كارفور تتوسع في الجزائر وسط غضب شعبي وحملات للمقاطعة

22 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 17:12 (توقيت القدس)
مهندسون أمام موقع مصفاة نقل الغاز والنفط المسال عبر الأنابيب (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت كارفور انسحابها من أربع دول عربية وإيطاليا بعد مقاطعة شعبية بسبب اتهامات بدعم الاحتلال الإسرائيلي، بينما تواصل توسعها في الجزائر بافتتاح فرع جديد في سيدي بلعباس.
- يأتي التوسع في الجزائر وسط دعوات لمقاطعة كارفور بسبب شراكاتها مع المستوطنات الإسرائيلية، مما أثار غضباً شعبياً واحتجاجات في تونس.
- رغم المقاطعة الشعبية المتزايدة، تواصل كارفور توسيع حضورها في الجزائر، حيث بدأت نشاطها عام 2006، في ظل رفض الشراكات الاقتصادية التي تتعارض مع الموقف من القضية الفلسطينية.

في الوقت الذي أعلنت فيه متاجر كارفور عن الانسحاب من أربع دول عربية هي الأردن والكويت والبحرين وسلطنة عمان ومؤخراً غادرت إيطاليا، بعد موجة مقاطعة شعبية واسعة اتهمت العلامة الفرنسية بالتورط في دعم الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على غزة، تواصل الشركة توسعها في الجزائر في خطوة أثارت سخطاً شعبياً كبيراً. ووفق تجار، فقد افتتحت كارفور يوم السبت 20 سبتمبر/أيلول 2025 فرعها الجديد بمدينة سيدي بلعباس غرب العاصمة الجزائرية داخل المركز التجاري "المدينة سنتر"، ليكون ثالث متجر ضخم لها في الجزائر بعد فرعي الجزائر العاصمة وبرج بوعريريج. وأكدت إدارة كارفور الجزائر عبر منصاتها الرسمية في شبكات التواصل أن الافتتاح يهدف إلى توفير "تجربة تسوق جديدة" عبر تشكيلة واسعة من المنتجات بأسعار تنافسية وجودة تحمل توقيع العلامة. ووصفت افتتاح فرعها بمحافظة سيدي بلعباس باليوم الكبير.

وأتي هذا التوسع في الجزائر في وقت لا تزال فيه الحملات الداعية إلى مقاطعة كارفور حاضرة بقوة على خلفية ما وثقته منظمات حقوقية من شراكات تجارية للمتاجر داخل المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعد ساعات أيضاً من إقدام محتجون في تونس على إغلاق إحدى فروع متاجر كارفور مرددين هتافات تندّد بدعمهم الاحتلال.

وفجر توسع متاجر كارفور بالجزائر غضباً شعبياً كونها متهمة بالتورط في دعم الإبادة، إذ شنّ ناشطون حملات تدعو للمقاطعة وتعبر عن الاستغراب من هذه الخطوة. وكتب الناشط مصطفى مقري على حسابه في "فيسبوك" أن "كارفور يعوّض خسائره التي تكبدها في عديد الدول عندنا في الجزائر!! والناس للأسف تتسابق لتقديم أموالها لشركة تعلن دون خجل أنها ترسل طروداً غذائية دورياً لجنود جيش الاحتلال". بينما تسائل الناشط عتيق إبراهيم "كارفور الذي يتراجع في كل العالم وهو أحد أكثر الشركات دعماً للكيان وبشكل صريح، إلا عندنا هو يتمدد من محافظة لأخرى". 


وطالبت الناشطة إكرام جالوت بتعطيل افتتاح الفرع ودعت لإزعاجهم بالاتصالات الهاتفية". وفي السياق نفسه، كتب الناشط مولود صياد: "عيب كبير أن يكون لهذه الشركة المطاردة في العالم بسبب استثماراتها في الأراضي المحتلة ودعمها للإبادة مستقر في بلد الشهداء"، ودعا لمنحها تقييماً منخفضاً عبر تطبيق غوغل.
أما الناشط صلاح الدين مقري، فكتب محتجاً: "كارفور يمكن تصنيفها حتى أسوأ من كوكا كولا فهي من أوقح الشركات في تعاملها مع ما يحدث لإخواننا في عزّ الإبادة" وأضاف: "كارفور تنكمش عالمياً عند العرب والعجم وتتوسع عندنا".

وقد سبق للغضب الشعبي أن فرض كلمته في الجزائر، حين اضطرت سلسلة كنتاكي لإغلاق واجهتها التجارية بعد ثلاثة أيام فقط من افتتاحها في العاصمة في 14 إبريل/نيسان 2024 إثر احتجاجات شبابية واسعة واعتصامات أمام مقر الشركة واتهامها بدعم إسرائيل، رغم محاولات مالكي العلامة تبرير الاستثمار بأنه سبق العدوان، وبأنهم لا علاقة لهم بالشركة الأم عدا تبادل الخبرات، ورفعوا شعارات "فلسطين حرة"، لكن ذلك لم يشفع لهم أمام الغضب الشعبي. 

يذكر أن كارفور لم تدخل السوق الجزائرية حديثاً، فقد بدأت نشاطها في البلاد سنة 2006 بافتتاح أول متجر ضخم لها في الجزائر العاصمة، ثم وسّعت حضورها بفرع ثاني في محافظة برج بوعريريج (شرق العاصمة). ويأتي فرع محافظة سيدي بلعباس الجديد ليعزز شبكة المتاجر داخل الجزائر، في وقت تستمر فيه المقاطعة الشعبية بالمنطقة وتتصاعد الحملات الرافضة أي شراكة اقتصادية يُنظر إليها على أنها تتعارض مع الموقف من القضية الفلسطينية.