كمبوديا أرض السحر والتنوّع والمغامرات السياحية

كمبوديا أرض السحر والتنوّع والمغامرات السياحية

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
06 نوفمبر 2020
+ الخط -

هنا في جنوب شرق آسيا، كل شيء مختلف. عادات وتقاليد، مهرجانات، موسيقى، حتى الثقافات مختلفة لدرجة، أن الكثير من السياح يزورون هذه الدول مرات عديدة.

في كمبوديا، والتي لطالما ارتبط اسمها بالحروب والنزاعات، هي اليوم واحدة من أكثر الدول استقطاباً للسياح، ليس فقط بسبب آثارها القديمة، وحضارتها التي تعود لمئات السنين، بل أيضاً لنوعية وكمية المغامرات التي يخوضها السائح.

يقول المدوّن السياحي جانسون بلايم "إن مجرد الاحتكاك مع السكان، يعطيك فرصة مذهلة، للتعرف إلى جمال هذه الأرض".

كمبوديا، أو أرض الخير كما يطلق عليها، تشتهر بسهول الأرز والقمح الواسعة، إضافة إلى احتوائها الكثير من الشلالات والبحيرات الطبيعية، وهناك الكثير أيضاً من الأسباب التي تجعلها على قائمة اختياراتك السياحية.

التاريخ القديم

لتقدير وفهم كمبوديا بشكل أفضل، يحتاج المرء إلى العودة إلى تاريخها، من خلال الآثار القديمة التي تحتويها. فإن كانت من محبّي التاريخ فهناك الكثير من الأشياء التي ستثير اهتماك. فقد كانت كمبوديا ذات يوم إحدى أراضي إمبراطورية الخمير، ولذا سترى البلد بأكمله مليئاً بالقصور الرائعة والمعابد والآثار القديمة الغامضة  إلى جانب ساحات القتال والسجون.

 

وبالرغم من تنوع الأماكن، فإن مدينة أنكور الواقعة وسط الغابات والأراضي الزراعية تبقى العنوان الساحر للرحلة، وهي واحدة من عجائب الدنيا نظراً لهندستها المعمارية الفريدة، والتي تجمع ما بين تفاصيل الهندسة الهندية والصينية. طبقاً لمنظمة اليونيسكو للتراث العالمي، فإن عدد المعابد الموجودة في المدينة، يصل إلى ما يقارب ألف معبد، لا يزال معظمها محافظاً على شكله التراثي.

في معظم أيام السنة، تحتفل المعابد بالعديد من المناسبات الدينية، وعادة ما يتعرف الزائر إلى طقوس وديانة الشعب خلال زيارته الأنكور.

السكان المحليون

يفخر الكمبوديون بشكل لا يصدّق بتعافي بلادهم من الحروب والأزمات، لذا هم أكثر حرصاً على إظهار هذا التعافي للسياح والزوار، إذ يتحدّثون بشكل دائم عن حضارتهم، وتاريخهم العريق، وكيفية بناء دولتهم.

لذا، فإن الاختلاط بالسكان المحليين حيثما أمكن ذلك يعطي الزائر فرصة مناسبة للتعرف إلى البلد، وثقافة الشعب المختلفة هنا.

واحدة من أكثر التجارب المسلية، والتي تجذب السياح لزيارة كامبوديا، خوض تجربة القيام بجولة سياحية من خلال استخدام التوك توك، إذ يجول السائح في القرى القديمة، والأحياء الشعبية، والأسواق القديمة، خلال الرحلة، وإن حالفك الحظ برفقة سائق يتحدث اللغة الإنكليزية، فسيكون بالنسبة لك دليلاً سياحياً، يعرفك في ساعات إلى تفاصيل الحياة المحلية.

 

ويصف المدون "بلايم" تجربة ركوب التوك التوك بأنها رحلة من السعادة والتشويق. إضافة إلى التوك توك، يمكن التجول في المدينة من خلال استئجار الدراجات النارية، وهي وسيلة محببة لدى السياح للانطلاق في الهواء الطلق.
المأكولات الحارة

نظراً إلى قرب كمبوديا من تايلاند وفيتنام، فالفرصة هنا كبيرة جداً لاكتشاف مجموعة من المأكولات الشهية من تراث الثقافة الآسيوية، خاصة المأكولات الحارة، إذ تشمل القائمة هنا الكثير من التوابل التي تُضاف الى الأطباق الرئيسية.

يعد الدجاج أكثر أنواع اللحوم شيوعاً على الرغم من أن المأكولات البحرية - وخاصة السلطعون والحبار – تحظى بشعبية في المناطق الساحلية، ولتجربة هذه الأطباق، لا بد من الجلوس على ضفاف الأنهار، لأن الأجواء المصاحبة لتناول الطعام، من موسيقى، ولوحات فنية راقصة، تجعل السائح في غاية الفرح.

