام تم حفظها من الهدر ووزعت للعائلات المحتاجة ضمن مشروع "حفظ النعمة"، فيما كان مصير تلك الأطعمة والوجبات إلى الإتلاف والهدر قبل ذلك.

وفي سياق متصل، يوفر بعض الِأشخاص ثلاجات لحفظ الأطعمة الزائدة في أماكن قريبة من المساجد، ويستطيع من يحتاج أخذ احتياجاته عندما يريد، ويضع المحسنون تبرعاتهم في إطار التكافل الاجتماعي من أجل مساعدة الفقراء.

المساهمون