كم تدفع إسرائيل لمواقع التواصل والذكاء الاصطناعي لتلميع صورتها؟
استمع إلى الملخص
- كشفت وثائق عن ميزانية ضخمة خصصتها إسرائيل للتأثير في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دفعت لمؤثرين أميركيين وتعاقدت مع شركات لتحسين صورتها والتلاعب بخوارزميات الذكاء الاصطناعي.
- خصصت إسرائيل ميزانية لترتيب زيارات لأعضاء برلمانات وصحافيين لتعزيز مكانتها، والتقى نتنياهو بمؤثرين أميركيين، مشدداً على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي.
بعدما اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووزير خارجيته روبيو، بأن حرب غزة أضرّت بسمعة إسرائيل العالمية وخسرت الكثير من الدعم العالمي، بسبب جرائم حرب إبادة غزة، وفي سبيل تحسين صورتها، خصصت إسرائيل مليارات الدولارات لتحسين صورتها عبر مواقع التواصل، واستأجرت شركات دعاية ومؤثرين (إنفلونسرز) للقيام بهذه المهمة، كما أنفقت مبالغ أخرى للتأثير في محتوى برامج الذكاء الاصطناعي لتكون أكثر دعماً لإسرائيل ولا تذكر جرائمها وتبررها.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يوم الاثنين الماضي، أن حكومة الاحتلال خصصت أكثر من نصف مليار شيكل (نحو 145 مليون دولار) في ميزانيتها لعام 2025 للتأثير بوسائل التواصل الاجتماعي وتشات جي بي تي (ChatGPT)، في أكبر حملة دعائية لها داخل الولايات المتحدة منذ بدء الحرب في غزة.
وجاء الكشف عن هذه المعلومات في سياق وثائق جديدة قُدمت بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA) في أميركا، نشر تفاصيلها موقع "ريسبونسيبول ستيت كرافت" Responsible Statecraft التابع لمعهد كوينسي للأبحاث، 30 سبتمبر/أيلول 2025، والذي كشف أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تدفع مقابل كل تغريدة أو بوست ينشره المؤثرون من الشباب الأميركي لصالحها (الإنفلونسرز) 7 آلاف دولار للبوست الواحد.
وبيّنت الوثائق، التي نُشرت بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA) في الولايات المتحدة، أن فواتير قيمتها 900 ألف دولار، جرى دفعها، ما بين يونيو ونوفمبر 2024، لـ 14 إلى 18 مؤثراً على مواقع التواصل، تشمل أجورهم وتكاليف الإنتاج.
وبيّنت هذه الفواتير (الوثائق) أن حكومة تل أبيب تدفع لقرابة 14-18 من المؤثرين الأميركيين على مواقع التواصل، الداعمين لسردية الاحتلال، ما بين 6100 دولار، إلى 7300 دولار لكل تغريدة أو بوست أو منشور ينشره أحدهم، وأن شركة "بريدج بارتنرز" Bridge Partners، المتعاقدة مع وزارة الخارجية الإسرائيلية، أرسلت سلسلة فواتير عن تكاليف حملة "المؤثرين" الموالين لإسرائيل، إلى مجموعة الإعلام الدولية "هافاس ميديا غروب" في ألمانيا، التي تعمل لصالح إسرائيل.
وكشفت الوثائق التي نشرتها أيضاً صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، 30 سبتمبر/أيلول 2025، أن مشروع الدعاية لإسرائيلي عبر مؤثرين، يسمى "إستير" وتكلفته 900 ألف دولار، وأكد موقع "ريسبونسيبول ستيت كرافت" أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعاقدت مع شركة تُدعي "كلوك تاور إكس" Clock Tower X لغرض تحسين صورة الاحتلال.
وبيّنت الوثائق التي نشرها تقرير ثانٍ لموقع "ريسبونسيبول ستيت كرافت" Responsible Statecraft، في 29 سبتمبر/أيلول 2025، أن عقد شركة "كلوك تاور إكس" مع حكومة الاحتلال، يقوم على تكليف الشركة بإنشاء مواقع رقمية جديدة (وهمية) قادرة على التأثير في طريقة تفاعل نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، مع القضايا المرتبطة بإسرائيل، وأن العقد الذي قُدر بستة ملايين دولار، مع الشركة الأميركية لتلميع صورة إسرائيل، يستهدف جعل محرك الذكاء الاصطناعي ChatGPT أكثر تأييداً لإسرائيل.
وبموجب العقد سوف تتولى شركة "كلوك تاور إكس" Clock Tower X إنتاج ونشر محتوى على المنصات الرقمية، و"التلاعب بالخوارزميات، إضافة إلى إدارة محركات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT لجعلها أكثر دعماً ومناصرة للسردية الإسرائيلية، وسوف تستخدم الشركة برمجيات الذكاء الاصطناعي Market Brew AI لتحسين ظهور الاحتلال على محركات البحث مثل "غوغل" و"بينغ"، بما يضمن تعزيز الرواية الإسرائيلية وتلميع صورتها.
وبحسب الوثائق، فقد تعاقدت وزارة الخارجية الإسرائيلية مع شركة Clock Tower الأميركية، التي يديرها مدير حملة ترامب الانتخابية السابق براد بارسكال، لتوجيه الخطاب عبر الإنترنت، بما في ذلك محاولات التأثير بكيفية استجابة أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وGrok وGemini للاستفسارات المتعلقة بإسرائيل.
أيضاً، جرى الكشف عن شركة جديدة اسمها Show Faith by Works تأسست يوم 30 يوليو/تموز 2025 لدعم البروباغندا الإسرائيلية، وأنه خلال شهرين فقط قبضت هذه الشركة 325 ألف دولار من إسرائيل لتسويق سرديتها وتبرير الإبادة بغزة بين المسيحيين في الغرب الأميركي. وبخلاف المؤثرين ومواقع التواصل، سبق أن خصصت وزارة الخارجية الإسرائيلية، مبلغ 520 مليون شيكل (137 مليون دولار) إضافة لما تدفعه من أجل برامج لاستقطاب وفود لتعزيز مكانتها على الساحة العالمية، بحسب صحف إسرائيلية 14 سبتمبر/أيلول 2025.
والمبلغ مُخصص لترتيب زيارات لأعضاء برلمانات، وصحافيين، وشخصيات دينية من دول العالم، لإسرائيل لغسل عقولهم، عبر لقاءات مع وزراء وجنود إسرائيليين، ومواد إعلامية دعائية حول "مذبحة" 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لجلب التعاطف.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد التقى في نيويورك يوم 26 سبتمبر 2025، قرابة 18 من المؤثرين الأميركيين على مواقع التواصل (الإنفلونسرز) ممن يشاركون في هذه الحملة بأجر لتلميع صورة إسرائيل، وتحدث عن أن السلاح الأهم في المرحلة الحالية هو "سلاح مواقع التواصل الاجتماعي"، وحدد لهم مواقع التواصل التي ينبغي لهم التركيز عليها، وخاصة تطبيق "تيك توك"، ومنصة إكس، بخلاف يوتيوب وبودكاست.