فرانسيس هاوغن... مهندسة لوغاريتمات أربكت حسابات فيسبوك

فرانسيس هاوغن... مهندسة لوغاريتمات أربكت حسابات فيسبوك

10 أكتوبر 2021
فرانسيس هاوغن (Getty)
+ الخط -

لم تعترف شركة "فيسبوك" بأن التصريحات الصادمة لفرانسيس هاوغن (Frances Haugen) مديرة المنتجات السابقة في الشركة، هي التي تسببت في تعطل منصة التواصل العملاقة وتطبيقات شهيرة تابعة، أو أن محاولات للتغطية على المشكلات التي ذكرتها الموظفة السابقة، هي ما تسببت في توقف العمل، لاسيما أن صدى الأزمة وصل إلى الكونغرس الأميركي الذي بات يحقق في ما قالته هاوغن التي في جعبتها الكثير من اللوغاريتمات.

في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ظهرت هاوغن صاحبة الـ 38 عاماً في البرنامج الأميركي الشهير "60 دقيقة" الذي تبثه شبكة CBS الإخبارية، لتكشف عن الكثير من تفاصيل أعمال فيسبوك، التي اعتبرتها غير أخلاقية وتهتم بالربحية على حساب خصوصية وأمن ومصالح المتعاملين، بينما فوجئ العالم مساء اليوم التالي بتوقف منصة فيسبوك وتطبيقي إنستغرام وواتساب التابعين، عن العمل لست ساعات كاملة، فانخفض سهم الشركة المالكة بنسبة تتجاوز 5%، كانت كفيلة بفقدها ما يقرب من 50 مليار دولار من قيمته السوقية.

ربما تكون شخصية هاوغن، التي رهنت قبولها عرضاً بالالتحاق بالعمل في فيسبوك قبل أكثر من عامين بأن يكون العمل على صلة بالديمقراطية ومحاولات وقف نشر المعلومات المضللة، هي مفتاح فك لوغاريتمات الأزمة الأخيرة لموقع التواصل الاجتماعي.

جرى تعيين هاوغن في فيسبوك بالأساس، للمساعدة في إبعاد الموقع عن التدخل في الانتخابات في أي من بلدان العالم، إلا أنها سريعاً ما أعلنت عن إحباطها من ضبابية الرؤية، فيما يخص التأثيرات السلبية المحتملة للموقع، وعدم وجود رغبة حقيقية في التعامل مع مشكلاته.

تقول هاوغن عن نفسها في مدونتها الشخصية على الانترنت إنها "مدافعة عن الإشراف العام على وسائل التواصل"، وتؤكد أنّ من الممكن "أن يكون لدينا وسائل تواصل تبرز أفضل ما في الإنسانية".

وخلال فترة عملها في الشركة، قامت هاوغن بفحص الشبكات الاجتماعية الداخلية بها، والمعروفة باسم Facebook Workplace، لتقع عينها على العديد من الحالات التي اعتبرت أن الشركة "فشلت فيها في تحمل مسؤولية رفاهية المستخدمين".

وأكدت هاوغن، التي عملت سابقا في شركة "ألفابيت" مالكة "غوغل"، أنّ المستندات التي اطلعت عليها أكدت وجهة نظرها بأن "قوانين الشركة تمنح الصفوة بعض الأفضلية"، وأن "اللوغاريتمات الخاصة بها تعزز الخلاف"، وأن "عصابات تجارة المخدرات والاتجار بالبشر تستخدم خدمات الشركة بشكل علني"، وأن "هناك تأثيرات سلبية لموقع إنستغرام التابع لها على الصحة العقلية للبنات في سن المراهقة".

أشارت هاوغن إلى أن ما تقوم به لا يهدف لإسقاط فيسبوك أو تدميرها، وإنما إصلاحها، مشيرة إلى أنه عندما اتصل بها مسؤولو الموارد البشرية في "فيسبوك" لاستطلاع رأيها في الالتحاق بالشركة عام 2019، قالت إنها على استعداد لاتخاذ الخطوة لو كان للوظيفة صلة بالديمقراطية ومحاولات وقف نشر المعلومات المضللة.

لكن الشركة أنهت مهام عمل الفريق الذي كانت تعمل به، بعد أيام قليلة من إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، لتعتبر هاوغن أن القرار عزز من مساهمة "فيسبوك" في تنظيم احتجاجات 6 يناير/كانون الثاني الماضي، التي اقتحمت مبنى الكونغرس.

نشأت هاوغن في ولاية أيوا، التي يختلف نظام الانتخابات التمهيدية فيها عنه في الولايات الأميركية الأخرى، إذ لا يذهب الناخبون إلى أماكن الاقتراع للإدلاء بأصواتهم مباشرة، وإنما يلتقون في بعض الأماكن للتباحث، قبل أن يدلوا بأصواتهم، وهو ما عزز لديها، كما تقول، أهمية العملية الديمقراطية، وزاد من عدائها لأية تأثيرات للمعلومات المغلوطة والخداع.

حصلت على درجة علمية في الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر من كلية "أولين" قبل أن تحصل على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد، وتخصصت في إدارة منتجات اللوغاريتمات، التي مكنتها في نهاية الأمر من وضع يدها على أهم مشكلات موقع التواصل الأكثر شهرة في العالم.

المساهمون