ماسك يجدد تهديده بالفصل مع عدم استجابة الموظفين الأميركيين لمطالبه

25 فبراير 2025
احتجاجات ضد إيلون ماسك، واشنطن في 17 فبراير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جدد إيلون ماسك تهديده للموظفين الفيدراليين بضرورة تقديم ملخص لعملهم، مهدداً بفقدانهم لوظائفهم، رغم تأكيد إدارة ترامب على عدم إلزامية الرد.
- دعم الرئيس ترامب قرارات ماسك، مشيداً بعبقريته في تقليص حجم الحكومة، وصعّد ماسك من مطالبة الموظفين بالعودة إلى المكاتب، مما زاد من الارتباك.
- أدت التوجيهات المتضاربة إلى دعاوى قضائية ضد ماسك وترامب، متهمة إياهما بانتهاك القانون وتهديدات الإقالة الجماعية، ووصفت التهديد بالفصل الجماعي بأنه "أحد أكبر عمليات الاحتيال في التوظيف".

جدد الملياردير إيلون ماسك، الذي اختاره الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقضاء على ما يقول إنه هدر حكومي، تهديده بطرد الموظفين الفيدراليين في حال عدم امتثالهم لمطالبه بشرح مهام وظائفهم، حتى بعدما قالت إدارة ترامب إنهم ليسوا مضطرين لفعل ذلك.

وقالت الوكالة الأميركية المشرفة على الموظفين الفيدراليين، أمس الاثنين، إنّ بوسعهم تجاهل رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلها ماسك هذا الأسبوع طالبهم فيها بشرح مهام وظائفهم، مهدداً إياهم بفقدانها. وأثارت الرسالة حيرة كبيرة في شتى وكالات الحكومة الفيدرالية، وأثارت تساؤلات حول مدى الصلاحيات التي يملكها أغنى شخص في العالم داخل الإدارة الأميركية.

وطلبت رسالة ماسك من موظفي الخدمة المدنية البالغ عددهم 2.3 مليون شخص تقديم ملخص من خمس نقاط لعملهم بحلول الساعة 11:59 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (04.59 بتوقيت غرينتش). لكن مع اقتراب الموعد النهائي للرد، بدا أن ماسك يعترف بفشل خطته. واختار ترامب ماسك لتولي إدارة الكفاءة الحكومية وكلفه بالعمل على تقليص حجم الحكومة بشكل جذري. 

وكتب ماسك على حسابه على منصة إكس المملوكة له قبيل انتهاء الموعد النهائي للرد: "كان طلب البريد الإلكتروني بسيطا تماماً، حيث كان معيار اجتياز الاختبار هو كتابة بعض الكلمات والضغط على زر الإرسال!، ومع ذلك، فشل الكثيرون في اجتياز هذا الاختبار التافه، بإيعاز من مديريهم في بعض الحالات". وأضاف ماسك "وفقاً لتقدير الرئيس، سينالون فرصة أخرى. وعدم الاستجابة للمرة الثانية سيؤدي إلى إنهاء خدمتهم". 

كما صعّد ماسك من مطالبة ترامب للموظفين بالتوقف عن العمل عن بعد. وقال ماسك في تدوينته: "بدءاً من هذا الأسبوع، سيتم منح من يعجزون عن العودة إلى مكاتبهم إجازة إدارية".

توجيهات متضاربة للموظفين الفيدراليين

وجرى تسريح أكثر من 20 ألف موظف في إطار جهود تقليص حجم الحكومة. ولم يتضح ما إذا كان ماسك على علم بتوجيهات مكتب إدارة شؤون الموظفين الصادرة في وقت سابق من أمس الاثنين، وبتبلغ مسؤولي الموارد البشرية في الوكالات الفيدرالية بأنّ الموظفين لن يتم تسريحهم لعدم الرد على بريد ماسك الإلكتروني كما أنه لا يُطلب من الموظفين الرد عليه.

وجاء في المذكرة أنّ الرد على البريد الإلكتروني طوعي. كما حثت المذكرة الموظفين على عدم مشاركة معلومات سرّية أو حساسة في ردودهم، وهو أمر يثير قلق منتقدي تصرف ماسك. وحتى بعد صدور هذا التوجيه، حثت بعض الوكالات موظفيها على الرد.

