استمع إلى الملخص
- من المتوقع أن يوفر الاستثمار آلاف الوظائف ويؤسس مراكز لتكنولوجيا المناخ في بريطانيا وقطر، مع توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في الخدمات المالية، بحضور مؤسسات مالية بارزة.
- قطر تعتبر مستثمراً كبيراً في بريطانيا، حيث تمتلك حصصاً استراتيجية في شركات وأصول بريطانية، وتساهم في تأمين احتياجات الغاز الطبيعي، مع استثمارات تتجاوز 40 مليار جنيه إسترليني.
قالت الحكومة البريطانية، اليوم الأربعاء، إن قطر ستستثمر مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار)، في تكنولوجيا المناخ في بريطانيا. ومن المنتظر أن تستفيد شركة الهندسة رولز رويس من بعض الأموال لدعم التحول في مجال الطاقة. وجاء هذا الإعلان خلال زيارة دولة إلى بريطانيا تستمر يومين يقوم بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث التقى الملك تشارلز الثالث في لندن أمس الثلاثاء، والذي منحه "وسام الفارس الكبير"، وهو أعلى وسام بريطاني، تقديراً للعلاقات المتميزة بين البلدين، فيما منح الأمير ملك بريطانيا سيف المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، وهو أرفع الأوسمة في قطر، ومن المتوقع أن يلتقي أمير قطر برئيس الوزراء كير ستارمر اليوم الأربعاء.
وتسعى بريطانيا إلى تعزيز العلاقات مع قطر، وقال متحدث باسم ستارمر إن رئيس الوزراء يأمل في استغلال الزيارة للحصول على "فوائد ملموسة" لبلاده في مجالي الأمن والاقتصاد. وتوقع المتحدث أن "تدور المناقشات حول كيف يمكن لبلدينا البناء بشكل أكبر على شراكة التجارة والاستثمار المزدهرة بالفعل بيننا".
وتتوقع الحكومة أن يؤدي هذا الاستثمار إلى توفير آلاف الوظائف وتدشين مراكز لتكنولوجيا المناخ في كلا البلدين لتسريع تطوير التقنيات المراعية للبيئة. ويتضمن ذلك الاستثمار في برامج التكنولوجيا التي تنفذها شركة رولز رويس، والتي تعمل على تحسين كفاءة الطاقة ودعم الوقود المستدام الجديد وخفض الانبعاثات الكربونية، وفي الشركات الناشئة التي تركز على كفاءة الطاقة وإدارة الكربون والطاقة الخضراء.
وقال توفان إرجينبيلجيك، الرئيس التنفيذي لشركة رولز رويس، في بيان، وفقا لوكالة رويترز، إن "تمكين التحول في مجال الطاقة من خلال تقنيات خفض انبعاثات الكربون يشكل جزءا أساسيا من استراتيجيتنا". وأضاف "نحن سعداء بدولة قطر شريكاً استراتيجياً سيدعم نمو هذه التقنيات".
مذكرة تفاهم بين بريطانيا وقطر في الخدمات المالية
كما توقع بريطانيا وقطر مذكرة تفاهم، اليوم الأربعاء، لتعزيز التعاون في الخدمات المالية مع التركيز على تطوير قطاعات مثل التكنولوجيا المالية والتمويل الأخضر. وقالت وزارة المالية البريطانية في بيان إن وزيرة المالية ريتشل ريفز وسكرتيرة الاقتصاد بالوزارة توليب صديق ستستضيفان وفدا من قطر في مقر الحكومة في لندن حيث سيتم توقيع الاتفاقية. وستحضر مؤسسات مالية من كلا البلدين الاجتماع، من بينها سيتي بنك وستاندرد تشارترد ومصرف الريان وبنك قطر الوطني. وتم توقيع اتفاقيات مماثلة مع السعودية والإمارات في الماضي.
وبحسب بيان الحكومة البريطانية، فإنّ المملكة المتحدة وقطر ستنشآن أكاديمية مشتركة لطب الجينوم الذي يستخدم البيانات المستقاة من تسلسل الجينوم، ولجنة مشتركة للبحوث في مجال الذكاء الاصطناعي.
انتخب ستارمر في يوليو/ تموز على وعد بتعزيز النمو الاقتصادي وهو يتطلع إلى مستثمرين أثرياء محتملين مثل قطر للمساعدة في تمويل خططه لتطوير البنية التحتية والطاقة الجديدة.
استثمارات ضخمة
وقطر بالفعل مستثمر كبير في بريطانيا من خلال جهاز قطر للاستثمار - الصندوق السيادي الذي يملك منطقة الأعمال والترفيه في كناري وارف في شرق لندن ـ وناطحة السحاب شارد في وسط العاصمة البريطانية. كما تشمل الاستثمارات القطرية في لندن القطاع التجاري من خلال متجر "هارودز" الشهير، والقرية الأولمبية، بالإضافة إلى حصص متفاوتة في عدد من الفنادق، مثل "سافوي"، و"إنتركونتننتال"، و"كلاريدجز".
كما تملك قطر حصصا استراتيجية في عدد من أهم الشركات والأصول البريطانية، مثل حصة 20% في مطار هيثرو بلندن، و22% من شركة سينسبري لمتاجر التجزئة، كما أنها أكبر مساهم بـ20% في مجموعة "آي إي جي" المالكة للخطوط الجوية البريطانية، وتملك قطر أكثر من 6% من أسهم بنك باركليز، وحصة في شركة "رويال داتش شل" للطاقة، و9% من شركة "غلينكور" البريطانية السويسرية للتعدين وتجارة السلع الأولية.
وتعد محطة ساوث هوك للغاز الاستثمار الاستراتيجي الأضخم بين قطر وبريطانيا في مجال الغاز الطبيعي المسال، والتي أنشئت عام 2009 بالشراكة بين قطر للطاقة بنسبة 70% وشركة إكسون موبيل العالمية بنسبة 30%، حيث تقوم قطر بتأمين ما يقرب من 20% من احتياجات بريطانيا من الغاز الطبيعي سنويا.
ويقدّر حجم استثمارات قطر حاليا في الاقتصاد البريطاني بأكثر من 40 مليار جنيه إسترليني (نحو 52 مليار دولار)، وفق الإحصائيات التي كشف عنها وزير الدولة للسياسة التجارية بوزارة الأعمال والتجارة البريطانية غريغ هاندز في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، في وقت سابق من العام الحالي. وفي 2022 أعلنت الدوحة عزمها على استثمار عشرة مليارات جنيه إسترليني إضافية بحلول 2027. ووفقا لأرقام غرفة قطر، فقد بلغ التبادل التجاري بين البلدين أكثر من عشرة مليارات ريال في العام الماضي 2023.
وتسعى بريطانيا إلى إبرام اتفاقيات تجارية جديدة منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي، وفي أواخر 2021 بدأت بريطانيا محادثات مع دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وعُمان. وانضمّت بريطانيا إلى "الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ"، ووقّعت اتفاقيات تجارية مع كلّ من أستراليا ونيوزيلندا، كما أنّها تجري حاليا مفاوضات تجارية مع الهند.
(الدولار = 0.7890 جنيه إسترليني)
(رويترز، قنا، العربي الجديد)