ولشراء بعض الهدايا التذكارية من وحي المناسبة، لا بدّ من زيارة سوق التوابل، والذي يحتوي على مئات الأصناف الغريبة من التوابل، والأعشاب الطبيعية، والورود المجففة، إضافة إلى وجود سوق خاص للحرير على مقربة منه، وبالتالي فرصة التسوق تصبح أكبر وأغنى.

القرى العائمة

صحيح أن العديد من الدول في آسيا تتميّز بوجود المدن والقرى العائمة والتي تعتبر جزءاً من طبيعتها، لكن في كمبوديا التجربة مختلفة، ففي قرى Chong Khneas وKampung Phluk وKampung Khleang، يكتشف السائح فعلاً تجربة الانتقال بين المنازل والأسواق من خلال استخدام المراكب الشراعية، والتعرف إلى حياة السكان، حيث يعيش معظمهم على مهنة صيد السمك، وبحسب موقع ناشيونال جيوغرافيك، فإنهم يستمتعون بطريقة حياتهم البدائية.

 

خاض المدوّن السياحي جانسون بلايم تجربة العيش لمدة أسبوع في أحد البيوت العائمة في قرية كامبونغ كلينغ، ويقول "كانت تجربة استثنائية وغريبة، فتخيل أن تطلب على سبيل المثال، سيارة الأجرة للذهاب الى مراكز التسوق أو شراء طعامك، فتجد مركباً ينتظرك، تجول في مياه البحيرة، وتحت أشعة الشمس، حيث المناطق الطبيعية الخلابة من هضاب وأشجار محيطة بك، إنها فعلاً تجربة لا يمكن وصفها".

الوجه الآخر

تعد كمبوديا واحدة من الدول التي شهدت تحوّلات اقتصادية سريعة في العقد الأخير، ويعود السبب في ذلك إلى تنمية قطاع السياحة والصناعة بالتحديد، قبل أن يتم اكتشاف النفط على مقربة من شواطئها.

في الأرياف، حيث يعيش العديد من السكان، يعتمدون على الزراعة بشكل لافت، ومن هنا بدأت تزدهر الصناعات الغذائية.

إضافة إلى الصناعة والزراعة، شهدت السياحة أيضاً نقلة نوعية، خاصة أن البلاد تحتوي الكثير من الآثار والأماكن التاريخية، خاصة منطقة الأنكور، حيث المعابد والأماكن التي تعود إلى مئات السنين.

الحياة في كمبوديا ليست سهلة أو بسيطة، بالرغم من أن الأسعار تعد رخيصة مقارنة مع غيرها من الدول، لكن الحدّ الأدنى للأجور ضعيف نسبياً، ويضطر السكان إلى العمل لساعات حتى يتمكّنوا من  تسديد ثمن احتياجاتهم اليومية.

الأسعار الرخيصة في المأكل والمشرب، والإقامة، انعكست بطبيعة الحال إيجاباً على السياح، حيث يمكن للسائح أن يخصص مبلغاً لا يتعدى 20 دولاراً لتناول الأطعمة وشراء الهدايا في اليوم الواحد.

أما بالنسبة إلى أسعار الفنادق، يفضّل أن يختار السائح دوماً الإقامة في فنادق عالمية، حتى وإن كان سعرها مرتفعاً، ويصل إلى ما يقارب 50 و60 دولاراً في الليلة الواحدة، ويمكن أن يرتفع إلى 100 دولار بحسب الفندق.

ذات صلة

الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
الصورة

منوعات

يواصل خفر السواحل الأميركيون والكنديون البحث عن غواصة سياحية صغيرة فقدت وعلى متنها خمسة أشخاص أثناء رحلة لزيارة حطام سفينة تايتانيك في منطقة بعيدة في المحيط الأطلسي قبالة سواحل أميركا الشمالية.
الصورة
الفلسطيني توفيق الجوجو

منوعات

لا تزال فكرة مُرافقة السُياح والوفود الأجنبية وتعريفهم على بحر غزة عالقةً في ذهن السبعيني الفلسطيني توفيق الجوجو من مُخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي مدينة غزة، فطبّقها على قوارب صغيرة، مُجسمة يدوياً باستخدام أدوات بدائية بسيطة.
الصورة
لاحتساء "أتاي" طقوس متوارثة في المغرب (Getty)

مجتمع

يعد الشاي المشروب الرئيسي لجميع الطبقات في المغرب، رغم أنه صاحب بداية انتشاره جدل وصل إلى حد تحريمه بحُجّة أنه يشبه الخمر، قبل أن تخفت تلك الأصوات، وينتصر "أتاي" بفضل مزاياه ومذاقه.

المساهمون