كندا أمام حرب تجارية تهدد اقتصادها... ماذا عن المصالح الأميركية؟

20 يناير 2025
معبر الألف جزيرة بين كندا وأميركا، أونتاريو، 8 نوفمبر 2021 (أندريه إيفانوف/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعتمد كندا بشكل كبير على تصدير أكثر من 20% من ناتجها المحلي الإجمالي إلى الولايات المتحدة، مما يجعلها عرضة للتأثر بالرسوم الجمركية المحتملة، بينما تصدر الولايات المتحدة 1.2% فقط من ناتجها إلى كندا.

- ارتفع الدولار الكندي بنسبة 1.2% بعد تقارير تفيد بعدم تقديم تدابير جديدة فورًا، لكن السوق لا تزال في حالة ذعر بسبب التهديدات بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الكندية، مما زاد من تقلبات السوق.

- أشار كريستيان أكويلينا إلى أن الرسوم الجمركية الأميركية ستضر بالمصالح الاقتصادية الأميركية، حيث ستؤدي إلى اضطراب سلاسل توريد السيارات وارتفاع الأسعار، مع احتمال رد كندا برسوم مضادة.

حذر خبراء كندا من أنها ستكون أمام حرب تجارية مؤلمة لاقتصادها أكثر من اقتصاد الولايات المتحدة، فيما قال رئيس شركة جنرال موتورز كندا إن الرسوم الجمركية التي سيفرضها الرئيس دونالد ترامب ستضر بالمصالح الاقتصادية الأميركية لأنها ستزعج سلاسل توريد السيارات إذ تتمتع الولايات المتحدة بالقوة وتؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلك.

ونقلت بلومبيرغ اليوم الاثنين، عن الخبير الاقتصادي مؤسس شركة روزنبيرغ للأبحاث ومقرها تورنتو، ديفيد روزنبيرغ، قوله إن كندا ستخرج من حرب تجارية بندوب أعمق بكثير من الولايات المتحدة إذا ردت على الرسوم الجمركية المحتملة لترامب، مشيراً إلى أن خطة الحكومة الكندية للرسوم الجمركية المضادة "المثلية" ستؤدي إلى نتائج عكسية.

الخبير أوضح في مذكرة صباح اليوم للعملاء، أن كندا تصدر أكثر من 20% من ناتجها المحلي الإجمالي إلى الولايات المتحدة، بينما ترسل الولايات المتحدة 1.2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي إلى جارتها الشمالية، معتبراً أن "هناك أوقاتاً يكون من المفيد فيها تحمل المتاعب والمضي قُدماً، ولست متأكداً من أن الدخول في حرب تجارية كاملة، بغض النظر عن من بدأها، سيجعل الكنديين أفضل حالاً في النهاية".

وأبلغ مسؤولون كنديون بلومبيرغ نيوز الأسبوع الماضي، أن الحكومة تخطط للردّ بالرسوم الجمركية فقط إذا تحرّكت الإدارة الأميركية أولاً، فيما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ترامب يخطط لإصدار مذكرة واسعة النطاق تأمر الوكالات الفيدرالية الأميركية بفحص العلاقات التجارية للبلاد، مع تحديد الصين وكندا والمكسيك. لكن الإدارة الجديدة ستتوقف عن فرض الرسوم الجمركية في أول يوم له في منصبه، حسب ما ذكرت الصحيفة.

في غضون ذلك، ارتفع الدولار الكندي بأكثر من 1% في تقرير الصحيفة، ليتداول عند 1.4324 دولار كندي مقابل الدولار الأميركي عند الساعة 9:37 صباحاً بتوقيت تورنتو، علماً أنّ الدولار الكندي يتأرجح بسبب مخاطر الرسوم الجمركية حيث تشير الخيارات إلى الخسائر، إذ يتجه الدولار الكندي إلى أسبوع جامح مع تولي الرئيس ترامب منصبه واستعداد المتداولين لفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على صادرات البلاد.

وارتفعت العملة بنسبة 1.2% اليوم الاثنين، وهي أفضل يوم لها منذ مايو/أيار 2023، بعد تقرير وول ستريت جورنال بأنّ الإدارة لن تقدّم تدابير جديدة بعد. في وقت سابق من اليوم، وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ الوباء، مع رهان سوق الخيارات على المزيد من الخسائر. وقد هدّد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السلع الكندية، حتى أنّ قادة البلاد اضطروا إلى رفض فكرة أن تصبح كندا جزءاً من الولايات المتحدة. وقد أدى ذلك إلى رفع مقاييس التقلبات وجعل التحوط ضد التقلبات قصيرة الأجل في الدولار الكندي هو الأكثر تكلفة في ثماني سنوات.