وبحسب مصدر، أبلغ مدير كبير في إدارة الخدمات العامة، التي تدير المباني الفيدرالية، الموظفين بأنّ الوكالة لا تزال تشجع العاملين على الرد على البريد الإلكتروني حتى لو كان ذلك طوعياً. ونصحت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الموظفين بأنهم إذا اختاروا الرد، فيجب أن تكون ردودهم عامة وأن يمتنعوا عن تحديد الأدوية أو العقود المحددة التي يعملون عليها، وفقاً لرسالة بريد إلكتروني.

وجاء في الرسالة، بحسب ما أوردته وكالة رويترز: "افترضوا أن ما تكتبوه ستطلع عليه جهات أجنبية خبيثة واكتبوا ردكم وفقا لذلك". وأفاد مصدران مطلعان على الوضع لـ"رويترز"، بأن رسالة ماسك التي أرسلها يوم السبت، فوجئ بها بعض مسؤولي الإدارة الأميركية. 

ترامب يدعم قرارات ماسك

ومما زاد من حالة الارتباك دعم ترامب لماسك. وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض، أمس الاثنين: "اعتقد أن الأمر رائع. هناك الكثير من العبقرية في تصرف ماسك. نحاول معرفة ما إذا كان الناس يعملون". 

وقال ترامب خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "ما يفعله هو التساؤل: هل أنت تعمل بالفعل؟ وإذا لم تجب، فأنت شبه مفصول أو مفصول تماماً، لأن الكثير من الناس لا يجيبون لأنهم في الأساس غير موجودين." وأضاف ترامب وفقاً لما نقلته وكالة أسوشييتد برس أنّ "وزارة كفاءة الحكومة" التي أسسها ماسك اكتشفت "عمليات احتيال بمئات المليارات من الدولارات"، مشيراً إلى أن رواتب اتحادية تُدفع لموظفين غير موجودين، لكنه لم يقدم أي دليل على مزاعمه. 

ونشر ترامب على موقع التواصل الاجتماعي تروث سوشال التابع له تدوينة قال فيها، الأسبوع الماضي، إنّ "إيلون يقوم بعمل رائع، لكنني أود أن أراه يتصرف بطريقة أكثر شراسة".

دعاوى قضائية

وأدت هذه التوجيهات المتضاربة إلى تقديم إرشادات متباينة للموظفين الاتحاديين، حيث طُلب من بعضهم تقديم قائمة بخمسة إنجازات قاموا بها خلال الأسبوع الماضي، بينما أُبلغ آخرون بأن الاستجابة اختيارية، في حين وُجه بعضهم بعدم الرد على الإطلاق.

وفي الوقت نفسه، قدم محامون يمثلون نقابات وشركات ومجموعات معنية بشؤون المحاربين القدامى وحماية البيئة دعوى قضائية محدثة أمام محكمة اتحادية في كاليفورنيا، يوم الاثنين، متهمين ماسك بانتهاك القانون من خلال تهديده بإقالة جماعية للموظفين.

وتسعى الدعوى القضائية الجديدة، وفقاً لـ"أسوشييتد برس"، والتي تم رفعها أمام محكمة فيدرالية في كاليفورنيا، إلى منع عمليات التسريح الجماعية للعمال التي ينتهجها ماسك وترامب، ومن بين ذلك أي علاقة بالرسالة الإلكترونية التي وزعها مكتب إدارة شؤون الموظفين يوم السبت الماضي. 

وقالت الشكوى المعدلة، التي تم تقديمها نيابة عن النقابات وقدامى الموظفين في الشركات والمنظمات المحافظة التي يمثلها صندوق المدافعين عن الديمقراطية في الدولة، إنه "لم يسبق لأي قاعدة أو لائحة أو سياسة أو برنامج  تابع لمكتب إدارة شؤون الموظفين، في تاريخ الولايات المتحدة، أن طلب من جميع العمال الاتحاديين  تقديم تقارير إلى المكتب". 

ووصفت الشكوى التهديد بالفصل الجماعي بأنه "أحد أكبر عمليات الاحتيال في التوظيف في تاريخ هذه الدولة". 

(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)