كم سيبلغ سعر هاتف آيفون حال تصنيعه في أميركا؟

25 مايو 2025
هواتف آيفون في شنغهاي بالصين، 11 إبريل 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه مسعى ترامب لتصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة تحديات قانونية واقتصادية، مثل التكاليف المرتفعة والتعقيدات التقنية، مع تهديده بفرض رسوم جمركية لدعم سوق العمل الأميركي.
- يرى خبراء أن نقل إنتاج آيفون قد يستغرق عقداً ويزيد الأسعار بشكل كبير، حيث تعقيد سلسلة التوريد والتمويل سيزيد من تكاليف المستهلكين، مما يجعل الفكرة غير واقعية.
- تواجه آبل تحديات في تصنيع الآيفون محلياً بسبب نقص المهندسين المهرة وارتفاع تكاليف الأجور، رغم استثماراتها الكبيرة في تدريب المهندسين في الخارج.

قال خبراء إنّ مسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصنيع هواتف آيفون التي تنتجها شركة آبل داخل الولايات المتحدة يواجه الكثير من التحديات القانونية والاقتصادية أقلها تثبيت "البراغي الصغيرة" بطرق آلية. كان ترامب قد هدد الجمعة بفرض رسوم جمركية تبلغ 25% على "آبل" في حال بيعها هواتف آيفون مصنعة في الخارج داخل الولايات المتحدة، وذلك في إطار سعي إدارته لدعم سوق العمل.

وقال ترامب للصحافيين الجمعة إن الرسوم الجمركية البالغة 25% ستطبّق أيضاً على شركة سامسونغ وغيرها من صانعي الهواتف الذكية. ويتوقع أن تدخل الرسوم حيز التنفيذ في نهاية يونيو/ حزيران. وأضاف: "لن يكون من العدل" عدم تطبيق الرسوم على جميع الهواتف الذكية المستوردة. وأضاف قائلاً: "كان لدي تفاهم مع (الرئيس التنفيذي لشركة آبل) تيم (كوك) بأنه لن يفعل ذلك. قال إنه سيذهب إلى الهند لبناء مصانع. قلت له لا بأس أن تذهب إلى الهند ولكنك لن تبيع هنا بدون رسوم جمركية".

كان وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قد قال، لشبكة "سي بي إس"، الشهر الماضي، إنّ عمل "الملايين والملايين من البشر الذين يثبتون البراغي الصغيرة جداً لصنع أجهزة آيفون" سيأتي إلى الولايات المتحدة وسيصبح آلياً، مما سيوفر وظائف للعمال المهرة مثل الميكانيكيين والكهربائيين. لكنه قال لاحقاً لقناة "سي أن بي سي" إنّ كوك أخبره بأنّ القيام بذلك يتطلب تكنولوجيا غير متوفرة بعد. وأوضح قائلاً: "لقد قال: "أحتاج إلى أذرع روبوتية وأن أقوم بذلك على نطاق ودقة يمكنني بهما جلبها (الصناعة) إلى هنا. وفي اليوم الذي أرى ذلك متاحاً، ستأتي إلى هنا"".

سعر آيفون المحتمل

وقال محامون وأساتذة في قطاع التجارة إنّ أسرع طريقة لإدارة ترامب للضغط على شركة آبل من خلال الرسوم الجمركية هي استخدام نفس الآلية القانونية التي تفرض الرسوم على شريحة واسعة من الواردات. وأوضح دان إيفز المحلل في "ويدبوش"، أنّ عملية نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة قد تستغرق ما يصل إلى 10 سنوات وقد تؤدي إلى أن يصل سعر جهاز آيفون الواحد إلى 3500 دولار. ويُباع أحدث إصدار من هواتف آيفون حالياً في حدود 1200 دولار. وأضاف إيفز: "نعتقد أن مفهوم إنتاج آبل لأجهزة آيفون في الولايات المتحدة هو قصة خيالية غير ممكنة". وقال بريت هاوس، أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا، إنّ فرض رسوم جمركية على أجهزة آيفون سيزيد من تكاليف المستهلكين من خلال تعقيد سلسلة التوريد والتمويل الخاصة بشركة آبل. وأوضح قائلاً: "لا شيء من هذا إيجابي بالنسبة للمستهلكين الأميركيين".

والشهر الماضي، قال الرئيس العالمي لأبحاث التكنولوجيا في شركة ويدبوش سيكيوريتيز للخدمات المالية، دان إيفز، لشبكة "سي أن أن"، إنّ فكرة إعادة إنتاج هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة غير واقعية لأنها ستؤدي إلى ارتفاع أسعار هواتف آيفون بشكل كبير. وأضاف أن أجهزة آيفون التي سيتم تصنيعها في الولايات المتحدة قد تكلّف أكثر من 3 أضعاف سعرها الحالي البالغ حوالي 1000 دولار، لأنه سيكون من الضروري تكرار نظام الإنتاج المعقد للغاية الموجود حالياً في آسيا.

وأوضح: "إذا بنيت (سلسلة التوريد) هذه في الولايات المتحدة في مصنع في غرب فرجينيا ونيوجيرسي، فستكون أجهزة آيفون بسعر 3500 دولار"، في إشارة إلى المصانع، أو منشآت التصنيع عالية التقنية حيث يتم عادة تصنيع رقاق الكمبيوتر التي تُشغّل الأجهزة الإلكترونية. وحتى ذلك الحين، ستتكلف شركة آبل حوالي 30 مليار دولار وثلاث سنوات لنقل 10% فقط من سلسلة التوريد الخاصة بها إلى الولايات المتحدة في البداية، بحسب إيفز الذي يرى أن كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، "سياسي بنسبة 10% ورئيس تنفيذي بنسبة 90%"، مما يُمهد الطريق أمام شركة آيفون "للتعامل مع هذا الوضع الجمركي المعقد في لعبة المفاوضات".

ولدى شركة آبل، الأكثر قيمة في العالم، والمدرجة في البورصة، وفرة من السيولة النقدية وتحقق أرباحاً هائلة؛ أكثر من أي شركة أخرى في التاريخ. لكن "آبل" لطالما قالت إنه لا يمكنها تصنيع أجهزة آيفون في أميركا. واستثمرت شركة آبل مليارات الدولارات في تدريب ملايين المهندسين المهرة في الخارج. فالصين والهند، بما لديهما من تعداد سكاني هائل، لديهما ببساطة مهندسون أكثر مهارة من الولايات المتحدة. كما أن أجور هؤلاء العمال تكلف "آبل" أقل بكثير. وكان ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي السابق لشركة آبل، قد أثار هذه القضية خلال اجتماع عُقد في أكتوبر/ تشرين الأول 2010 مع الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما. ووصف النظام التعليمي الأميركي الضعيف بأنه عقبة أمام "آبل"، التي تحتاج إلى 30 ألف مهندس صناعي لدعم عمال مصانعها.

(رويترز، العربي الجديد)