كوماك الصينية خصم مشترك وراء هدنة إيرباص وبوينغ

كوماك الصينية خصم مشترك وراء هدنة إيرباص وبوينغ

20 يونيو 2021
كوماك أجرت رحلات تجريبية لطائرتها بانتظار دخول الخدمة رسميا خلال 2021 (Getty)
+ الخط -

في وقت انخرطت فيه الولايات المتحدة وأوروبا في معركة تجارية تواصلت على مدى 17 عاما، بشأن الدعم الحكومي لمجموعتي "بوينغ" و"إيرباص"، كانت الصين تنفق بسخاء على طائرتها "كوماك" لتواجه احتكار الثنائي الغربي للقطاع.

واستدعى الأمر ظهور تهديد مشترك، لتضع الولايات المتحدة وأوروبا حدا أخيرا لزاعهما، فوقّع الطرفان على هدنة مدّتها خمس سنوات، للتوقف عن فرض رسوم جمركية متبادلة.
وأوضح الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال زيارته إلى بروكسل الثلاثاء، أنه على الولايات المتحدة وأوروبا "العمل معا لتحدي ومواجهة ممارسات الصين غير القائمة على السوق في هذا القطاع، والتي تعطي الشركات الصينية ميزة غير منصفة".
وعلى مدى السنوات الأربع الأخيرة، أجرت "شركة الطائرات التجارية الصينية" (كوماك) رحلات تجريبية لطائرتها الضيّقة ذات الـ168 مقعدا "سي919"، والتي تعد منافسة محتملة لطائرة "إيه320" التابعة لإيرباص و"بي737" التي تصنّعها بوينغ.
وتتوقع "كوماك" أن تحصل على اعتماد لتشغيلها من قبل الهيئات الناظمة لقطاع الملاحة الجوية في الصين العام الجاري، تزامنا مع الذكرى المائة لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.

وحصلت الطائرة على إعانات من الدولة تبلغ قيمتها ما بين 49 و72 مليار دولار، وهي مبالغ أكبر بكثير من تلك التي حصلت عليها شركتا بوينغ وإيرباص من حكومتيهما، بحسب ما أفاد المستشار الرفيع "لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن، سكوت كينيدي.
وأفاد خبير الطيران، من "مجموعة تيل" لأبحاث السوق ومقرها فيرجينيا، ريتشارد أبو العافية، بأن "المشكلة الحقيقية هي أن الصين تتلاعب بالسوق، عبر تأجيج الخلاف بين إيرباص وبوينغ، واشتراط نقل التكنولوجيا للقيام بأي طلبيات".
وتعافى قطاع السفر جوا في الصين بشكل أسرع بكثير من أي مكان آخر في العالم، مع إعلان القوة الآسيوية سيطرتها نسبيا على تفشي فيروس كورونا قبل وقت طويل من غيرها العام الماضي.
وتعتقد بوينغ بأن السوق الصيني سيحتاج إلى 9360 طائرة خلال السنوات العشرين المقبلة، ما يعادل خمس المجموع العالمي.

تتوقع "كوماك" بأن تحصل على اعتماد لتشغيلها من قبل الهيئات الناظمة لقطاع الملاحة الجوية في الصين العام الجاري

وقد يدرّ ذلك أرباحا كبيرة لطائرتي "إيه320" و"737 ماكس"، رغم أن الصين لم تأذن بعد بمعاودة تشغيل طائرة بوينغ التي تم تعليق استخدامها لعشرين شهرا بعد حادثي تحطّم داميين.
 

أداة دبلوماسية وتجارية
وبينما لا تزال الصين تعتمد على طائرات إيرباص وبوينغ في الوقت الحالي، إلا أنها لا تخفي طموحها لتطوير أسطولها الخاص.
ونوّه المحلل لدى شركة "اير" الاستشارية والمتخصصة في القطاع، مايكل مرلوزو، إلى أن "قطاع صناعة الطيران أداة نمو، كما أنه أداة دبلوماسية وتجارية، تسمح بامتلاك سياسة خارجية شاملة للغاية في الأسواق الخارجية".
وقال إن "لدى الصينيين المهارات التكنولوجية والصناعية اللازمة لتصنيع طائرة، لا يوجد شك في ذلك"، متابعا: "الصينيون طموحون ومنطقيون للغاية. يعلمون أن الأمر سيستغرق وقتا. لا يريدون مواجهة إيرباص وبوينغ في 2025".
ويشير كينيدي إلى أنه تم تصنيع "سي919" بمساعدة أميركية وأوروبية، لافتا إلى أن 14 فقط من مورّدي الطائرة الـ82 صينيون.
وفيما الأجنحة وهيكل الطائرة من صناعة الصين، فإن مصنّعي البلاد ما زالوا لا يتقنون مهارات تصنيع المحرّكات أو معدّات الطائرات الإلكترونية.
وقال أبو العافية "يحضّرون قطاعهم لتلبية الاحتياجات المحلية. ستكون منتجات بنوعية أدنى، لكنها على الأقل ستكون وطنية".

حصلت كوماك على إعانات من الدولة تبلغ قيمتها ما بين 49 و72 مليار دولار، وهي مبالغ أكبر بكثير من تلك التي حصلت عليها شركتا بوينغ وإيرباص من حكومتيهما

نظرا لكون الطائرة الصينية أثقل وزنا من تلك الأميركية والأوروبية، فإنها أكثر استهلاكا للوقود، وبالتالي فإن تشغيلها أكثر كلفة.
احتكار ثلاثي
لكن ذلك لم يمنع "كوماك" من حشد زبائن، إذ تشير الشركة إلى أن لديها 815 طلبية من 28 زبونا، معظمهم شركات طيران صينية، رغم أن قلة منها طلبيات مؤكدة.

وكانت شركة خطوط "شرق الصين" الجوية أول شركة تتقدّم بطلب مؤكد في آذار/مارس لشراء خمس طائرات.
ويستبعد أستاذ كلية علوم وهندسة الطيران في "جامعة نيهانغ"، هونغ جون، أن تغيّر طائرة "سي919" قواعد اللعبة، مضيفا أنها قد تكون أقل ثمنا من غريمتيها، وتخلق بالتالي نمطا ثلاثيا جديدا في الصين يشمل إيرباص وبوينغ وكوماك".
وقال هوانغ "نأمل فقط بأن ننضم إلى هذا السوق ونستحوذ على حصة سوقية محددة".
ويؤكد الرئيس التنفيذي لإيرباص، غيوم فوري، أن "كوماك" "ستتحول تدريجيا إلى طرف مهم"، مضيفا "سنتطور على الأرجح من احتكار ثنائي إلى احتكار ثلاثي" بحلول نهاية العقد في ما يتعلّق بالطائرات ذات الممر الواحد.
(فرانس برس)

دلالات

المساهمون