قفزة قياسية لرواتب رؤساء الشركات العالمية.. من هم الأعلى أجراً؟

03 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 18:39 (توقيت القدس)
متجر شركة آبل في ساحة الحرية، ميلانو إيطاليا، بتاريخ 20 فبراير 2024
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت أجور الرؤساء التنفيذيين في الشركات الأميركية زيادة ملحوظة في 2024، حيث تجاوزت نصف الأجور 17.1 مليون دولار، معتمدة بشكل كبير على مكافآت الأسهم المرتبطة بالأداء، مما يثير تساؤلات حول استدامتها في ظل تقلبات السوق.

- تصدر ريك سميث من "أكسون إنتربرايز" قائمة الأعلى أجراً بتعويضات بلغت 165 مليون دولار، معظمها من حزمة أسهم، بينما حصل إيلون ماسك على صفر دولار بسبب نزاعات قانونية.

- تعكس الأجور المرتفعة فجوة متزايدة بين تعويضات الرؤساء التنفيذيين وأجور الموظفين، مما يثير نقاشاً حول العدالة في الأجور وهيكل الحوافز.

سجلت أجور الرؤساء التنفيذيين في كبرى الشركات الأميركية قفزة قياسية جديدة، وأظهرت بيانات "MyLogIQ" (وهي شركة توفر بيانات وتحليلات للشركات العامة)، أن نصف الرؤساء التنفيذيين في مؤشر S&P 500 حصلوا في عام 2024 على أجور تفوق 17.1 مليون دولار، وهي زيادة واضحة عن 15.8 مليون في 2023، بحسب "وول ستريت جورنال"، ويُلاحظ أن معظم هذه الأجور لا تأتي من الرواتب المباشرة، بل من مكافآت الأسهم المرتبطة بأداء الشركات.

وتصدر ريك سميث، الرئيس التنفيذي لشركة "أكسون إنتربرايز" (Axon Enterprise)، المصنعة لأجهزة الصعق الكهربائي "تيزر"، قائمة الرؤساء التنفيذيين الأعلى أجرا في العالم لعام 2024، بإجمالي تعويضات بلغ 165 مليون دولار. جاء هذا الرقم متجاوزاً ما حصل عليه رؤساء شركات عملاقة مثل "آبل" و"بلاكستون" و"جنرال إلكتريك".

ويعزى الجزء الأكبر من دخل سميث إلى حزمة أسهم ضخمة مرتبطة بأداء الشركة في السوق جرى منحها في مايو/أيار 2024 ضمن برنامج متاح لموظفي الشركة كافّة، وتُضاعف أو تُلغى بحسب تحقق أهداف متعددة. وهو ما أثار قلق محللين اقتصاديين ليس من حيث الرقم فحسب، بل للفجوة أيضاً بين تعويضات القادة وأداء الشركات مقارنة بالمتوسط الصناعي. فرغم أن سهم Axon ارتفع بنسبة 160% في عام 2024، إلّا أن هذه القفزة قد لا تستمر، ما يثير تساؤلات حول مدى استدامة تعويضات مرتبطة بأسهم لا بضمانات نقدية أو إنتاجية مباشرة.

واحتل لورانس كالب، الرئيس التنفيذي لشركة "جنرال إلكتريك"، المرتبة الثانية بأجر بلغ حوالى 89 مليون دولار، تلاه ستيفن شوارزمان من "بلاكستون" بـ84 مليون دولار رغم انخفاض أداء الشركة بنحو 30% مقارنة بالعام السابق، ثم تيم كوك من "آبل" بحوالى 75 مليون دولار بزيادة 18% رغم أداء معتدل للشركة، وكان واضحاً أن قطاعات التكنولوجيا والخدمات المالية والعقارات استحوذت على معظم المراكز العشرة الأولى.

إيلون ماسك حصل على صفر دولار

من اللافت أن جيف بيزوس وإيلون ماسك لم يكونا في صدارة القائمة هذا العام. فقد حصل ماسك على صفر دولار تعويضاً مباشراً، نظراً لتعليق حزمة مكافآته السابقة وسط نزاعات قانونية حولها. أما مارك زوكربيرغ، فجاء في المرتبة 63 بأجر بلغ 27 مليون دولار، معظمها مخصّص لأغراض الحماية الأمنية الشخصية.

وتجدر الإشارة إلى أن عدد الرؤساء التنفيذيين الذين حصلوا على أكثر من 100 مليون دولار في 2024 هو الأدنى منذ عام 2016، ما يعكس تغيّرات في سياسات الحوكمة داخل الشركات الكبرى، رغم تسجيل مستويات قياسية في أسعار الأسهم. وفي المقابل، تواصل تعويضات الأسهم لعب دور أساسي في تشكيل فجوة الدخل بين التنفيذيين والموظفين العاديين، ما يثير نقاشاً متجدّداً حول العدالة في الأجور.

فجوة آخذة في الاتساع

وبحسب معهد السياسات الاقتصادية الأميركي "Economic Policy Institute"، فإن نسبة متوسط أجر المدير التنفيذي إلى العامل العادي في أميركا وصلت إلى أكثر من 399 إلى 1 في عام 2023، مقارنة بنسبة 20 إلى 1 في السبعينيات. وتؤكد هذه الأرقام أن النمو في أجور التنفيذيين لا يعكس غالباً إنتاجية أعلى، بل تصميمات تعويض معقدة تجعلهم المستفيد الأول من صعود الأسهم المؤقت.

ويدافع بعض المستثمرين عن هذه الحزم، معتبرين أن المكافآت المرتبطة بالأداء هي وسيلة فعالة لتحفيز القادة على تحقيق أهداف استراتيجية، لكن منتقدين يرون أن هذه الهياكل غالباً ما تصمّم بطريقة تضمن حصول المدراء على المكافآت حتى في حال الأداء المتوسط، عبر إعادة ضبط المؤشرات المستهدفة أو تأجيلها.

وفي حالة ريك سميث، تُعد هذه ثاني حزمة ضخمة له بعد منحة عام 2019 التي بلغت قيمتها حينها 246 مليون دولار. ما يدفع البعض لاعتبار الأمر نهجاً طويل الأجل أكثر منه مكافأة استثنائية، في حين يرى آخرون أنه يمثل سوء توزيع في العوائد وخللاً في هيكل الحوافز داخل الشركات الأميركية.

المساهمون