لماذا يستهدف ترامب الصلب والألومنيوم برسومه الجمركية؟

10 فبراير 2025
شحنة صلب في كاليفورنيا، 1 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض ضريبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات، مما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأوسع.
- في 2018، فرض ترامب رسومًا جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، مع إعفاء بعض الموردين الرئيسيين، مما صعّب على الصناعات الأميركية التنافس مع الواردات.
- لم تحقق الرسوم الجمركية الزيادة المتوقعة في الإنتاج المحلي بسبب ارتفاع تكاليف العمالة والطاقة، مما قد يؤدي إلى تضخم يؤثر سلبًا على المستهلكين.

تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تهديد جديد، بفرض ضريبة بنسبة 25% على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألمنيوم، والتي تقدر قيمتها بنحو 50 مليار دولار في عام 2024. وفي حين تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الإنتاج المحلي، فإنها تحمل، وفق وكالة "بلومبيرغ"، آثارًا على الاقتصاد الأوسع، نظرًا لأن الولايات المتحدة تعتمد على الواردات لتلبية جزء كبير من الطلب على المعادن في قطاعات مثل البناء وتصنيع السيارات وتعبئة المشروبات وإنتاج المعدات العسكرية.

وكشف ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، ثم أوقفها مؤقتًا، ثم مضى قدمًا في فرض ضرائب جديدة بنسبة 10% على السلع القادمة من الصين. وتحمل الخطة الأخيرة أصداء إدارة الرئيس الأولى، عندما خضعت واردات الصلب والألمنيوم لزيادات التعرفات الجمركية بعد سنوات من الشكاوى من الشركات الأميركية والنقابات العمالية.

وقال الرئيس إنه سيعلن عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، وأن هذه الرسوم الجمركية سوف تطبق على "الجميع"، أي جميع الدول. ولم يحدد جدولاً زمنياً، ولم تتطرق تعليقاته الموجزة إلى كيفية تناسب الرسوم مع الرسوم الجمركية الحالية، أو مع تهديده المستمر بفرض رسوم استيراد جديدة على جميع السلع المكسيكية والكندية.

خلال الحملة الرئاسية الأولى الناجحة لترامب قبل عقد من الزمان، انتقد بشدة تراجع مدن صناعة الصلب ومراكز صناعة الألمنيوم في الولايات المتحدة بعد عقود من انخفاض الإنتاج وتراجع العمالة في ظل صعود الصين قوة عظمى في التصنيع في العالم.

لماذا الصلب والألمنيوم؟

في عام 2018، خلال فترة ولايته الأولى في البيت الأبيض، فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على واردات الألومنيوم. وكان هدفه، وفق "بلومبيرغ"، إعادة تشغيل الإنتاج الأميركي من خلال جعل المواد الأجنبية أكثر كلفة للمشترين الأميركيين. ومع ذلك، تم إعفاء العديد من الموردين الرئيسيين بما في ذلك كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي في النهاية. واليوم، تقول الصناعات الأميركية إنها لا تزال تكافح للتنافس مع الواردات.

وعلى نطاق أوسع، تزايدت الاحتكاكات التجارية في قطاعي الصلب والألمنيوم العالميين في العام الماضي وسط تدفق متجدد من المنتجات من الصين. وقد دفع هذا إلى اتخاذ تدابير تجارية ضد الواردات الصينية من العديد من الأماكن مثل فيتنام والهند والاتحاد الأوروبي.

وتشكل الواردات الصافية للولايات المتحدة أكثر من أربعة أخماس احتياجات البلاد من الألومنيوم، ونحو 17% من احتياجاتها من الصلب، وفقاً للأرقام الصادرة عن مورغان ستانلي.

قد تتحمل كندا، وفق "بلومبيرغ"، العبء الأكبر من الرسوم الجمركية باعتبارها المورد الرئيسي لكلا المعدنين لجارتها الجنوبية. فهي تمثل 58% من واردات الولايات المتحدة من الألومنيوم من حيث الحجم، تليها 6% من الإمارات العربية المتحدة، و4% من الصين، وفقًا لأرقام من الحكومة الأميركية. بالنسبة للصلب، تعد كندا مرة أخرى الأكبر بنسبة 23%، تليها البرازيل بنسبة 16%، والمكسيك بنسبة 12%، ثم كوريا الجنوبية بنسبة 10%.

عندما كشفت إدارة ترامب الأولى عن الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم، كان الهدف هو جعل الولايات المتحدة أكثر اكتفاءً ذاتيًا في هذه المعادن.

ولكن في عام 2024، كان إنتاج صناعة الصلب الأميركية أقل بنسبة 1% مما كان عليه في عام 2017، قبل الجولة الأولى من رسوم ترامب الجمركية، وأنتجت صناعة الألومنيوم أقل بنحو 10%.

ووفق "بلومبيرغ"، كان ارتفاع التكاليف، وخاصة تكاليف العمالة والطاقة، أحد الأسباب الرئيسية وراء التراجع الطويل الأمد لهذه الصناعات. ورغم أن التعرفات الجمركية قد تدعم التوسع في الإنتاج المحلي، فإن النتيجة قد تكون التضخم الذي ينتهي به الأمر إلى الإضرار بالمستهلكين.

المساهمون