استمع إلى الملخص
- تستمر أوبك+ في تخفيض الإنتاج بمقدار 5.85 ملايين برميل يومياً حتى الربع الأول من 2025، مع توقع بدء زيادة الإنتاج في أبريل وقرارات نهائية في مارس.
- ارتفعت أسعار النفط بسبب تعطل الإمدادات في الولايات المتحدة وروسيا، وتأثرت تدفقات النفط عبر خط أنابيب بحر قزوين بسبب هجوم أوكراني والطقس البارد.
قال بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس"، اليوم الأربعاء، إنّ تحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك ومنتجين من خارجها بقيادة روسيا، سيرجئ زيادته المقررة لإنتاج النفط من إبريل/ نيسان إلى يوليو/ تموز، وذلك بعد نفي روسي لتأجيل الزيادات. وأضاف البنك الأميركي أنّ اتفاق السلام المحتمل بين أوكرانيا وروسيا وما قد يرتبط به من تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا من غير المرجح أن يؤدي إلى زيادة تدفقات النفط الروسية.
وأشار البنك إلى أن " إنتاج روسيا من النفط الخام مقيد بهدف إنتاج أوبك+ الخاص بها والبالغ تسعة ملايين برميل يوميا، لا بالعقوبات الحالية التي تؤثر على الوجهة وليس على حجم صادرات النفط". وتتمتع روسيا، باعتبارها أحد أكبر موردي النفط في العالم، بنفوذ كبير على أسواق النفط وأسعاره عالميا.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك لوكالة الإعلام الروسية، أول أمس الاثنين، إن تحالف أوبك+ لمنتجي النفط لا يدرس تأجيلاً لزيادات شهرية للإمدادات، والتي من المقرر أن تبدأ في إبريل المقبل. ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية، أول أمس الاثنين، عن مندوبين أنّ أوبك+ يدرس إرجاء الزيادات، على الرغم من دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخفض أسعار النفط.
وقال ثلاثة مندوبين في أوبك+، لوكالة رويترز، إنه لم تجر حتى الآن أي مناقشة بشأن تأجيل الزيادة، وقال أحدهم إن سوق النفط قد تكون قادرة على استيعاب إمدادات إضافية اعتباراً من إبريل/ نيسان نتيجة لتشديد العقوبات وزيادة الطلب من الصين، غير أنه من السابق لأوانه اتخاذ مثل هذا القرار. ورفضت جميع المصادر كشف أسماءها. وقال بعض المحللين، ومنهم "مورغان ستانلي"، إنهم يتوقعون أن تمدد أوبك+ مستويات إنتاجها الحالية مرة أخرى. ولم ترد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومكتب التواصل الحكومي السعودي على طلبات للتعليق حتى الآن.
وتخفض أوبك+ الإنتاج بمقدار 5.85 ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل نحو 5.7% من الإمدادات العالمية المتفق عليها، في سلسلة من الخطوات منذ عام 2022. وفي ديسمبر/ كانون الأول، مددت أوبك+ أحدث التخفيضات حتى الربع الأول من عام 2025، ما أدى إلى تأخير خطة البدء في زيادة الإنتاج حتى إبريل. وكان ذلك التمديد هو الأحدث ضمن عدة تأجيلات بسبب ضعف الطلب وزيادة العرض خارج المجموعة.
ووفقاً لحسابات "رويترز" المستندة إلى تلك الخطة، فإنّ تقليص التخفيضات الأحدث البالغة 2.2 مليون برميل يومياً وبدء الزيادة في الإمارات سيبدأ في إبريل مع زيادة شهرية قدرها 138 ألف برميل يومياً. وستستمر الزيادات حتى سبتمبر/ أيلول 2026. واستناداً إلى الممارسة السابقة لأوبك+، من المتوقع اتخاذ قرار نهائي للمضي قدما في زيادة إبريل في أوائل مارس/ آذار تقريباً.
ارتفاع أسعار النفط
في السياق، ارتفعت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، في ظل تعطل بإمدادات النفط في الولايات المتحدة وروسيا وفي الوقت الذي تنتظر فيه الأسواق وضوحا بشأن محادثات السلام في أوكرانيا. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 20 سنتاً، أو 0.3%، إلى 76.04 دولاراً للبرميل في الساعة 01:46 بتوقيت غرينتش، لترتفع لليوم الثالث على التوالي.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر مارس/ آذار 23 سنتاً، أو 0.3%، إلى 72.08 دولاراً للبرميل، بارتفاع 1.7% عن إغلاق يوم الجمعة بعد عدم وجود تسوية يوم الاثنين بسبب عطلة يوم الرؤساء. وينتهي عقد مارس/ آذار يوم الخميس، وارتفع عقد إبريل/ نيسان الأكثر تداولاً 0.3% إلى 72.04 دولاراً.
وقالت روسيا إن تدفقات النفط عبر خط أنابيب بحر قزوين، وهو طريق رئيسي لصادرات النفط الخام من كازاخستان، هوت ما بين 30 و40% أمس الثلاثاء، بعد هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على محطة ضخ. وتفيد حسابات بأن خفضاً بنسبة 30% يعادل خسارة 380 ألف برميل يومياً من الإمدادات إلى السوق.
وأوضح نوفاك أنّ الإصلاحات قد تستغرق عدة أشهر. ويمتد خط أنابيب بحر قزوين الذي ينقل أكثر من 1% من الإمدادات العالمية يومياً على مسافة 1500 كيلومتر، وينقل الخام من حقل تنغيز النفطي الضخم في كازاخستان على الشواطئ الشمالية الشرقية لبحر قزوين وكذلك من منتجين روس.
وفي الوقت نفسه، هدد الطقس البارد إمدادات النفط الأميركية، حيث قدرت هيئة خط أنابيب نورث داكوتا أن الإنتاج في ثالث أكبر ولاية منتجة للخام في الولايات المتحدة سينخفض بما يصل إلى 150 ألف برميل يومياً بسبب البرد. وعلى الصعيد الجيوسياسي، قالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، إنها وافقت على إجراء المزيد من المحادثات مع روسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. ويمكن أن يخفف الاتفاق أو يساعد في إزالة العقوبات التي عطلت تدفقات شحنات النفط الروسية.
وقال مسؤولون أمس إنّ إسرائيل وحماس ستبدآن أيضاً مفاوضات غير مباشرة بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. لكن ترامب قال أمس إنه يعتزم فرض رسوم جمركية على السيارات "في نطاق 25%" وأخرى مماثلة على واردات أشباه الموصلات والأدوية. ومن شأن هذه الرسوم أن ترفع أسعار المنتجات الاستهلاكية، وتضعف الاقتصاد، وتقلص بالتالي الطلب على الوقود
(رويترز، العربي الجديد)