استمع إلى الملخص
- انطلق مؤتمر الإيكاو للتسهيلات في الدوحة بحضور دولي واسع، بهدف تعزيز المرونة التشغيلية والاستجابة للتغيرات، وتطوير حلول مبتكرة لمنظومة نقل جوي أكثر كفاءة واستدامة.
- شدد وزير المواصلات القطري على أهمية استضافة الدوحة للمؤتمر، لتعزيز مكانتها كمركز عالمي في النقل، مع التركيز على الابتكار وتطبيق أفضل الممارسات العالمية.
قلل المدير العام للمنظمة العربية للطيران المدني في جامعة الدول العربية، عبد النبي منار، من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على قطاع النقل الجوي وقال في تصريحات لـ"العربي الجديد"، على هامش مؤتمر الإيكاو اليوم في الدوجة: "لا أعتقد أن هذا سيؤثر، فقد كان هناك تخوف بسبب أزمة كوفيد-19، من إمكانية شل حركة الطيران المدني بسبب الارتفاع الملموس في أسعار تذاكر الطيران وكلفة الشحن الجوي، لكن تجاوز حجم الحركة الجوية المرتقبة حجم التوقعات، وبالتالي لا أتوقع أن الإجراءات الأميركية ستؤثر بشكل كبير على قطاع الطيران، ولا نحتاج في هذا القطاع إلى اتخاذ إجراءات لمواجهتها، سواء للركاب أو البضائع، قد ترتفع القيمة التأمينية، لكن ذلك لن يكون حائلًا دون مواصلة نمو وتيرة النقل الجوي في العالم".
وقد انطلقت بالدوحة اليوم أعمال مؤتمر الإيكاو للتسهيلات، الذي تنظمه الهيئة العامة بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، بحضور أكثر من 120 وزير ورئيس سلطة طيران من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى عدد كبير من كبار المسؤولين والخبراء والقادة في قطاع الطيران المدني من 190 دولة.
ويُعقد المؤتمر تحت شعار "تسهيل مستقبل النقل الجوي: التعاون، والكفاءة، والشمولية"، وتستمر فعالياته حتى 17 من أبريل/نيسان الجاري.
وأكد وزير المواصلات القطري الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد آل ثاني على أهمية انعقاد هذا المؤتمر في الوقت الذي يشهد فيه قطاع الطيران المدني تحديات متزايدة، مما يجعل من تعزيز المرونة التشغيلية والاستجابة للتغيرات التنظيمية والاقتصادية والتحول الرقمي أولوية استراتيجية، ليمثل المؤتمر من هذا المنطلق منصة محورية لتطوير حلول مبتكرة واستباقية، تدعم بناء منظومة نقل جوي أكثر كفاءة واستدامة.
أهمية النقل الجوي في قطر
كما تحدث وزير المواصلات القطري عن أهمية استضافة الدوحة لهذا المؤتمر، قائلا: "إن استضافة دولة قطر لهذا الحدث الهام، تؤكد على الاهتمام الكبير الذي نوليه لقطاع الطيران المدني باعتباره ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية وتعزيز التواصل الإقليمي والدولي وهو ما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تسعى لترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي متقدم في مجال النقل".
ولفت إلى أن كلا من مطار حمد الدولي والخطوط الجوية القطرية، الحائزان على العديد من الجوائز العالمية، رمزًا لالتزام الدولة بتوفير بنية تحتية بمواصفات عالمية تقدم تجربة استثنائية للمسافرين، كما تجسد الخطوط الجوية القطرية، الحائزة على لقب أفضل شركة طيران في العالم على مدار سنوات عديدة، هذا الالتزام من خلال تقديم تجربة سفر متكاملة قائمة على أحدث أنظمة بيانات الركاب، التي أسهمت في تقليل أوقات الانتظار، وتحسين إجراءات الفحص الأمني. هذا إلى جانب كونها شريكًا رئيسيًا في مبادرات التسهيلات العالمية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا"، بما يدعم تطبيق أفضل الممارسات العالمية.
بدوره، أكد المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني القطري، محمد فالح الهاجري، أن دولة قطر تمكنت من ترسيخ مكانتها كعلامة فارقة في صناعة الطيران، ليس فقط عبر بنيتها التحتية المتطورة، بل من خلال ريادتها الفكرية، وبنيتها ومشاركتها الفاعلة في مبادرات الإيكاو، وسعيها المتواصل للارتقاء بالمعايير العالمية المتعلقة في هذا المجال.
كما تطرق الهاجري إلى أهمية الجلسات التي يتضمنها المؤتمر والتي ستناقش العديد من القضايا الاستراتيجية والمحاور الأساسية المتعلقة بتطوير تسهيلات النقل الجوي، وسبل تعزيز التعاون الدولي، الذي يعد الركيزة الأساسية لبناء نظام طيران عالمي أكثر مرونة وتكيفًا، وهو ما يتماشى مع رؤية منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) في تعزيز هذا القطاع، داعيًا كافة الدول الأعضاء والمشاركين في هذا المؤتمر إلى الانخراط الفعال في حوار مفتوح يسمح للجميع بتبادل كافة الخبرات وأفضل الممارسات، وتطبيق حلول عملية تدعم أطر التسهيلات في جميع أنحاء العالم.
الجدير بالذكر أن مؤتمر الإيكاو للتسهيلات سيشهد على مدار أيامه الأربعة العديد من الجلسات التي ستناقش عدة قضايا هامة تتعلق بالتعاون والتنسيق بين الجهات المعنية في مجال التسهيلات، وإجراءات الإفراج الجمركي والشحن الجوي، وسلامة وثائق السفر ومراقبة الحدود، والتعامل مع الأشخاص الممنوعين من الدخول والمبعدين وكذلك اللاجئين وعديمي الجنسية، ومكافحة الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وتقديم المساعدة لضحايا حوادث الطيران وأسرهم، بالإضافة إلى بناء القدرات ودعم تنفيذ الدول للمعايير إلى جانب الابتكار في التسهيلات.
هذا إلى جانب إعلان اعتماد الدوحة لتسهيلات النقل الجوي الدولي خلال اليوم الأخير من المؤتمر، كما يصاحب المؤتمر إقامة معرض يشارك فيه العديد من الجهات والشركات، وهو ما سيشكل فرصة مميزة لها لعرض أهم الإجراءات والتقنيات المستخدمة في مجال تسهيلات النقل الجوي والتعريف به.