ليبيا تعزز الأمن الغذائي بإطلاق مشاريع البذور المحسّنة

ليبيا تعزز الأمن الغذائي بإطلاق مشاريع البذور المحسّنة

19 اغسطس 2022
مساع لدعم الإنتاج الزراعي (Getty)
+ الخط -

قال مدير إدارة الإعلام والتوعية في وزارة الزراعة في حكومة الوحدة الوطنية الليبية كامل بن عيسى إن ليبيا تسعى إلى إعادة المشاريع الخاصة بالحبوب المحسنة لتعزيز أمنها الغذائي، وذلك بعد الأزمة الغذائية التي لحقت بالعالم بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.

وأوضح كامل في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن عودة البذور المحسنة للمشاريع الزراعية ومن ضمنها مشروع "تساواة " الزراعي، يساهم في تأمين مخزون غذائي من الحبوب للبلاد، حيث إن المشاريع الزراعية التابعة للحكومة بعضها متعثر والآخر متوقف عن العمل بسبب عدم توفر الموارد المالية لعدم وجود موازنة خلال السنوات السابقة.

من جهته، أكد الباحث الزراعي علي بن طاهر لـ"العربي الجديد"، أن ليبيا تأخرت كثيرا في عودة إحياء المشاريع الزراعية، وقال إن الزراعة في القطاع العام والخاص ما زالت تقليدية، ويتجلى ذلك في ضعف الوحدات الإنتاجية مع عدم كفاءة استخدام الموارد وزيادة الفاقد في الإنتاج الزراعي، وسط تدني الاستثمار الزراعي في القطاعين العام والخاص خلال السنوات السابقة لعدم الاستقرار السياسي بالبلاد.

ويأتي ذلك فيما يعاني الاقتصاد الليبي من التضخم، بالتوازي مع ركود السوق (تباطؤ الأنشطة الاقتصادية، وتراجعها). وبعد اتفاق وقف إطلاق النار في 2020، تحسن الوضع الأمني في البلاد، وهو ما سهل وصول المزارعين إلى الحقول، لكن خطر الاشتباكات العسكرية لا يزال قائما.

 وأفاد مزارعون بأن انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المدخلات، بما في ذلك البذور والمياه والوقود والآلات، مشكلات ما زالت تقيد قدرتهم على زراعة الأرض، حيث إن حوالي 12 في المائة من المساحة الإجمالية البالغة 15.4 مليون هكتار صالحة للزراعة.

ويعتمد البلد بشكل كبير على الواردات (تصل إلى 90 في المائة) لتغطية متطلبات استهلاك الحبوب (معظمها من القمح للاستهلاك البشري والشعير كعلف)، والتغيرات في إنتاج الحبوب المحلي لها تأثير محدود على حجم متطلبات الاستيراد.

 في العام التسويقي 2022/23 (يوليو/ يونيو)، من المتوقع أن تبلغ متطلبات الاستيراد 3.2 ملايين طن، وهو الحجم نفسه في العام السابق وقريب من المتوسط، وفقا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).

بين عامي 2016 و2020، حصلت البلاد على أكثر من 30 في المائة من واردات القمح من أوكرانيا، و20 في المائة من الاتحاد الروسي. ما يقرب من 65 في المائة من إجمالي واردات الذرة البالغة 650 ألف طن، و50 في المائة من إجمالي واردات الشعير البالغة مليون طن جاءت من أوكرانيا، ما يجعل البلاد عرضة لانقطاع الشحنات من منطقة البحر الأسود.

وتشير منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) إلى أن الاحتياجات الإنسانية في ليبيا لعام 2022 تطاول 0.8 مليون شخص (10 في المائة من السكان)، وهؤلاء بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، بعد أن كان الرقم 1.3 مليون في العام السابق. 

المساهمون