استمع إلى الملخص
- استمرار حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي ترامب عززت جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق الفورية والعقود الآجلة.
- على الصعيد الجيوسياسي، تزايدت المخاوف من تأثير سياسات التجارة الأميركية، بينما يُعتبر الذهب وسيلة تحوط ضد التضخم وعدم اليقين الجيوسياسي.
رفع بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس توقعاته لسعر الذهب في نهاية العام 2025 إلى 3100 دولار للأوقية، ارتفاعا من 2890 دولارا، مستشهدا بالطلب المستمر من البنوك المركزية. ويقدر البنك أن "الطلب الأعلى هيكليا من البنوك المركزية سيزيد سعر الذهب 9% بحلول نهاية العام، وهو ما يقترن بتعزيز تدريجي لحيازات الصناديق المتداولة مع انخفاض أسعار الفائدة على الأموال".
غير أنه إذا ظلت حالة عدم اليقين السياسي، بما في ذلك مخاوف الرسوم الجمركية، مرتفعة، يتوقع البنك إمكانية ارتفاع الذهب إلى 3300 دولار للأوقية بحلول نهاية العام. كما عدل البنك توقعاته لطلب البنوك المركزية بالزيادة إلى 50 طنا شهريا من التقدير السابق البالغ 41 طنا. وقال البنك إنه إذا بلغ متوسط المشتريات 70 طناً شهرياً، فقد ترتفع أسعار الذهب إلى 3200 دولار للأوقية بحلول نهاية 2025.
وعلى العكس من ذلك، إذا أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة ثابتة، يتوقع غولدمان ساكس أن يصل الذهب إلى 3060 دولارا للأوقية في الفترة نفسها. وفي تكرار لتوصيته بشراء الذهب، قال غولدمان ساكس إنه في حين أن انخفاض حالة عدم اليقين قد يؤدي إلى تراجع تكتيكي في الأسعار، فإن مراكز الذهب الطويلة تظل تحوطا قويا.
ارتفاع أسعار الذهب
وفي الأسواق، واصلت أسعار الذهب مكاسبها اليوم الثلاثاء، مع استمرار حالة عدم اليقين إزاء خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرسوم الجمركية في التأثير على المعنويات، مما عزز جاذبية المعدن الأصفر ملاذا آمنا وسط مخاوف من حرب تجارية عالمية محتملة. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 2903.56 دولارات عند الساعة 03.01 بتوقيت غرينتش. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6% إلى 2916.80 دولارا.
وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية في كابيتال دوت كوم: "نشهد في ما يبدو عمليات شراء كبيرة من جانب البنوك المركزية، كما أننا نواجه نقصا محتملا في أوروبا على أساس أن هناك اندفاعا للحصول على الذهب في الولايات المتحدة، لتجنب الرسوم الجمركية المحتملة". وأضاف: "أعتقد أن الاتجاه لا يزال يدفع الذهب للصعود- فالأساسيات جيدة".
ومنذ توليه منصبه، فرض ترامب رسوما جمركية 10% على الواردات الصينية، وأعلن فرض رسوم 25% على السلع من المكسيك والواردات غير المرتبطة بالطاقة من كندا قبل أن يرجئ تطبيقها، وحدد موعدا لفرض رسوم 25% على الصلب والألومنيوم المستوردين، ويخطط لفرض رسوم مضادة على جميع الدول التي تفرض رسوما على الواردات الأميركية.
وقالت عضو مجلس البنك المركزي الأميركي ميشيل بومان أمس الاثنين، إنها تريد زيادة الاقتناع بأن التضخم سينخفض أكثر هذا العام قبل خفض أسعار الفائدة مرة أخرى، خاصة في ظل حالة عدم اليقين بشأن تأثير سياسة إدارة ترامب الجديدة الخاصة بالتجارة وغيرها من السياسات. ويُنظر إلى الذهب على أنه وسيلة تحوط تقليدية من ارتفاع التضخم وعدم اليقين الجيوسياسي.
ومن المقرر أن يتحدث مسؤولان في البنك المركزي الأميركي في وقت لاحق من اليوم لإعطاء المزيد من الأفكار والرؤى عن مسار السياسة النقدية.
وقال المحللون الاستراتيجيون في بنك (إيه.إن.زد) في مذكرة: "حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق ... ونظرا لأن سوق العمل قوية، فلا توجد حالة مقنعة لخفض أسعار الفائدة على الفور". وأضافوا: "تثبيت أسعار الفائدة لفترة طويلة خلال النصف الأول من هذا العام مبرر على ما يبدو وسيمنح مجلس الاحتياطي الاتحادي الوقت لتقييم تأثير التدابير التجارية على التضخم".
وعلى الصعيد الجيوسياسي، اتفقت مجموعة من الزعماء الأوروبيين في اجتماع في باريس أمس على استعدادهم لمنح أوكرانيا ضمانات أمنية، لكنهم حذروا من وقف لإطلاق النار دون اتفاق سلام في الوقت نفسه.
وبخصوص المعادن النفيسة الأخرى، انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية 1.3% إلى 32.37 دولارا للأوقية. وزاد البلاتين 0.5% إلى 980.29 دولارا، وصعد البلاديوم 1.4% إلى 976.35 دولارا.
(رويترز، العربي الجديد)