في ميناء نوفوروسيسك الروسي.. مصر وتركيا كبدائل لأوروبا

العربي الجديد" في ميناء نوفوروسيسك الروسي.. شركات مصرية وتركية بدل الأوروبية

05 مايو 2022
المرفأ استراتيجي ويقع في إحدى المدن التابعة لمدينة كراسنودار، جنوبي روسيا (العربي الجديد)
+ الخط -

تنعكس العقوبات الاقتصادية بحدة على أوضاع رجال الأعمال المقيمين والعاملين في مجال الاستيراد والتصدير في روسيا، حيث تأثروا أساسا بتذبذب سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي، خاصة مع وقف شركات شحن أوروبية نشاطها.

أمثلة حية عن هذه المعاناة اطلع عليها "العربي الجديد" في منطقة نوفوروسيسك Novorossiysk، وهي إحدى المدن المرفئية التابعة لمدينة كراسنودار، جنوبي البلاد، وتبلغ مساحتها 835 كيلومترا مربعا، وتُعد أضخم ميناء تجاري روسي على البحر الأسود، فضلا عن كونها مركزاً صناعياً ومحوراً استراتيجياً لقطاع النقل.

في جولته الميدانية، التقى "العربي الجديد" بعض رجال الأعمال والعاملين هناك في مجال الاستيراد والتصدير، فاشتكوا من سوء الأوضاع منذ فرض العقوبات على الاقتصاد الروسي بسبب غزو أوكرانيا.

رجل الأعمال التركي وصاحب شركة استيراد وتصدير ناشطة في المدينة، شهاب آغا، قال: "أعمل في روسيا منذ أكثر من 20 عاما، ومقيم وأعمل تحديدا في نوفوروسيسك منذ عام 2016، والوضع الحالي بالتأكيد أسوأ مما كان عليه قبل الحرب، فمعظم شركات الشحن الأوروبية توقفت عن العمل، وفي الوقت الراهن شركات الشحن الموجودة هي إما مصرية أو تركية".

لكن ليست موسكو وحدها من يدفع ثمن العقوبات. إذ يضيف آغا لـ"العربي الجديد" أن "توقف شركات الشحن الأوروبية أثر على روسيا طبعا، لكن التأثير الاقتصادي السلبي متبادل، إضافة إلى الخسائر المالية التي تصيب تلك الشركات بسبب شلل عملياتها".

وتابع أن "الدول الأوروبية تحتاج أيضا إلى منتجات روسية، بينما في الوضع الحالي يصعب استيراد المنتجات أو تصديرها، لكن بعض الدول الأوروبية تستخدم دولا مثل تركيا ومصر لإرسال المنتجات من خلالها على أساس أن مصدرها تركي أو مصري بغض النظر عن شهادة المنشأ".

بداية تحسّن بعد تدهور حاد

وإثر مخاوف كبيرة من تداعيات الحرب، تعود الأمور إلى التحسن تدريجياً. وعن هذا التطور، يقول مدير شركة استيراد وتصدير يُدعى أناتولي ياخونتوف إن "الوضع يختلف تماما الآن. ففي بداية الحرب كان يتجه الوضع نحو الأسوأ سريعا مع تهاوي الروبل، حيث سارعنا للتخلص منه وأقبلنا على شراء الدولار، فأصبح رأس المال بالدولار".

لكنه أشار إلى أن "الوضع بدأ يتحسن الآن، وعاد الروبل إلى وضعه الطبيعي، بل أصبح موقعه أفضل مما كان عليه قبل الحرب عندما كان الدولار الواحد يساوي 75 روبلا قبل أن يصل أثناء الحرب إلى 120، ليسجل الآن أقل من 70 للدولار. ولهذا السبب، مضافا إليه أن التعاملات في الميناء والسوق تحتاج إلى التعامل بالروبل، أصبحنا نبيع الدولار الذي سبب لنا خسائر هائلة".

الصورة
ميناء نوفوروسيسك الروسي4

وتوقع ياخونتوف مزيداً من التحسن خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً في مجال الاستراد والتصدير، بسبب مؤشرات من بينها تحسّن سعر صرف العمله المحلية وعدم ارتفاع أسعار المنتجات على نحو لافت في السوق الروسي.

ومنذ شهرين، كانت شركات شحن أوروبية كبرى، من بينها "ميرسك"، وهي أكبر شركة شحن في العالم، قد أعلنت وقف عمليات شحن الحاويات من روسيا وإليها مؤقتا بسبب الغزو الروسي.

وأعلنت الشركة، يوم الأربعاء الماضي، أنها نفذت آخر عملية شحن إلى ميناء روسي يوم الاثنين الفائت، تنفيذا لقرارها القاضي بالانسحاب الكامل من البلاد، مع أنه لا تزال لديها 20 ألف حاوية عالقة في روسيا.

كما أكدت أنها ستبيع جميع أصولها في روسيا، بما في ذلك حصتها البالغة 30.75% في شركة "غلوبال بورتس إنفستمنتس" المشغلة للموانئ الروسية، والتي من بين مساهميها الشركة النووية الروسية الحكومية "روسأتوم" ورجل الأعمال سيرغي شيسكاريف.

الصورة
ميناء نوفوروسيسك الروسي1

المساهمون