كيف تواجه قطر تحدي نقل حشود مشجعي المونديال؟

كيف تواجه قطر تحدي نقل حشود مشجعي المونديال؟

13 أكتوبر 2022
مترو الدوحة فرس رهان نقل مشجعي المونديال (Getty)
+ الخط -

أكملت قطر استعداداتها اللوجستية على صعيد تجهيز الملاعب المونديالية، والبنى التحتية من شوارع وجسور وأنفاق ومسارات للدراجات الهوائية وحدائق عامة ومتنزهات، وأنشأت في زمن قياسي شبكة سكة حديد لقطارات المترو والترام، إلى جانب الفنادق وأماكن إقامة المشجعين، وتوسعة مطار حمد الدولي، في ظل تواصل الترتيبات النهائية لاستقبال أكثر من 1.2 مليون شخص من أرجاء العالم، بمناسبة استضافتها بطولة كأس العالم لكرة القدم "فيفا" 2022، التي تنطلق أولى مبارياتها يوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ولمدة 29 يوماً.
وأنفقت قطر نحو 220 مليار دولار على البنية التحتية ومشروعات تنموية عملاقة، وذلك في 11 عاماً منذ فوزها باستضافة هذه البطولة، وفقاً للبيانات الحكومية، وهذا الرقم هو الأعلى على الإطلاق في تاريخ بطولات كأس العالم.
ويعتبر تنقل حشود الزوار الذين سيشكلون زيادة تعادل نحو 50% من السكان البالغ عددهم 2.95 مليون نسمة، تحدّياً تغلبت عليه الجهات المعنية، عبر تأمين آلاف الحافلات التي تنقل الجماهير الكروية منذ وصولها إلى المطار وميناء الدوحة ومنفذ أبو سمرة البري، إلى أماكن الإقامة أو الملاعب ومناطق الترفيه، إلى جانب خدمات المترو وسيارات التاكسي وغيرها من وسائل المواصلات.
وتتميز خطة قطر في ما يتعلق بالمواصلات ونقل المشجعين، بأنها مجانية بالمطلق لكل من يحمل بطاقة "هيّا"، المفروضة على دخول كل زائر إلى البلاد اعتباراً من مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
كذلك تحوز قطر السبق في تاريخ بطولات كأس العالم من ناحية إتاحتها للمشجع مشاهدة أكثر من مباراة من الملاعب يومياً في أثناء مرحلة المجموعات، إذ تستغرق أطول رحلة بين الملاعب، (بين استادي "البيت" في الخور شمالاً، و"الجنوب" في الوكرة جنوباً) ساعة واحدة. ولن يحتاج المشجعون، واللاعبون، ومسؤولو المنتخبات المشاركة إلى رحلات طيران داخلية.

أسواق
التحديثات الحية

واعتبر رئيس نادي إستوديانتيس الأرجنتيني، خوان سبيستيان فيرون (لاعب دولي سابق) بطولة كأس العالم في قطر أنّها ستكون نسخة رائعة ومختلفة كلياً عن سابق النسخ لما تمتلك من المميزات التي تجعلها متفردة عن غيرها.
وقال النجم الأرجنتيني خلال دردشة النجوم على هامش قمة أكاديمية أسباير العالمية، الأسبوع الماضي إنّ بطولة كأس العالم قطر 2022 "تملك ميزة رائعة تتمثل في أنّ المشجعين لن يحتاجوا إلى السفر الطويل كما في نسخ أخرى من أجل متابعة المباريات، والأهم سيكون بالنسبة إلى اللاعبين الذين لن يتكبدوا عناء التنقل لخوض المباريات في الأدوار المتقدمة، إذ تقام البطولة في منطقة جغرافية متقاربة، وهذا ما سيكون له أثر إيجابي من النواحي الفنية".