وفي تقرير منفصل، عزت بلومبيرغ إلى الاستراتيجي في ويلز فارغو، إريك نيلسون، قوله إنّ "السوق في حالة ذعر. إنها حالة كلاسيكية لحدث منخفض الاحتمال وعالي التأثير. لقد انتقل تقلب الدولار الكندي إلى عدم وجود عرض في غضون بضعة أشهر فقط، لذلك تواجه السوق بعض المشاكل في معالجة التحول الدراماتيكي في الطلب".

وقد وقع تنصيب ترامب في عطلة وطنية أميركية، عندما تكون سيولة التداول أقل عادة، مما قد يؤدي إلى تفاقم تحركات السوق. كما هدد رئيس الوزراء الكندي المنتهية ولايته جاستن ترودو بالرد برسوم جمركية مضادة. وقال محللون في مونيكس أوروبا في مذكرة إنّه "من المتوقع أن تتبع الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والصين في وقت قريب، إن لم يكن خلال الـ24 ساعة القادمة، فمن المحتمل بحلول نهاية الشهر"، مضيفين: "يبدو أن الدولار الكندي على وشك أن يمر بأسبوع مليء بالتقلبات، مع ميل المخاطر على نحو ملحوظ إلى الجانب السلبي".

ومع ذلك، إذا امتنع ترامب عن الإعلان عن الرسوم الجمركية أو ذهب إلى نهج أكثر تدريجية، فإن مقاييس التقلبات مقبلة على عمليات بيع. وقال نيلسون من ويلز فارغو إن "أي شيء أقل من فرض رسوم جمركية أميركية فورية بنسبة 25% على السلع الكندية من شأنه أن يؤدي إلى عودة تقلبات سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الدولار الكندي إلى الأرض بسرعة كبيرة".

هل تتضرر جنرال موتورز كندا من رسوم ترامب؟

ولا تسير أضرار الرسوم الجمركية الأميركية المتوقعة في اتجاه واحد، بل من المنتظر أن ترتد على المصالح الأميركية نفسها. وفي هذا الصدد، قال رئيس شركة جنرال موتورز كندا، كريستيان أكويلينا، إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب ستضر بالمصالح الاقتصادية الأميركية لأنها ستزعج سلاسل توريد السيارات إذ تتمتع الولايات المتحدة بالقوة وتؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلك. وأضاف في مقابلة مع بلومبيرغ: "إنه اضطراب لا يصب في مصلحة أحد، خاصة في الولايات المتحدة".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وقال المسؤولون الكنديون إنهم ينتظرون قرار ترامب بشأن الرسوم الجمركية، لكنهم سيردون إذا لزم الأمر برسوم جمركية مضادة على المنتجات الأميركية. إذا طُبّقت هذه القواعد على السيارات والشاحنات، فإنها ستجعل المركبات المصنعة في الولايات المتحدة أقل جاذبية للشراء. وسيكون ذلك بمثابة ضربة للمستهلكين الكنديين، الذين هم مشترون كبار للسيارات والشاحنات المصنوعة في الولايات المتحدة. وفقاً لحسابات شبكة تريليوم للتصنيع المتقدم، وهي مجموعة بحثية مقرها مقاطعة أونتاريو، تم استيراد نحو 50% من المركبات المباعة في كندا من حيث القيمة في عام 2023 من الولايات المتحدة.

وأشارت تريليوم إلى أن الولايات المتحدة هي أيضاً المورد الخارجي المهيمن للأجزاء، إذ توفر نحو 65% من واردات أجزاء السيارات الكندية، فيما تبلغ حصة المكسيك 14%. وبشكل عام، كان لدى كندا عجز تجاري يبلغ نحو 40 مليار دولار كندي (27.7 مليار دولار) على المركبات الآلية والأجزاء في عام 2023، وفقاً لبيانات من هيئة الإحصاء الكندية، وهذه أكبر فئة واحدة من الواردات الكندية من الولايات المتحدة.

ولفت أكويلينا إلى أن سلاسل توريد السيارات في أميركا الشمالية قد تضطر إلى التغيير اعتماداً على مدى مضيّ ترامب إلى الأمام بالرسوم الجمركية، مضيفاً: "سنقوم بتقييم ذلك، سواء كان ذلك في 21 يناير/كانون الثاني أو بعده، ونعمل على أفضل استجابة، وننظر ما هي التعديلات التي نحتاج إلى إجرائها في أعمالنا".

المساهمون