مؤتمر استقرار ليبيا يطالب بفك تجميد أموال الصندوق السيادي
كشفت تسرّبيات البيان الختاميّ لمؤتمر استقرار ليبيا المنعقد، في طرابلس، بمشاركة أكثر من 30 دولة، أنّ ليبيا تطالب بفكّ التّجميد عن أموال الصّندوق السّياديّ خشية تآكلها وخسارتها خلال سنوات.
وذكرت مصادر مسؤولة من المؤسّسة اللّيبيّة للاستثمار، لـ"العربي الجديد"، أنّ حكومة الوحدة الوطنيّة تسعى إلى فتح آفاق جديدة للصّندوق عبر الاستثمار داخل البلاد وإعادة الإعمار.
وتقع معظم أصول الصّندوق السّياديّ اللّيبيّ السّائلة تحت الحظر الدّولي منذ نحو 10 سنوات، استجابة لمطالبة المجلس الانتقاليّ في عام 2011 خوفا من استيلاء أطراف أخرى عليها.
وكشف ديوان المحاسبة أنّ أرباح الصّندوق السّيادي اللّيبيّ، "المؤسّسة اللّيبيّة للاستثمار"، بلغت 1.4 مليار دولار، أي ما يعادل نحو 2% فقط من إجمالي رأس المال، وقد وصفها الديوان بالنسبة المتدنّية.
وبلغت أصول الصّندوق السيادي نحو 70 مليار دولار في نهاية العام الماضي. وأشار تقرير ديوان المحاسبة إلى أنّ قرار التّجميد أدّى إلى حرمان الصّندوق من عوائد أصوله السّائلة بقيمة 20 مليار دولار.
في المقابل، شهدت الخطوة جدلا بين محلّلي الاقتصاد، إذ قال البعض إن الحكومة غير منتخبة، فكيف يسمح لها بالتّصرّف بالأموال حتّى بدافع استثمارها محلّيّا؟
وأكد آخرون أنها خطوة مهمة من أجل الحفاظ على هذه الاستثمارات الضخمة التي تتكبد خسائر باهظة حاليا.
وقال أستاذ الاقتصاد بالجامعات اللّيبيّة أحمد المبروك، لـ"العربيّ الجديد"، إن استمرار التّجميد لصالح البلاد، خاصة في ظل عدم وجود حكومة منتخبة.
وأضاف أن أموال الصّندوق السّيادي آخر ما تبقّى للاقتصاد الليبي بعد تهاوي الاحتياطيّات من النقد الأجنبي وتخفيض قيمة العملة 70%.
من جانبه، قال المحلّل المالي علي سليمان في حديثه لـ"العربي الجديد": "من خلال عملي في الصّندوق السّيادي خلال سنوات سابقة، فإنّه يتكبّد خسائر ماليّة بسبب التّجميد، فضلا عن تأويل بعض الدّول بشأن العوائد كما فعلت بلجكيا لبعض الاستثمارات".
والمؤسّسة اللّيبيّة للاستثمار هي اتحاد لأكثر من 550 شركة استثمارية، وتتواصل مباشرة مع خمس مؤسّسات فرعيّة مكوّنة بذلك محفظتها الاستثماريّة، وتقدّر قيمتها بنحو 70 مليار دولار.
والمؤسّسات الاستثماريّة التّابعة للمؤسّسة اللّيبيّة للاستثمار هي الشّركة اللّيبيّة للاستثمارات الخارجيّة (LAFICO)، ومحفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار (LAP)، والمحفظة الاستثماريّة طويلة المدى (LTP)، وشركة الاستثمارات النّفطيّة (OilInvest)، والصّندوق اللّيبيّ للاستثمار الدّاخليّ والتّنمية (LLIDF).
