غموض في أسواق النفط حول الأسعار وبقاء الإمارات في "أوبك"

غموض في أسواق النفط حول اتجاهات الأسعار وبقاء الإمارات في "أوبك"

06 يوليو 2021
الخلاف السعودي الإماراتي يضعف أوبك (Getty)
+ الخط -

بينما يتواصل الخلاف السعودي الإماراتي في "أوبك+"، الأمر الذي يؤدي لتعليق اجتماعات رفع سقف إنتاج التحالف النفطي إلى أجل غير معلوم حتى الآن، طرح خبراء العديد من التساؤلات حول مستقبل السوق النفطية خلال العام الجاري ومستقبل التحالف النفطي القائم منذ عام 2016، وربما حتى مستقبل بقاء الإمارات في المنظمة البترولية التي تقودها الرياض منذ تأسيسها في ستينيات القرن الماضي.

ويرى محللون في هذا الصدد أن الخلاف السعودي الإماراتي الشرس يضع السوق النفطية، التي شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار، في حيرة حول مستقبل المعروض النفطي.

وتركت الخلافات السوق أمام خيارين خلال العام الجاري، وهما إما أن تنتج دول التحالف بدون سقف، وبالتالي تغرق السوق بالمعروض وتعيدها إلى التخمة النفطية التي كانت عليها في العام الماضي وأحدثت انهياراً في أسعار النفط إلى مستويات أقل من 20 دولاراً كما حدث في مارس/ آذار وإبريل/ نيسان الماضيين، أو خيار مواصلة التحالف الضخ بحصص الإنتاج الحالية، وبالتالي ربما ترتفع أسعار خام برنت إلى مائة دولار للبرميل، وبالتالي تهدد دورة الانتعاش الاقتصادي العالمية الحالية. 

في هذا الصدد، حذر نائب رئيس مؤسسة "أي إتش إس ماركت" "دان يرغين" في تعليقات نقلتها "قناة سي أن بي سي" اليوم الثلاثاء، من أن ارتفاع سعر الخام عند 100 دولار سيدمر الطلب على الخام في المستقبل.

من جانبها قالت خبيرة الطاقة في شركة "آر بي سي كابيتال"، حليمة كروفت، في مذكرة مساء الاثنين، "أوبك دخلت في أكبر أزمة منذ حرب الأسعار بين الرياض وموسكو في العام الماضي"

وأضافت "الخلاف الإماراتي السعودي أكبر وأبعد من النفط"، وذلك في إشارة منها إلى ملفات الخلافات العديدة بين الرياض وأبوظبي حول النموذج الاقتصادي السعودي الرامي إلى فتح المناطق الحرة والتحول إلى سوق عالمية جاذبة للاستثمارات، وهو ما يهدد مستقبل تدفق الاستثمارات السعودية والأجنبية على الإمارات، وتحديداً دبي.

كذلك يشير خبراء إلى ملف حرب اليمن الذي ترى فيه الرياض أن أبوظبي خذلتها، وكذلك ملف التطبيع مع إسرائيل الذي تسرعت فيه الإمارات خلافاً للتنسيق بينهما.

وذكرت كروفت في مذكرتها "أن هنالك شكوكاً تثار الآن في السوق النفطية حول مستقبل بقاء الإمارات في عضوية منظمة أوبك إذا لم تتم تسوية الخلاف".

من جانبه قال الخبير تاماس فارغا محلل النفط بشركة "بي في أم أويل اسوسيتس" في تعليقات نقلتها قناة "سي أن بي سي" "الاجتماع حتى الآن معلق، وإن التحالف ربما سيواصل الإنتاج بسقف يوليو/ تموز الحالي لباقي شهور السنة".

وحول احتمال إغراق السوق بالنفط، قال الاقتصادي بشركة "كابيتال أيكونومكس" الأميركية، في تعليقات لقناة "سي إن بي سي" الأميركية اليوم الثلاثاء، "من المحتمل أن يواصل الأعضاء في تحالف أوبك+ في الشهور المقبلة الإنتاج بأكبر من الحصص الحالية للاستفادة من ارتفاع أسعار الخامات الحالية". 

وفي واشنطن ينتاب القلق الإدارة الأميركية من تصاعد الخلاف النفطي على أسعار المشتقات وتداعياته على زيادة معدل التضخم وربما خنق الانتعاش الاقتصادي الوليد بعد المحاصرة الجزئية لجائحة كورونا. 

في هذا الصدد، قال وزير الطاقة الأميركي السابق دان برويليت إن أسعار النفط يمكنها تجاوز حاجز 100 دولار للبرميل بسهولة، وذلك في أعقاب فشل "أوبك+" في التوصل إلى اتفاق بشأن سياسة الإنتاج بدءاً من الشهر المقبل.

وقال الوزير في مقابلة مع قناة "سي أن بي سي"، اليوم الثلاثاء، إنه كذلك من الممكن أيضاً انهيار أسعار الخام، في حالة عدم التوصل لأي اتفاق واتجاه الدول لفعل ما يحلو لها.

المساهمون