كلفة النقل في لبنان تتحول إلى عبء على السائقين والمواطنين

كلفة النقل في لبنان تتحول إلى عبء على السائقين والمواطنين

30 أكتوبر 2021
أزمة البنزين مرشحة للعودة في لبنان (Getty)
+ الخط -

تخلو محطات البنزين من طوابير السيارات التي شهدها لبنان في الأشهر الماضية، في المقابل يشهد قطاع النقل والمواصلات ارتفاعاً في التعرفة غير الرسمية إثر صعود سعر صفيحة البنزين إلى 312 ألف ليرة لبنانية (14 دولاراً). أما صفيحة المازوت، المادة المعتمدة من قبل سائقي الحافلات، فقد وصل سعرها إلى 270 ألف ليرة (12 دولاراً).

هكذا يضطر سائق النقل العمومي بدوره إلى زيادة التعرفة على الراكب الذي ترك وحيدا في مواجهة غلاء البنزين حيث سعر الصفيحة يساوي نصف الحد الأدنى للأجور (32 دولاراً)، مقابل خسارة العملة الوطنية أكثر من 90 في المائة من قيمتها.

يتقاضى محمد أحمد، العامل في قطاع الكهرباء، راتباً شهرياً بقيمة 2.7 مليون ليرة (130 دولاراً)، يدفع منه ما يقارب مليون ليرة (47 دولاراً)، أجرة مواصلات. يقول لـ"العربي الجديد": "يتطلب الذهاب يومياً إلى العمل في بيروت والعودة إلى بيتي في صيدا (جنوب لبنان)، ما يقارب 46 ألف ليرة". يضيف: "لا يمكنني ترك العمل ولا يوجد بديل عن النقل العام، برغم الكلفة المرتفعة للمواصلات".

والمعاناة لا تنحصر بالمواطنين، فارتفاع تعرفة وسائل النقل ينعكس أيضاً على سائقي السيارات العمومية، الذين يعانون بالإضافة إلى سعر البنزين المتصاعد من كلفة التصليح المرتفعة، ذلك أن قطع السيارة تباع بالدولار الأميركي.

يعمل محمد قدورة سائق تاكسي، حيث يقتصرعمله منذ الأزمة الاقتصادية وفوضى الأسعارعلى مناطق وأحياء قليلة، محاولاً تجنب المناطق المتشعبة أو البعيدة. يقول لـ"العربي الجديد": "نضطر إلى زيادة تعرفة النقل عندما تكون المنطقة بعيدة ولو قليلا بسبب كلفة البنزين المرتفعة، ونحاول تجنب المبالغة في التعرفة على الركاب لأننا نعلم أنها تزيد عن قدرتهم أيضا".

يضيف: "أعمل منذ 4 سنوات سائقا بالرغم من أنني درست محاسبة وإدارة أعمال. علماً أنه أحياناً كل ما يدخله سائق التاكسي قد يضطر لدفعه لتصليح عطل في السيارة. فثمن الدولاب الجديد الواحد يصل إلى 40 دولاراً". ويتابع "اشتريت سيارة بالتقسيط وما زال عليّ سداد الأقساط. أحصل يوميا على ما يقارب 21 دولاراً، أدفع منها ثمن بنزين 12 دولاراً، ليبقى لي دخل صاف 9 دولارات يومياً".

يقول رئيس الاتحاد العام لنقابات السائقين وعمال النقل في لبنان مروان فياض، لـ"العربي الجديد": "أعد وزير النقل خطة مع الاتحادات والنقابات والمؤسسات وتم رفعها لمجلس الوزراء، وتشمل بيع صفيحة بنزين يومياً للسائقين على سعر 100 ألف ليرة (4 دولارات)، بهدف أن تصل تعرفة السرفيس إلى 10 آلاف ليرة فقط (أقل من دولار)، وصفيحة المازوت عند سعر 70 ألف ليرة لسائقي الحافلات (3 دولارات)".

وأضاف: "كما طالبنا بـ500 ألف ليرة (23.8 دولاراً)، بدل قطع غيار. وقد تم رفع هذه الخطة للتوفيق بين القدرة الشرائية للمواطن وأسعار البنزين، كما أنه لا يمكن إقرارها دون تغيير الحد الأدنى للأجور وإقرار البطاقة التمويلية. علماً أن طوابير السيارات قد تعود أمام المحطات في حال لم يؤمن مصرف لبنان اعتمادات جديدة للشركات المستوردة للنفط".

المساهمون