قطر للطاقة تفوز بصفقة غاز وتدخل السوق الجزائرية لأول مرة
استمع إلى الملخص
- شهدت جولة العطاءات الدولية في الجزائر حضوراً قوياً للصين، حيث فازت شركتا "سينوبك" و"زيباك" بصفقات، وشاركت شركات من إيطاليا والنمسا وسويسرا، مما يعكس تنوع الشركاء الدوليين.
- اعتبرت جولة العطاءات ناجحة بمنح 5 تراخيص، مع توقعات بزيادة إنتاج الجزائر من الغاز بـ20 مليار متر مكعب سنوياً.
فازت شركة قطر للطاقة بأول صفقة محروقات لها في السوق الجزائرية، من خلال عقد بالشراكة مع مجموعة "توتال إنرجيز" الفرنسية، لاستكشاف واستغلال وتطوير حقل غاز "أهارة"، الذي يوجد في الصحراء الجنوبية الشرقية للبلاد على حدود الجارة ليبيا. وجاء الإعلان عن هذه الصفقة من الوكالة الوطنية الجزائرية لتثمين موارد المحروقات (النفط)، اليوم الثلاثاء، في الجزائر العاصمة، في ختام جولة عطاءات دولية "Algeria Bid Round 2024" أطلقت الخريف الماضي لأول مرة في الجزائر منذ 2014، وهي الأولى أيضاً في إطار القانون الجديد المحروقات الذي جرى اعتماده نهاية 2019، وتضمنت عرض تراخيص ستة حقول كبرى، خمسة منها حقول غاز وواحد نفطي.
ورغم التوتر الدبلوماسي غير المسبوق بين الجزائر وباريس المستمر منذ نحو عام، على خلفية ملفات عدّة بينها الصحراء الغربية، وإعلان باريس دعم مقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب قبل سنوات أساساً لتسوية النزاع في هذا الإقليم، إلّا أن عملاق الطاقة الفرنسي "توتال إنرجيز" حصل على هذه الصفقة الغازية الكبرى في الجزائر من خلال تحالف مع قطر للطاقة التي دخلت بدورها إلى السوق الجزائرية لأول مرة.
وسيتولى هذا التحالف الفرنسي القطري، استكشاف واستغلال وتطوير حقل غاز "أهارة" المتاخم لحدود ليبيا بجنوب شرقي الجزائر، الذي تبلغ مساحته الإجمالية 17 ألفاً و653 كيلومتراً مربعاً، مقسم على 11 كتلة، باحتياطات مؤكدة تبلغ 112 مليار متر مكعب من الغاز، وتوقع احتياطات إضافية بنحو 40 مليار متر مكعب أخرى. وزادت ملفات أخرى من التوتر بين البلدين على غرار توقيف الكاتب الجزائري الحاصل على الجنسية الفرنسية بوعلام صنصال وقضايا الهجرة وغيرها.
وفي خضم التوترات الدبلوماسية، تراجعت مبيعات القمح الفرنسي إلى الجزائر، وفق تأكيد منتجين فرنسيين، إضافة إلى منتجات أخرى كالأجبان ومشتقات الألبان والعجول الموجهة للذبح والتسمين والأبقار الحلوب وغيرها. وسجلت الصين حضورها القوي في ختام جولة العطاءات الدولية الجزائرية للمحروقات، من خلال فوز شركاتها بصفقتَين للغاز، الأولى في جنوب غربي البلاد، والثانية في وسط وقلب الصحراء.
وأسندت لشركة سينوبك (SINOPEC) صفقة حقل "قرن القصعة" في جنوب غربي الجزائر، الذي يمتد على مساحة 36 ألفاً و374 كيلومتراً مربعاً مقسماً إلى خمس كتل. وتبلغ الاحتياطات المؤكدة في الحقل 26 مليار متر مكعب، مع توقعات ببلوغ احتياطات غاز إضافية تصل إلى 141 مليار متر مكعب، أما العقد الصيني الثاني فقد منح لشركة زيباك (ZPEC)، ويتعلق بحقل "زرافة 2" بوسط الصحراء، الذي تقدر الاحتياطات المؤكدة فيه بنحو 83 مليار متر مكعب، وتوقعات بمخزونات غاز إضافية بـ51 مليار متر مكعب.
وكان لعملاق الطاقة الإيطالي الذي يعد أكبر شريك للجزائر في قطاع الطاقة، حضور من خلال جولة العطاءات، وفوزه بصفقة حقل "رقان 2"، في إطار تحالف مع الشركة التايلاندية "PTTEP"، وتبلغ الاحتياطات المؤكدة لهذا الحقل نحو 65.5 مليار متر مكعب، مع إمكانية تحقيق مخزونات إضافية تقارب 143 مليار متر مكعب، وظفر تجمع بين شركتين من النمسا وسويسرا هما "زانغاس" و"فيلادا" (ZANGAS-FILADA)، بحقل "طوال 2" الموجود أيضاً في جنوب شرقي البلاد.
ويتوفر هذا الحقل على مخزونات مؤكدة من الغاز بنحو 175 مليار متر مكعب، وإمكنية تحقيق احتياطات إضافيّة تصل إلى 15 مليار متر مكعب. ومن المنتظر أن يجري التوقيع على العقود النهائية قبل 30 يوليو/تموز المقبل، بحسب رئيس وكالة النفط مراد بلجهم. واعتبر رئيس وكالة "النفط" في تصريحات أعقبت الكشف عن نتائج المناقصة، أنّ جولة العطاءات الأولى منذ 2014 والأولى أيضاً ضمن قانون المحروقات الجديد كانت إيجابية وحقتت نجاحاً كبيراً، من خلال منح 5 تراخيص من أصل 65 جرى عرضها أي بنسبة 83.33%.
ولفت مراد بلجهم إلى أن عقدَين من بين الخمسة وهما "طوال "2 و"قرن القصعة"، مُنِحا في إطار عقود مشاركة، بينما جرى منح العقود الثلاثة الأخرى وهي "رقان 2" و"زرافة 2" و"أهارة" وفق نظام تقاسم الإنتاج. ومن المنتظر أن يجري استغلال وتطوير هذه الحقول الخمسة في فترة زمنية تمتد من 5 إلى 10 سنوات، وفق رئيس وكالة النفط، ومن المتوقع أن تسهم عند دخولها مرحلة الإنتاج في دعم قدرات الجزائر بـ20 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.
وتنتج الجزائر حالياً نحو 140 مليار متر مكعب من الغاز، صدّرت منها أكثر من 50 مليار متر مكعب نحو الخارج، وجرى استهلاك الكمية نفسها تقريباً في السوق الداخلية، بينما يجري ضخّ الكميات المتبقية في الآبار من أجل تحسين الاسترجاع وزيادة الإنتاج.