مترو الدوحة فرس الرهان
سيكون "مترو الدوحة" فرس الرهان، على صعيد المواصلات وتنقل الجماهير الكروية حسب مسؤولين ومراقبين. واعتبر وزير البلدية والرئيس التنفيذي لشركة سكك الحديد القطرية "الرّيل" عبد الله بن عبد العزيز السبيعي، مترو الدوحة جزءاً أساسياً من منظومة التخطيط الشامل للنقل خلال البطولة، متوقعاً أن تتضاعف حركة النقل ست مرات إذا ما قورنت الأوضاع بما هي عليه في الوقت الراهن.
وجاء كلام السبيعي في حلقة نقاشية نظمتها "الرّيل" في الرابع من الشهر الجاري، وحضرها مراسل "العربي الجديد"، وناقشت "إدارة الحشود الآمنة والفعالة في محطات المترو".
وأوضح رئيس قطاع شؤون العمليات في شركة "الريل"، عبد الله سيف السليطي، في الحلقة نفسها، زيادة ساعات عمل المترو خلال البطولة إلى 21 ساعة يومياً لاستقبال أكبر عدد من الزوار والمشجعين وتزويدهم بأفضل خدمات النقل، متوقعاً استقبال مترو الدوحة ما بين 500 و700 ألف شخص يومياً خلال فترة المونديال.
وتوفر شبكة مترو الدوحة خدمة الربط بين 5 ملاعب، عبر محطات قريبة جداً من ملاعب "المدينة التعليمية" و"أحمد بن علي" و"974" و"لوسيل" و"خليفة الدولي"، ويصل المشجعون إلى هذه الملاعب مشياً، وتتوافر خدمات النقل عبر الحافلات إلى ملاعب "الثمامة" و"البيت" و"الجنوب" انطلاقاً من أقرب محطة مترو.

إضافة إلى عربات القطار، توفر "الرّيل" خدمة نقل "مترو لينك" مجانية، من المحطات إلى خطوط تغطي الدوحة باستخدام حافلات تنطلق من محطة المترو وإليها، بجانب سيارات أجرة للركاب بأسعار مخفضة، ومواقف "اركن وتنقل" في محيط المحطات.
وقال مدير إدارة الاتصال والعلاقات العامة في شركة "الرّيل" عبد الله المولوي، في تصريح سابق، إنّ استعدادات "الرّيل" لاستقبال الجماهير وضيوف قطر خلال المونديال بدأت منذ سنوات عديدة تحديداً منذ البدء باختيار موقع المحطات وقربها من معظم الملاعب التي ستقام عليها المنافسات.

أسطول حافلات كروة
قبل أقل من 60 يوماً على موعد انطلاق صافرة البداية، أعلنت شركة مواصلات قطر "كروة" جاهزيتها لكأس العالم، وأشارت إلى توفير نحو 4 آلاف حافلة، 25% منها كهربائية، من أجل خدمة المشجعين، و800 سيارة أجرة، و1300 سيارة أجرة اقتصادية، بما يعرف بـ"خدمة وفّر".
وأوضح بيان للشركة أن فرق القوى العاملة التي ستكون مكلفة مهمة نقل ضيوف قطر تضم أكثر من 9 آلاف سائق و2000 موظف دعم، و3 آلاف موظف تشغيلي، من أجل توفير تجربة نقل مريحة وسهلة في أثناء المباريات.
وستعمل الحافلات على أكثر من 300 مسار ضمن شبكة الطرقات المتطورة التي تؤدي إلى مختلف ملاعب والمنشآت والمعالم السياحية ومناطق الإقامة الخاصة بزوار البطولة.
بدورها، أكملت وزارة المواصلات توريد 741 حافلة كهربائية لتشغيلها بشكل كامل من طريق شركة "كروة"، ضمن وسائل النقل العام لخدمة عمليات النقل خلال البطولة.
ونجحت شركة مواصلات خلال تدشين أستاذ لوسيل، الذي سيستضيف نهائي كأس العالم في 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، في توفير حافلات وسائط نقل لـ77 ألف مشجع حضروا المباراة التي ضمت الهلال السعودي مع الزمالك المصري على كأس سوبر لوسيل، يوم 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، إذ وفرت حافلات لنقل الجماهير من منفذ أبو سمرة إلى الملاعب للجماهير القادمة من السعودية ومصر براً، وحافلات لنقل الجماهير من مطار حمد، ومن مبنى الوصول بمطار الدوحة إلى محطة مترو الدوحة الجديدة، بالإضافة إلى توفير حجز خدمة النقل الاقتصادية الجديدة "وفر"، وأسطول مُخصص من 350 سيارة تاكسي للخدمة على الطرق خلال فترة كأس سوبر لوسيل.

