لا رواتب في جنوب السودان... والنفط للدائنين حتى 2027

لا رواتب في جنوب السودان... والنفط للدائنين حتى 2027

11 مايو 2022
حقل نفط في جنوب السودان (فرانس برس)
+ الخط -

لم يحصل الكثير من موظفي الخدمة المدنية في جنوب السودان على رواتبهم منذ أشهر، بعد نفاد أموال الحكومة بسبب تخصيص الدخل الوارد من صادرات النفط لسداد خدمة الدين العام حتى عام 2027.

من بين الموظفين الحكوميين الذين يطالبون بسداد رواتبهم المتأخرة، عناصر من قوات الأمن وأطباء وأطقم تمريض.

لكن وزير المالية أجاك أشويل، قال في تصريحات للصحافيين في العاصمة جوبا نهاية الأسبوع الماضي، إن "سبب عدم سداد الرواتب المتأخرة، تخصيص أموال النفط لسداد خدمة سداد القروض".

وتساءل أشويل: "من أين سأحصل على المال إذا كان النفط مبيعاً مقدماً حتى عام 2027؟". وتابع قائلاً إن الحكومة ستخصص مبيعات النفط عام 2028 وما بعده لسداد الرواتب.

وسددت وزارة المالية رواتب شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول 2021، لكنها لم تسدد رواتب الأشهر الأربعة الأولى من عام 2022.

واقترضت حكومة الرئيس سلفا كير بكثافة مقابل تصدير النفط، إذ وافقت السلطات في عام 2019 على تخصيص عشرة آلاف برميل نفط خام يومياً كمدفوعات لشركات صينية تشق عدة طرق في أنحاء البلاد.

وأمر سلفا كير، وزير المالية العام الماضي بتخصيص خمسة آلاف برميل من النفط الخام يومياً لتسوية الرواتب، لكن ذلك لم ينفذ حتى الآن.

وكان إنتاج البلاد من النفط الخام قد بلغ في يوليو/تموز من العام الماضي 154 ألف برميل يومياً، أي أقل بكثير مما بين 350 ألفاً و400 ألف برميل يومياً قبل انزلاق البلاد في حرب أهلية بين عامي 2013 و2018.

ولم يذكر أشويل، وفق وكالة أسوشييتد برس، أي تفاصيل بشأن الدين الحكومي. ويتهم بعض المعارضين الحكومة بالحصول على قروض يُتَّفَق عليها دون موافقة البرلمان.

وتزايدت الآمال في تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان عندما نالت الدولة استقلالها عن السودان عام 2011.

لكن البلاد انزلقت إلى حرب أهلية في ديسمبر/ كانون الأول 2013 بسبب الانقسامات العرقية، حيث قاتلت القوات الموالية لكير أولئك الموالين لنائبه، ريك مشار.

ولقي عشرات الآلاف حتفهم في الحرب التي انتهت باتفاق سلام عام 2018، وتعاون كير ومشار في حكومة وحدة وطنية، لكن إنتاج النفط في جنوب السودان لم ينتعش بشكل كامل حتى الآن.

المساهمون