قلق أوروبي متصاعد حيال مخزون الغاز في عام 2025

12 فبراير 2025
توربين غاز مخصص لخط الأنابيب الروسي عبر "نورد ستريم 1"، 3 أغسطس 2022 (أندرياس رينتز/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه أوروبا تحديات متزايدة في تأمين إمدادات الغاز لعام 2025، حيث أدى سوء الأحوال الجوية إلى استهلاك سريع للاحتياطيات، مما يجعل إعادة تعبئة المخزونات خلال الصيف غير اقتصادية.
- تعتمد أوروبا بشكل كبير على مخزوناتها من الغاز في الشتاء، حيث يغطي الغاز المخزن نحو 30% من احتياجات الاتحاد الأوروبي اليومية، وقد تصل النسبة إلى 50% في الأيام الباردة.
- رغم انخفاض الطلب الصيفي، يظل هناك فائض في العرض يمكن تخزينه، مع زيادة تعرض أوروبا لديناميكيات سوق الغاز العالمية بعد خفض روسيا للإمدادات.

تتزايد مباعث القلق الأوروبية مع بروز توقعات بأن تزداد الضغوط على مخزون الغاز وإمداداته في أوروبا خلال عام 2025، بعدما استدعى سوء الظروف الجوية استهلاك احتياطيات الغاز سريعاً خلال الشتاء لتنقلب فروق الأسعار الموسمية، ما يجعل إعادة تعبئة المخزونات خلال الصيف غير اقتصادية، وفقاً لتقرير أوردته بلومبيرغ الثلاثاء، والتي أشارت إلى أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، بمبادرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ربما قد يؤدي ذلك إلى إحياء عمليات نقل الغاز إلى أوروبا، فيما يبقى رهن التطورات الجيوسياسية ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيعود إلى استيراد الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، علماً أن من غير المرجح أن يرغب الاتحاد في التخلي عن السيطرة على أمن الطاقة لمصلحة موسكو، كما تلاحظ الشبكة الأميركية.

وغني عن القول إن أوروبا تعتمد على مخزوناتها من الغاز في الشتاء، عندما يتضاعف متوسط الاستهلاك مع زيادة التدفئة. وفي حين يعمل موردو مخزون الغاز في القارة من النرويج والجزائر وقطر والولايات المتحدة، عادة على تعزيز إنتاجهم إلى مستويات قصوى، فإن هذا لا يكفي لتلبية الطلب المتزايد.

ونتيجة لهذا، تلاحظ بلومبيرغ أن الغاز المخزن يغطي نحو 30% من احتياجات الاتحاد الأوروبي اليومية خلال فصل الشتاء، وقد تتجاوز هذه النسبة 50% في الأيام الأكثر برودة، خاصة إذا كانت سرعة الرياح منخفضة، لا سيما مع تقلص إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. وكانت النسبة أعلى حتى أثناء الاضطرابات الشديدة في الإمدادات، مثل نزاعات الغاز بين روسيا وأوكرانيا خلال الطقس البارد في عامي 2006 و2009.

أما في الصيف، فينقلب وضع مخزون الغاز عندما تكون الاحتياجات اليومية منه أقل، علماً أن الطلب على الطاقة من مكيفات الهواء لا يزال فاتراً نسبياً في أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة أو آسيا. ورغم أن منتجي الوقود يستخدمون الموسم الدافئ لأعمال الصيانة والإصلاح، ورغم انخفاض الإنتاج العالمي، لا يزال هناك فائض في العرض في أوروبا، ويمكن ضخ هذا الفائض في مواقع تحت الأرض. كما يعتمد الحجم الدقيق على أسعار الغاز والطلب في أماكن أخرى، مثل آسيا وأميركا اللاتينية. وقد زاد تعرض أوروبا لديناميكيات سوق الغاز العالمية بشكل كبير منذ خفض روسيا للإمدادات إلى المنطقة بشكل كبير في عام 2022.

المساهمون