حلول عديدة
توفر قطر العديد من حلول النقل للجماهير والمنتخبات والوفود الرسمية والقوى العاملة والمُتطوعين، مثل حافلات النقل السريع والكهربائية، بالإضافة إلى الدراجات الهوائية والإسكوتر الكهربائي، وسيارات الأجرة والتاكسي المائي وغيرها.
وأجرت شركة مواصلات يومي 21 و22 سبتمبر/ أيلول الماضي، اختباراً على 2300 حافلة، لاكتشاف الجاهزية للقوى العاملة والطاقة التشغيلية للأسطول، وجرت محاكاة نقل المشجعين في أيام المباريات التي ستشهد أعلى نسبة للركاب خلال البطولة.

كذلك اختبرت القدرة الاستيعابية لشبكة الطرق لأعداد الحافلات، والعدد المتوقع للزائرين، وفعالية شبكة النقل للمسافات الأخيرة التي تخدم محطات المترو، والنقل من استادات كأس العالم وإليها، وخدمات النقل في المطارات.
بالإضافة إلى المترو وحافلات النقل وتاكسي الأجرة العامة، تقدم شركتا "كريم" و"أوبر" خدمات نقل حسب الطلب للركاب، عبر تطبيقين على الهاتف الجوال، وذلك من المطار وإليه وداخل أحياء البلاد وشوارعها، باستثناء التي يتوقع إغلاقها أمام السيارات وتخصيصها للمشاة، مثل كورنيش الدوحة.

خطط مرورية متكاملة
بدأت وزارة الداخلية أخيراً خطة الإغلاق الجزئي الأسبوعية لبعض الشوارع الرئيسة، أمام المركبات الشخصية ومركبات النقل" بيك آب"، وسمح لحافلات النقل العام وتاكسي الأجرة، على أن تجري دراسة تفعيل الخطة بشكل كامل يومياً ابتداءً من مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، لتوفير انسيابية في الحركة المرورية، نظراً لكثرة أعداد السيارات الخاصة التي يحوزها المواطنون والمقيمون.
وتشير بيانات جهاز التخطيط والإحصاء القطري (حكومي)، إلى تسجيل 54314 مركبة جديدة، خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، منها 8830 مركبة جديدة مسجلة خلال أغسطس/ آب الفائت، بارتفاع شهري بنسبة 50.3%، وسنوي قدره 26.4%.

بدأت وزارة الداخلية أخيراً خطة الإغلاق الجزئي الأسبوعية لبعض الشوارع الرئيسة، أمام المركبات الشخصية ومركبات النقل" بيك آب"، وسمح لحافلات النقل العام وتاكسي الأجرة


ويقول المهندس المختص باللوحات الإرشادية وإغلاقات الطرق، نمير محمد ويس، لـ"العربي الجديد" إن خطط إغلاقات الشوارع المقترحة، خضعت للتعديل والتجربة أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، في سبيل تقليل الآثار الجانبية للازدحام خلال فترة المونديال، لافتاً إلى وضع خطط بديلة وإدارة عمليات لحظية خلال عملية الإغلاقات وتوفير البدائل، وذلك بهدف توفير سلاسة طرقية خلال أيام البطولة التي تشهد كثافة سكانية بنحو 50%، مشيداً بتحويل الكورنيش إلى منطقة مشاة وحظر مرور المركبات.
واعتبر مدير شركة "لافينير للاستشارات الهندسية"، أحمد هنداوي، إغلاق الشوارع الرئيسة أنه سيترك أثراً سلبياً على انسيابية الحركة المرورية وصعوبة الوصول إلى مواقع العمل وحتى إلى الملاعب، مشيراً في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ الانسيابية مطلوبة في أثناء الدراسات المرورية، التي تشمل إزالة الدوارات الباقية واستبدالها بالإشارات الضوئية، أما إغلاق الشوارع فلن يحقق انسيابية مرورية، ولا سيما مع زيادة عدد السكان بشكل كبير خلال البطولة، حسب رأي هنداوي.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الوزراء القطري قرر تقليص الموظفين الموجودين في جهات العمل الحكومية إلى 20% من إجمالي عدد الموظفين لكلّ جهة، فيما سيباشر 80% من الموظفين عملهم عن بعد، اعتباراً من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني حتى 19 ديسمبر/كانون الأول. وسيكون توقيت العمل وفق النظام الجديد من الساعة السابعة صباحاً إلى الحادية عشرة ظهراً.

المساهمون