استمع إلى الملخص
- يتضمن برنامج الوفد، بقيادة وزير المالية ياسين جابر، اجتماعات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومسؤولين دوليين، بهدف تسريع التفاوض ومناقشة الإصلاحات النقدية ومحفظة القروض الميسرة.
- أكد وزير الاقتصاد عامر بساط على أهداف الزيارة: استكمال النقاش مع صندوق النقد، التواصل مع المانحين لعرض البرنامج الإصلاحي، وإعادة التواصل مع القطاع الخاص العالمي لبحث فرص الاستثمار.
تكتسب زيارة وفد لبناني إلى واشنطن للمشاركة في أعمال اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أهمية كبرى، خصوصاً في ظلّ التحديات التي يواجهها اقتصاد لبنان وحاجة البلاد الماسّة للدعم من أجل إعادة إعمار ما دمّره العدوان الإسرائيلي الأخير. ويتمسّك لبنان بعهده الجديد، بتنفيذ الإصلاحات التي تُعدّ مطلباً أساسياً من جانب المجتمع الدولي لدعم جهود السلطات اللبنانية في معالجة التحديات، وسط تشديد من جانب صندوق النقد الدولي على الحاجة الماسّة إلى وضع استراتيجية شاملة لإعادة تأهيل الاقتصاد من أجل استعادة النمو، وتخفيض البطالة وتحسين الأوضاع الاجتماعية.
وتشاور وزير المالية اللبناني ياسين جابر مع رئيس البرلمان نبيه بري قبيل مغادرته إلى واشنطن "حيث سيكون له إلى جانب المشاركة في أعمال اجتماعات الصندوق والبنك الدولي التي سيقدّم خلالها الخطوات والإجراءات الاصلاحية المالية والنقدية التي قام بها لبنان، برنامج حافل باللقاءات على مدى الأسبوع المقبل، مع مسؤولين كبار في مصارف وصناديق دولية، ومع هيئات وتجمعات عاملة مع صندوق النقد وأخرى من مسؤولين فاعلين، ومع تجمع من هيئات متحدرة من أصل لبناني ولقاء جامع في السفارة اللبنانية في واشنطن".
ونقل جابر عن بري "عزم المجلس النيابي على الإسراع في مناقشة القانونين المحالين حول إصلاح وضع المصارف وإعادة تنظيمها والسعي لإقرارهما من الهيئة العامة قبل نهاية هذا الشهر"، وذلك وفق ما أفاد مكتب وزير المال اللبناني، اليوم الجمعة. وقد أبلغ بري جابر بأنه "سيدعو خلال أيام إلى عقد جلسات للهيئة لهذه الغاية، وأن دعوة هيئة مكتب المجلس للانعقاد يوم الثلاثاء المقبل تأتي مقدمة لدعوة الهيئة العامة لذلك، وذلك بغية تسهيل مهمة الوفد اللبناني إلى اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن".
وأشار جابر إلى أنّ محور اللقاءات يتركز إلى جانب مرحلة التحضير للتفاوض مع الصندوق والبنك الدوليين وتسريعها، على البحث بكل ما يرتبط بالإصلاح النقدي ومحفظة القروض الميسرة وتنفيذها، والتواصل مع الجهات المانحة لدعم مشروع إعادة الإعمار.
من جانبه، قال وزير الاقتصاد اللبناني عامر بساط، الذي سيحضر الاجتماعات أيضاً إلى جانب جابر وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، إنّ "الزيارة ستكون لها أهداف ثلاثة: الهدف الأول، يتمثل باستكمال الحديث والنقاش مع صندوق النقد والذي بدأ قبل أسابيع في بيروت، بحيث إنّ أي نقاش مع الصندوق سينطلق من رؤية الحكومة للإصلاح". وتابع، في مقطع مصور نشره على صفحته في منصة إكس، أنّ "الحديث مع خبراء الصندوق سيساعدنا على بلورة البرنامج والوصول إلى المكان الصحيح، كما أن الاتفاقية مع الصندوق التي نلتزم تحقيقها آخر الصيف، تعكس طلب من الدول المانحة وستكون مدخلاً لاستعادة الثقة بلبنان ومؤسساته".
زيارة الوفد اللبناني إلى واشنطن: مفاوضات مع #صندوق_النقد وخطوات نحو استعادة الثقة الدولية بلبنان. pic.twitter.com/mDtR0vQ0AN
— Amer Bisat (@abisat) April 17, 2025
وأضاف أنّ "الهدف الثاني هو النقاش مع المؤسسات الدولية والدول المانحة، لاطلاعها من جهة على البرنامج الإصلاحي الذي بدأته الحكومة وكذلك لنرى استعدادها لمساعدة لبنان اقتصادياً ومالياً، أما الهدف الثالث، فهو أنه وبعد انقطاع سنوات من التواصل بين الحكومة والقطاع الخاص، ستكون هذه الزيارة فرصة للحديث مع عشرات شركات القطاع الخاص العالمية لإطلاعها على المشاريع الاستثمارية في لبنان ولنرى مدى استعدادها للاستثمار في لبنان".
وكان الرئيس اللبناني جوزاف عون، قد قال في حوار شامل مع "العربي الجديد"، أول أمس الأربعاء، إننا "على مسافة أيام من زيارة وفد لبناني إلى واشنطن، يتقدمه وزير المال ياسين جابر وحاكم البنك المركزي كريم سعيد، للقاء مسؤولي صندوق النقد الدولي للمرة الأولى منذ نحو 16 عاماً، وهذه إنجازات حصلت في أسابيع قليلة. وهذه الملفات كلّها مرتبطة بالإصلاحات الاقتصادية التي بدأها العهد الجديد ويصمّم على تحقيقها، وفي أسرع وقتٍ، وتبقى الكرة في ملعب مجلس النواب، الذي طبعاً من حقّه التشريعي إدخال تعديلات على هذه المشاريع، لكن نأمل ألّا يكون هناك تأخير في إقرارها، خصوصاً لاغتنام الفرص لا سيّما على مستوى الدول العربية التي تُبدي جهوزيّتها للمساعدة، وتنتظر منّا إجراء الإصلاحات وهذا حقٌ لها".
وشدد عون على أنّ "الأساس على صعيد المطالب الدولية القيام بإصلاحات اقتصادية، ثم بعد ذلك يأتي موضوع سحب سلاح حزب الله (لا أقول نزعه). وعندما التقيتُ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال لي "أريد ختم صندوق النقد الدولي"".
وكانت بعثة استطلاعية من صندوق النقد قد زارت لبنان خلال الفترة من 10 إلى 13 مارس/ آذار الماضي، مرحبة بطلب السلطات الاتفاق على برنامج جديد تدعمه موارد الصندوق لتعزيز جهودها في معالجة التحديات الاقتصادية الجسيمة أمام لبنان. وأشارت البعثة إلى أن "اقتصاد لبنان لا يزال يواجه تحديات جسيمة، فالاحتياجات الإنسانية واحتياجات إعادة الإعمار كبيرة وتتطلب دعماً دولياً منسقاً".