مؤشرات تُحيي آمال الاقتصاد الأميركي: ارتفاع الوظائف وازدياد النمو

مؤشرات تُحيي آمال الاقتصاد الأميركي: ارتفاع الوظائف وازدياد النمو

05 يوليو 2021
تقديم طلبات للتوظيف في كاليفورنيا (باتريك فالون/ فرانس برس)
+ الخط -

لم يشهد كبار الاقتصاديين في البيت الأبيض الذين يتفحصون بيانات الوظائف خلال الأشهر العديدة الماضية أي تقدم ملموس في هذا المقياس الرئيس للصحة الاقتصادية. حتى بعد تمرير خطة التحفيز التي قدمها الرئيس جو بايدن بقيمة 1.9 تريليون دولار، ظلت النسبة المئوية للموظفين الأميركيين الأصغر سناً، سواء الذين وُظِّفوا، أو الذين يبحثون عن وظيفة من دون تغيير، ما قوّض مزاعم الإدارة بشأن التعافي السريع.

لكن ذلك تغير فجأة عندما أظهر تقرير الوظائف في يونيو/ حزيران قفزة كبيرة في نسبة الأميركيين الذين تراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً في سوق العمل، حيث ارتفعت النسبة للمرة الأولى.

بذا، حدد اقتصاديو البيت الأبيض هذا المؤشر، باعتباره أحد أبرز البيانات التي تشير إلى أن الاقتصاد الأميركي بدأ ينبض بالحياة، وفقاً لتقرير صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. وتزامن هذا المؤشر مع بيانات وتصريحات أخرى أعادت إحياء الآمال بخروج أكبر اقتصاد في العالم من كبوته.

فقد توقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن التضخم سيظل مرتفعاً معظم هذا العام، لكنه سينخفض بشكل ملحوظ في عام 2022، ما أدى على الأقل إلى تخفيف بعض القلق بشأن ارتفاع الأسعار. كذا، ضاعف صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي للولايات المتحدة، حيث يقدّر أن الاقتصاد سيتوسع بأكثر من 7 في المائة هذا العام، وستكون هذه أعلى وتيرة منذ عام 1984.

إذ بينما تحاول الدولة التعافي من الوباء، تعرّض فريق بايدن لرياح اقتصادية تهدد بعرقلة جدول أعماله في العام الأول لرئاسته.

لقد جاءت التحذيرات سريعة وغاضبة بشأن ارتفاع التضخم، وأرقام الوظائف الهزيلة، واختناقات سلسلة التوريد، ونقص السلع، وانفجار الديون الحكومية والعديد من التهديدات الأخرى التي تهدد الرفاهية الاقتصادية للبلاد.

وهاجم النقاد، بمن فيهم زملاء سابقون للعديد من المسؤولين الديمقراطيين البارزين، حجم ونطاق خطة الإنقاذ في البيت الأبيض على أنها تبذير وغير فعالة. ولكن تظهر دلائل الآن على أن الاقتصاد قد بدأ في مسار الصعود، وفق واشنطن بوست، ويشير تقرير الوظائف لشهر يونيو/حزيران الذي جاء أفضل بكثير مما كان متوقعاً، إلى أن الاقتصاد أضاف 850 ألف وظيفة، ارتفاعاً من 583 ألفاً في مايو/ أيار و269 ألفاً في إبريل/ نيسان.

وانخفضت مطالبات البطالة في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أدنى مستوى لها منذ بدء الوباء، وهو أيضاً أفضل بكثير من التوقعات.

وبالرغم من جرعة التفاؤل هذه، لا تزال الأضرار الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا هائلة. الولايات المتحدة لا تزال منخفضة بما يقرب من 7 ملايين وظيفة، مقارنةً بفترة ما قبل الوباء.

وقالت سيما شاه، كبيرة الاستراتيجيين في برينسيبال غلوبال إنفستورز لموقع "سي أن بي سي" الأميركي: "من منظور السوق، كان هذا تقريراً إيجابياً للوظائف. من المحتمل أن يعكس التحسن انخفاضاً طفيفاً في قيود المعروض من العمالة التي عاقَت سوق الوظائف في الأشهر الأخيرة، فضلاً عن الزخم المستمر من إعادة الانفتاح الاقتصادي".