ليتاسكو الشرق الأوسط تنقل أعمالها إلى دبي تحت مسمى جديد هربًا من العقوبات الغربية

06 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 07 أغسطس 2025 - 17:32 (توقيت القدس)
النفط الروسي، سانت بطرسبرغ 6 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه "ليتاسكو الشرق الأوسط" ضغوطًا بسبب العقوبات الغربية، مما دفعها لنقل أعمالها إلى "الغاف مارين" في دبي، بعد إدراجها في قائمة العقوبات البريطانية.
- تأسست "الغاف مارين" في ديسمبر 2024، وحصلت على ترخيص لتجارة النفط في مايو 2025، وبدأت في تنفيذ شحنات وقود من روسيا، بهدف نقل التجارة بالكامل للكيان الجديد.
- تسعى دبي لتعزيز مكانتها كمركز تجاري عالمي، مما جعلها وجهة للشركات الروسية لتجنب العقوبات، وسط مخاوف غربية من استخدام المراكز المالية في الشرق الأوسط للالتفاف على العقوبات.

ذكرت أربعة مصادر مطلعة أن شركة "ليتاسكو الشرق الأوسط"، الذراع التجارية لشركة "لوك أويل" الروسية، بصدد تحويل أعمالها إلى كيان جديد تم تأسيسه مؤخرًا في دبي، وذلك في وقت تُشدد فيه القوى الغربية العقوبات على صادرات الطاقة الروسية. وتأتي هذه الخطوة بعد أن أدرجت بريطانيا "ليتاسكو الشرق الأوسط" الشهر الماضي ضمن قائمة العقوبات المرتبطة بروسيا.

وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لم يفرض عقوبات على "ليتاسكو الشرق الأوسط"، أدرج الذراع التابعة للشركة والمتخصصة في الشحن، "إيجر للشحن"، التي تتخذ من دبي مقرًّا لها، ضمن الكيانات المشمولة بحزمة العقوبات الثامنة عشرة ضد روسيا في يوليو/تموز.

وقد تم تسجيل الكيان الجديد، شركة "الغاف مارين"، في دبي بتاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول 2024، بوصفه جهة متخصصة في أعمال الشحن. وقال مصدر تجاري كبير مطّلع على عملية الانتقال إن "أعمال التجارة بأكملها ستنتقل قريبًا إلى الشركة الجديدة". كما أفاد مصدر ملاحي بأن "شركة الغاف كانت نشطة بالفعل موردًا في بعض الشحنات مؤخرًا، بما في ذلك شحنات وقود تم تحميلها في روسيا". ورفضت شركة "لوك أويل" التعليق، كما لم ترد "ليتاسكو الشرق الأوسط" على طلبات التعليق.

وبحسب سجل شركات مركز دبي للسلع المتعددة، حصلت "الغاف مارين" على ترخيص لتجارة النفط في 15 مايو/أيار. ويتيح هذا الترخيص للشركة مزاولة تجارة المنتجات النفطية المكررة في الخارج، وزيوت التشحيم والشحوم، والنفط الخام في الخارج، بالإضافة إلى معدات وقطع غيار حقول النفط والغاز الطبيعي.

ومنذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، فرضت الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، حزمًا متصاعدة من العقوبات الاقتصادية والمالية على موسكو، استهدفت بشكل خاص قطاع الطاقة الذي يعدّ ركيزة أساسية للاقتصاد الروسي. وقد شملت هذه العقوبات كيانات وشركات روسية وأجنبية تُتهم بلعب دور في تسويق النفط الروسي أو نقله، أو بتوفير وسائل للالتفاف على العقوبات المفروضة.

شركات مثل "ليتاسكو"، الذراع التجارية لشركة "لوك أويل"، وهي ثاني أكبر شركة نفطية روسية بعد "روسنفت"، واجهت تدقيقًا متزايدًا في الأسواق العالمية، خاصة بعد أن أظهرت تقارير أنها تواصل بيع النفط والمنتجات النفطية الروسية عبر فروعها الخارجية. ونتيجة لهذا الضغط، لجأت بعض هذه الشركات إلى إعادة هيكلة وجودها القانوني والتجاري من خلال تأسيس كيانات جديدة خارج نطاق العقوبات، وغالبًا في مناطق مالية مرنة مثل الإمارات.

دبي، التي تسعى إلى ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للتجارة والطاقة، أصبحت وجهة مفضلة لشركات روسية لنقل أنشطتها، خصوصًا في ظل موقف الدولة المتوازن من الحرب، وعدم التزامها بالعقوبات الغربية. وقد سجلت الإمارة في الشهور الأخيرة زيادة ملحوظة في تأسيس شركات ذات صلة بقطاع النفط والتجارة الروسية، ما أثار مخاوف لدى بعض العواصم الغربية من تحوّل بعض المراكز المالية في الشرق الأوسط إلى ممرات خلفية للالتفاف على العقوبات.

في هذا السياق، يأتي انتقال "ليتاسكو الشرق الأوسط" إلى العمل تحت مظلة "الغاف مارين" محاولةً واضحةً لإعادة التموضع والتكيف مع بيئة العقوبات المتغيرة، من دون أن تضطر الشركة الأم الروسية إلى تقليص أنشطتها أو خسارة أسواقها التقليدية. وتشير هذه الخطوة إلى استمرار التحدي القائم بين موسكو وحلفائها التجاريين من جهة، والدول الغربية من جهة أخرى، في معركة السيطرة على سلاسل التوريد العالمية للطاقة.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون