استمع إلى الملخص
- ليانغ وينفينغ، مؤسس ديبسيك، استقطب خبراء من أفضل الجامعات لتطوير مركز بحثي متخصص في الذكاء الاصطناعي، بعد تأسيسه شركة الاستثمار الكمي Ningbo High-Flyer.
- استثمر ليانغ في رقائق "إنفيديا" لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي معقدة، مما ساعد ديبسيك على تحقيق نجاحات كبيرة وتأثيرات على شركات التكنولوجيا العالمية.
حضر مؤسس ديبسيك (DeepSeek) ليانغ وينفينغ (Liang Wenfeng)، في الأسبوع الماضي، اجتماعاً مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ. ذلك مؤشر على الصعود الذي يحققه تطبيق ديبسيك منخفض التكلفة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي.
فجأة استرعى صعود "روبوت الدردشة" الصيني اهتمام الأميركيين الذين شرعوا في النظر إليه بالكثير من الدهشة والقلق. صعود يحرّض الكثيرين على الاهتمام بمطلِق ذلك الروبوت الذي يحدث قطيعة في مجال الذكاء الاصطناعي.
دفع صعود نجم "ديبسيك" الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اعتباره بمثابة "جرس إنذار" لشركات التكنولوجيا الأميركية التي هوت أسهمها. تلك شركات سيكون عليها التركيز على إعادة التفكير في النموذج الاقتصادي، الذي يقتضي استثمار مليارات الدولارات.
يأتي الاهتمام بمؤسس "ديبسك" من أنه ساهم في تطوير نموذج للذكاء الاصطناعي فعال بكلفة أقل من "تشات جي بي تي". ورغم صعوبة الوصول إلى الرقائق في ظل القيود الأميركية، إلا أن الشركة الصينية استطاعت تحدي شركات رائدة في الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
هذا النموذج الذي طور بالصين يطرح بالنسبة للمراقبين تساؤلات حول السياسات الحمائية الأميركية، تلك سياسات دفعت الصين إلى الابتكار، ما ساعد "ديبسيك" على خفض التكاليف والبصمة الطاقية.
تخصص ليانغ وينفينغ
رأى ليانغ وينفينغ النور في تشانجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ بالصين في 1985. حصل على بكالوريوس في هندسة المعلومات الإلكترونية وماجستير في هندسة المعلوميات والاتصالات من جامعة تشجيانغ.
بعد تخرّجه من الجامعة، حل بتشنغدو بسيتشوان، حيث سعى إلى تجريب تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة. وساهم في إحداث شركة الاستثمار الكمي Ningbo High-Flyer في عام 2016. وهي شركة توظف الرياضيات والذكاء الاصطناعي في استراتيجيات الاستثمار.
فاجأ ليانغ وينفينغ، مؤسس صندوق للمضاربة بالصين، من تابعوا مساره المهني في الصين، عندما قرر إحداث ثورة في مجال يوجد في ذروة تطوره، حيث ارتأى الانخراط في البحث في الذكاء الاصطناعي، مراهناً على المساهمة في التطور التكنولوجي للصين.
شغف بالذكاء الاصطناعي
شغفه بمجال الذكاء الاصطناعي دفعه إلى إحداث "ديبسيك" التي أضحت في الفترة الأخيرة في بؤرة الضوء عام 2023، وشرع في استقطاب خبراء من أفضل الجامعات، ولم تمنع القيود الأميركية على الرقائق الشركة الناشئة الصينية من التطور.
اختار مقاربة تقوم على إحداث مركز بحثي ضم إليه العديد من الخبراء في التكنولوجيا والبيانات، حيث استعان بمتخصصين في التعلم الأوتوماتيكي الذين يحدثون خوارزميات، وخبراء في تحليل البيانات، ومهندسين في المعلوميات متمكنين في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي وشراء الرقائق
المراقبون الذين اهتموا بنجاح التطبيق الصيني عزوه كذلك إلى الاستثمار الذي قام به ليانغ، حيث كان ذلك مؤشراً على إصراره على التقدم في مشروعه. فقبل إطلاق "ديبسيك"، بادر في عام 2021 إلى شراء 10 آلاف من رقائق "إنفيديا"، حيث أتاح للعاملين معه وسائل مادية مهمة بهدف تجريب نماذج معقدة للذكاء الاصطناعي.
استطاع بعد عامين من البحث والتطوير، إثارة الانتباه في الصين وخارج العملاق الآسيوي، حيث تجلى أن شركته الناشئة أضحت مرجعاً في مجال الحساب الكمي المطبق على الذكاء الاصطناعي.
وتمكنت الشركة من تطوير تطبيقات للتحليل الاستباقي للأسواق المالية، وأدوات لتعظيم محافظ الاستثمار المستند على الذكاء الاصطناعي، وأنظمة للتجارة بإمكانها التكيف بسرعة مع تقلبات السوق.
تذهب التقارير التي اهتمت بحالة ديبسيك، إلى أنه أحدث شركته لتلبية فضول علمي، حيث لم يكن مشغولاً في البداية بالعائد المالي. فهو كان يتصور أن الأبحاث العلمية الأساسية نادراً ما تخلف عوائد عالية على الاستثمار.
وأدى التطبيق الجديد إلى نكسة لـ"إنفيديا" الاثنين الماضي وغيرها من شركات التكنولوجيا في وول ستريت، إذ تسبب في نزيف خسائر هوى بسهم "إنفيديا" بنحو 17%، ليصل إلى أدنى مستوى لها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتخسر الشركة 600 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد.